معركة كلامية بين مديري حملتي بوش وأوباما
تجادل كل من ديفيد بلاوف الذي أدار الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي باراك أوباما وكارل روف الذي أدار حملتي الرئيس جورج بوش الابن، وهما من أنجح خبراء حملات الانتخابات الرئاسية في العصر الحديث، حول موضوعات متعددة، ترواحت ما بين نوعية كتب كل منهما، إلى حجم التخفيض في الضرائب التي فرضها رئيس كل منهما. وكان الرجلان قد التقيا في معهد بانيتا في كاليفورنيا من أجل النقاش حول سياسة رئيسيهما.
وعندما بدأ الرجلان يتحدثان عن كتبهما المقبلة، أخذ روف يتحدث ويطلق النكات غير البريئة، مذكرا المشاهدين وللمرة الثانية أن كتابه متوافر بسعر «29.95» دولاراً في شركة «أمازون دوت كوم»، قبل أن يلاحظ أن كتاب بلاوف سيتم نشره في نوفمبر، وبسعر أقل هو «24.95» دولاراً . واعترض بلاوف الحديث قائلا «لكن كتابي سيكون من فئة الكتب غير النثرية»، وعندها بدا روف وكأنه طعن في القلب وكأنه عاجز عن تمالك نفسه، واستدرك «سيكون كتابه مليئا بالصور، وسيلحق به علبة من الأقلام الملونة، كي تلونوا الصور كما يحلو لكم».
وعندما فتح موضوع السياسة في أثناء اللقاء بين الرجلين، كان الحوار يدور بين طرفين متعارضين، حيث كان روف يلعب دوما دور الخصم. وعلى سبيل المثال، ودفاعا عن جهود إدارة أوباما في تخفيض الضرائب، قال بلاوف إن ذلك القرار يعتبر «أكبر تخفيض ضريبي للطبقة الوسطى في تاريخ أميركا»، لكن روف رد عليه فورا قائلا «أنظر إلى التخفيض الضريبي الذي أجري عام ،2001 فقد قمنا بتخفيض ضريبي جعل تخفيض إدارة أوباما يبدو قزما».
وذكر بلاوف أن أوباما لم يكن يضع سياسته وعينه على إعادة انتخابهثانية. وقال«ليس هناك أي شيء أبعد من الحقيقة. ولكوني أدرت حملته الانتخابية، أستطيع أن أؤكد لكم أن ما يحدث الآن ليس بعقلية من يرشح نفسه للمرة الثانية». لكن روف اعتبر أن أوباما كان مدفوعا بمحفزات سياسية أكثر مما كان عليه رئيسه بوش، إلا أن هذا الرد أثار ضحكات جمهور الحضور. وقال «كل إدارة أميركية تظل بمزاج الحملة الانتخابية. وبالطبع، نحن كنا كذلك. ولكن، ليس إلى درجة الهوس» . وبعد ذلك، وصف روف سياسة أوباما في تقييد الوصول والتأثير لجماعات الضغط بأنها «واجهة عرض»، وهو قصد نبيل، ولكن، ليس له أي أثر عملي، وقال «أقدر ما يحاول أوباما فعله عن طريق تقييد جماعات الضغط. ولكن، سيكون هناك جماعات ضغط في واشنطن في اليوم الذي سيغادر فيه البيت الأبيض أكثر مما كان عليه الحال عندما دخل إلى السلطة». ورد بلاوف بالقول إنه «لا يعتقد بأنها واجهة عرض» مطلقا، وأضاف «أقصد أن جماعات الضغط هي مهنة ربما تكون واحدة من قطاعات قليلة تنمو في واشنطن، ولكن، هناك تغييراً كبيراً. وتم إغلاق الباب الدوار، وسيكون من الصعب على الرئيس المقبل، بغض النظر عن حزبه أن يلغي ذلك».
وفي الواقع، فإن منطقة الاتفاق بين الرجلين كانت عندما تحدثا عن ازدرائهما المشترك لوسائل الإعلام، حيث تحول النقاش إلى استنكار للصحافة لعجزها عن التركيز على القضايا المهمة، وقال روف «تركز وسائل الإعلام فعلا على القشور وليس على الجوهر، وتركز على الجدل وجوانب الصراع وليس على الجوهر» . ومن جهته، قال بلاوف «تتركز تغطية الإعلام عادة حول الصراع، وعلى من حقق النصر اليوم ومن لم يحقق شيئاً، وأعتقد أن الجوهر يكون الضحية أحيانا».