العراق يواجه موجة جديدة من العنف
يواجه العراق خطر موجة جديدة من العنف، حيث بدأ أفراد جماعات الصحوة الذين كانوا يحصلون على رواتبهم من الولايات المتحدة، لمحاربة تنظيم القاعدة، الانخراط مع المقاومة.
وإذا واصلت وتيرة العنف التزايد، فإنها يمكن أن تؤثر في تعهدات الرئيس الأميركي باراك أوباما بانسحاب جميع القوات الأميركية من المدن العراقية بحلول الشهر المقبل، وجميع القوات الأميركية العاملة في العراق بحلول 2011.
وقال عضو بارز في المجلس السياسي للمقاومة العراقية الذي يمثل ست جماعات «عادت المقاومة الآن إلى الميدان، وهي تعزز ضرباتها ضد الأعداء، وسيرتفع عدد قتلى قوات التحالف».
وكان تزايد ضربات هذه الجماعات، وهو العمل الذي نسب إلى «القاعدة»، قد أوقع أثراً مرعباً في شوارع العراق. ولقي أكثر من 370 مدنياً عراقياً وعسكرياً، إضافة إلى 80 إيرانياً، مصرعهم في إبريل الماضي، ما يجعله الشهر الأكثر دموية منذ سبتمبر 2008.
وقال رئيس مجلس العلاقات الخارجية في أميركا، ريتشارد هاس، الذي عاد من زيارة إلى العراق الأسبوع الماضي «من الواضح أنه لايزال هناك مصاعب كثيرة في العراق، ويتعين على الولايات المتحدة أن تعدل برامجها، وأن تترك قوة صغيرة تتألف من بضعة آلاف من الجنود في العراق ماوراء 2011».
وأطلق مجلس المقاومة أخيراً دعوة إلى «أبناء العراق» الساخطين لحمل السلاح ضد الولايات المتحدة والجنود العراقيين، بعد فشل حكومة نوري المالكي دمجهم في قوات الأمن الوطني.
وتخلى العديد من مسلحي الصحوة عن مواقعهم الأمنية، سامحين للجماعات المسلحة الأخرى بسد الفراغ.
وقال أبوعمر، قائد إحدى جماعات الصحوة في شمال بغداد، «إن أكثر من 50 من أصل 175 مقاتلاً تخلوا عن مواقعهم».
وادعى ممثل المقاومة العراقية أن بعض الميليشيات فقدت أكثر من ذلك، وقال «أكثر من نصف أعضاء بعض الميليشيات استقالوا من الصحوة، وانضموا إلى المقاومة». وكانت الولايات المتحدة تدفع رواتب لنحو مائة ألف شخص من أبناء العراق للمشاركة في فرض الأمن، لكنها سلمت مسؤوليتهم إلى حكومة العراق في الشهر الماضي.
ومنذ ذلك الوقت، اختفت رواتبهم، ولم يبق إلا 5000 شخص من الصحوة موظفين في قوات الأمن العراقية.
وحذر نائب المفتش العام لشؤون إعادة بناء العراق، جنجر كروز، من أن الذين تركوا الصحوة يمكن أن ينضموا إلى تنظيم القاعدة وجماعات المقاومة. وقال «قدم أبناء العراق نقطة انعطاف حاسمة لبلدهم، وبناء عليه، السؤال المطروح الآن: ما الذي ستفعله الحكومة العراقية بهم؟».
وكان الظهور التدريجي للمالكي باعتباره رجل العراق القوي أزعج بعضهم في العراق، ووصل الفساد إلى حد لم يسبقه من قبل، كما يقول كروز.
ويتعاظم الغضب بشأن اعتقال قادة الصحوة، بمن فيهم عادل المشهداني من بغداد، والذي حذر أخيراً قائلاً «هناك فرصة بنسبة 50٪ لأن ينضم أفراد الصحوة الذين يريدون أن يطعموا عائلاتهم إلى القاعدة». واستقال خلف إبراهيم بعد أن كان قائد مجلس الحويجة بالقرب من كركوك في شمال العراق. وقال «بات رجالنا هدفاً للقاعدة وأمن الحكومة معاً».
وأشار هاس الذي ينتقد حرب العراق، وكان قد عمل في إدارة جورج بوش الأب ومن ثم في إدارة بوش الابن، إلى أن بعض العراقيين يبدلون ولاءهم إلى أطراف بديلة، وربما يصبح باراك أوباما رهين الأحداث.
وكان الانفجار العنيف الذي هز مدينة الصدر أخيراً قد أثار الرعب لدى السكان الذين شهدوا تحسناً في الوضع الأمني في الأشهر الأخيرة.
وقال عقيل علي (19عاماً)، وهو عامل، «قتل شقيقي من جراء تلك القنبلة، تركت المدرسة وبدأت العمل لمساعدته على الدراسة، كان في العاشرة من العمر، وأردته أن يصبح مهندساً. ولن أنسى مشهد جثته وسط الدماء و الطين».
ودعت أم بتول، وهي أم شابة قتل زوجها، إلى عودة جيش المهدي، وقالت «من الذي سيطعم ابنتي ذات الخمس سنوات».
ويعتقد عراقيون عديدون أن تدهور الوضع الأمني ربما يقدم ذريعة للولايات المتحدة كي تطيل بقاءها في العراق.
ويرى العقيد أندرو باسيفيتش، وهو مؤرخ عسكري فقد ابنه في العراق، إن ارتفاع معدل الإصابات يهدد خطط انسحاب أوباما.
ويرغب العسكريون في الولايات المتحدة، بمن فيهم الجنرال جيم جونز مستشار الأمن القومي للرئيس أوباما، سحب الجيش الأميركي من العراق، وقال باسيفيتش «إنهم يريدون إنجاز ذلك بطريقة تجعلهم يدعون بأنهم حققوا النصر».