نتنيـاهو يدعـو إلـى «مـقـاربة» جديدة للسلام.. والسلطــة تــراها غامضة
دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى «مقاربة جديدة» من أجل التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، تتضمن استئنافاً فورياً للمحادثات من دون شروط، لكنه لم يشر إلى دولة فلسطينية، في حذف متعمد أغضب المسؤولين العرب والأوروبيين والأميركيين. واعتبرت السلطة الوطنية الفلسطينية تصريحات نتنياهو «غامضة وغير كافية». وقالت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إنه تضليل للرأي العام للتغطية على جرائم الاحتلال ومجازره ضد الفلسطينيين
وقال نتنياهو متحدثاً مساء أول من أمس، من إسرائيل، عبر الأقمار الاصطناعية، إلى مؤتمر لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية («ايباك) «نحن مستعدون لاستئناف مفاوضات السلام من دون أي تأخير، ومن دون أي شروط مسبقة». ولم يشر إلى الحل القائم على دولتين (إسرائيلية وفلسطينية)، والذي يدعو إليه الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وأضاف «أعتقد أنه من الممكن التوصل إلى سلام، لكني أعتقد اأهذا الأمر يتطلب مقاربة جديدة». وأوضح أن المقاربة تأتي في ثلاثة مسارات نحو السلام بين إسرائيل والفلسطينيين: سياسي وأمني واقتصادي.
وقال أمام 6500 مندوب في «إيباك»، والسفراء الأجانب في واشنطن وسياسيين أميركيين، إن المسار السياسي هو أننا مستعدون لاستئناف مفاوضات السلام من دون تأخير ومن دون شروط مسبقة، وبقدر ما يتم ذلك بسرعة يكون الأمر افضل. وأضاف إن المسار الأمني يتطلب مواصلة المحادثات التي تضم الجنرال الأميركي كيث دايتون، بالتعاون مع الأردنيين، والسلطة الفلسطينية التي يترأسها الرئيس محمود عباس، من أجل دعم قوات الأمن الفلسطينية.
وأوضح أن «المسار الاقتصادي يعني أننا مستعدون للعمل معاً من أجل رفع أكبر عدد ممكن من العقبات من اجل تنمية الاقتصاد الفلسطيني». وقال «نريد أن نعمل مع السلطة الفلسطينية على هذا الطريق، ليس بديلاً عن المحادثات، ولكن محركاً لها». وحذر من أنه لن يكون هناك سلام «من دون أمن». وقال«لن نساوم أبدا على أمن إسرائيل. ثانيا كي يتم التوصل إلى اتفاق سلام نهائي يجب أن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل دولةً يهودية».
واعتبرت السلطة الفلسطينية خطاب نتنياهو «غامضاً وغير كافٍ». وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن الالتزام بالسلام يعني الاعتراف الفعلي بحل الدولتين، ووقف النشاطات الاستيطانية. وأضاف أن أي حلول لا تلبي قرارات الشرعية الدولية «غير مقبولة».
وتساءل رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات «هل يقصد نتنياهو مفاوضات سياسية جادة أم مفاوضات حول السلام؟». وقال « نريد مفاوضات سياسية من النقطة التي انتهت إليها المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في ديسمبر 2008 بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت». وانتقد خطاب نتنياهو «لغموضه» في الالتزام بالتفاوض بشأن القضايا الرئيسة، مثل وضع القدس واللاجئين الفلسطينيين، وعدم التزامه بحل قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية. وقال «لا أحد عنده وقت للعلاقات العامة ولغة الغموض، آمل ألا يكون علينا أن ننتظر سنوات لنحصل على إجابة بنعم أو لا عن مثل هذه المسائل البسيطة، يجب أن نعرف الآن». وشدد عريقات على أن كل ما يقوله نتنياهو تلاعب بالألفاظ على الإدارة الأميركية،«لذلك، نريد جواباً من واشنطن لأن الحكومة الإسرائيلية لن تجيب».
وكذبت حركة «حماس» حديث نتنياهو عن السعي إلى تحقيق السلام في المنطقة، مطالبة بوقف كل «أشكال التطبيع والعلاقات» مع حكومته. وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم، في بيان، إن حديث نتنياهو عن السلام واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بمثابة أسلوب خداعي جديد للرأي العام للتغطية على جرائم الاحتلال».
وفي واشنطن، دعا نائب الرئيس الاميركي جو بايدن اسرائيل أمس الى وقف بناء المستوطنات وإزالة المواقع الاستيطانية العشوائية وضمان حرية التنقل للفلسطينيين، وقال بايدن امام لوبي مؤيد لإسرائيل، «على إسرائيل العمل باتجاه تحقيق الحل القائم على دولتين، لن يعجبكم ما سأقول ولكن عليكم التوقف عن بناء مزيد من المستوطنات وتفكيك المواقع العشوائية الموجودة حاليا والسماح للفلسطينيين بحرية التنقل». وطالب بايدن الفلسطينيين في غزة بالافراج عن الجندي الاسرائيلي المحتجز جلعاد شاليت فورا ومن دون أية شروط، وحث نائب الرئيس الاميركي الدول العربية على البناء على مبادرة السلام التي تقدمت بها عام 2002 من خلال البدء منذ الان بتقديم «بادرات» ملموسة تجاه ما سـماه «انهاء عزلة اسرائيل».