«الاستثنائي العربي» يقرر رفع دعوى «دولية» ضد تهويد القدس
قرر وزراء الخارجية العرب أمس في ختام اجتماعهم الاستثنائي في القاهرة، حيث ترأس وفد الإمارات وزير الخارجية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بدء التحضير لإقامة دعوى أمام محكمة العدل الدولية لكي تنظر في الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية. وأكد الوزراء في قرار أصدوره أنهم سيعملون على استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، يقضي بتكليف محكمة العدل الدولية النظر في الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة وما حولها، وإصدار الحكم المناسب بشأنها.
وقرر الوزراء تشكيل لجنة قانونية دولية برعاية جميع الدول العربية لتحضير ملف الدعوى أمام محكمة العدل الدولية، ورصد الاعتمادات المالية اللازمة لذلك، واتفق الوزراء كذلك على إجراء الاتصالات اللازمة لعقد اجتماع رفيع المستوى لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية.
وطالب الوزراء العرب مجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية (حول الشرق الأوسط) والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية التدخل الفوري لوقف جميع الإجراءات الإسرائيلية في القدس الشرقية، والمتمثلة في توسيع المستوطنات ومصادرة الأراضي الفلسطينية داخل القدس وما حولها والحفريات أسفل المسجد الأقصى، وكذلك عمليات هدم المنازل وتهجير السكان المقدسيين.
وشارك في الاجتماع المغلق 11 وزيرا من وزراء الخارجية العرب، وكان من أبرز الغائبين وزراء كل من المغرب التي ترأس لجنة القدس وقطر الرئيس الحالي للقمة العربية، وترأس وفدها وزير التعاون الدولي خالد العطية وسورية الرئيس السابق للقمة العربية، حيث مثلها سفيرها لدى مصر ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية يوسف أحمد. وغاب وزير خارجية ليبيا، الرئيس المقبل للقمة العربية ومثلها المستشار الأول في المندوبية المقيمة المبروك ميلاد، وغاب أيضا وزراء خارجية لبنان والعراق وسلطنة عمان والكويت وجمهورية القمر وجيبوتي.
وعقد اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، قبل بدء الاجتماع الرسمي للوزراء بالاستماع إلى تقرير من وزير الخارجية الأردني ناصر جودة حول نتائج زيارة العاهل الأردني إلى الولايات المتحدة واجتماعه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وأكد موسى خلال الاجتماع أنه لا تعديل في مبادرة السلام العربية، لأنها تقوم على الالتزامات المتبادلة بين العرب وإسرائيل. وشدد أيضا على ضرورة وقف المستوطنات وتهويد القدس، وأن يكون عام 2009 حاسما بالنسبة لعملية السلام وفقا للتفاهمات السابقة وقرارات الشرعية الدولية مع عدم العودة الي المربع صفر من جديد. وقال موسى إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ الإدارة الأميركية بأن الفلسطينيين لن يستأنفوا مفاوضات السلام مع إسرائيل من دون وقف الاستيطان.
وقال مدير مكتب الأمين العام للجامعة السفير هشام يوسف إن الاجتماع الوزاري بحث ثلاثة بنود رئيسة، الأول يتعلق بكيفية إحياء عملية السلام وتحقيق تقدم على مسار التسوية السلمية على النزاع العربي ـ الإسرائيلي. والثاني تعلق بالمناوشات الإسرائيلية فى القدس. وتناول الموضوع الثالث التقرير الذي أعدته اللجنة المستقلة للعدوان الإسرائيلي على غزة وجرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي خلال العدوان .
وأفاد بأن خطوات سوف تتخذ طبقا للموضوع الذي سيتم التعامل معه، لافتا إلى تواصل المناقشات المتعمقة في ما يتعلق بكيفية تناول هذه التحديات كافة، وتتمثل في التحدي الأول، وهو خاص بالتعامل مع النزاع العربي الإسرائيلي في ضوء الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة . والثاني خاص بجرائم الحرب وكيفية مواجهة هذه الجرائم ومتابعة وملاحقة كل من هو متهم بارتكاب هذه الجرائم. ووصف التحدي الأخير بأنه في «منتهى الخطورة»، وهو يرتبط بالإجراءات التي تتخذها إسرائيل في القدس التي تكاد تصل بالقدس الشرقية إلى نقطة اللاعودة في ما يتعلق بعمليات التهويد والاستيطان وهدم المنازل.
دعا مستشار الحكومة الفلسطينية لشؤون القدس، حاتم عبدالقادر، أمس سكان القدس المحتلة إلى أوسع مشاركة لأداء صلاة الجمعة اليوم على أراضي بلدتي السواحرة وأبوديس المهددة بالمصادرة من سلطات الاحتلال. وقال إن شخصيات دينية وسياسية ستشارك في الصلاة، لتأكيد رفض قرار وزارة الداخلية الإسرائيلية مصادرة 12 ألف دونم لتوسيع مستوطنة «معاليه ادوميم». وأضاف « نواجه اختياراً حاسما في التصدي لهذا المشروع الاستيطاني الأخطر على القدس».
و أعلنت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان أمس أنها رفعت شكوى أمام المحكمة العليا ضد توسيع مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة بشكل «غير مشروع». وطالبت في التماسها بالوقف الفوري «للبناء غير المشروع لحي جديد في مستوطنة هلميش» شمال الضفة الغربية قرب رام الله.