تشاد تلوّح بقطع علاقتها مع السودان
هددت تشاد بقطع علاقتها بالسودان، وقللت حركة التمرد التشادية من حجم خسارتها في الهجوم الأخير على الجبش الحكومي، فيما أكدت مصادر فرنسية ورسمية متزامنة أن التمرد لقي هزيمة فادحة.
وتفصيلاً اكد الرئيس التشادي ادريس ديبي الليلة قبل الماضية أن بلاده ينوي قطع علاقاته الدبلوماسية مع الخرطوم و«سحب ثقته» بالاتحاد الإفريقي.
وقال ديبي في كلمة ألقاها في القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا، إن «الحكومة ستجري اعادة تقويم للعلاقات بين السودان وتشاد، وهي تنوي في الوقت الملائم، اذا لم يتطور الوضع ايجابيا، قطع هذه العلاقات»
وأضاف ديبي الذي كان يتحدث امام جميع مندوبي الاحزاب السياسية التشادية «لذلك سيقفل المركز الثقافي السوداني، والمدارس التي يمولها السودان ستتسلمها الحكومةالتشادية».
واعتبر ديبي ان «على معلمي (هذه المدارس) الذين ليسوا سوى عناصر استخبارات (سودانية) العودة الى بلادهم».
وأوضح ان «تشاد لن يشارك بعد الآن في لقاءات تخص السودان و(سيدعم) المحكمة الجنائية الدولية» التي اصدرت مذكرة توقيف دولية ضد الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور.
وقال ديبي ايضاً «كفى لدى تشاد الوسائل للدفاع عن نفسه وسيدافع عن شعبه ومؤسساته ووحدة اراضيه».
ووجه الرئيس التشادي ايضا انتقادات حادة الى الاتحاد الافريقي الذي ينوي «سحب ثقته» منه «لحصر حل الازمة بالأمم المتحدة وحدها».
من جهة أخرى، وصف التمرد التشادي أول من أمس، في بيان الحصيلة التي اعلنتها الحكومة التشادية عن المعارك العسكرية في شرق تشاد بين القوات المتمردة والجيش بأنها «خيالية».
وأكد بيان لاتحاد قوات المقاومة (يضم ابرز الفصائل المتمردة) تسلمته وكالة فرانس برس في ليبرفيل، انه احرز انتصارات خلال المعارك قرب ام تينان في السادس والسابع وكذلك في السابع من مايو في ام دام.
واعتبر وزير الدفاع التشادي بالوكالة ادوم يونوسـني ان تشــاد حقــق «انتصــارا حاسمــا» الخميس والجمعة على المتمرديــن فيما بلغت الحصيلـة الحكوميــة 742 قتيلا (22 متمردا و22 جنديا) و212 اسيرا الخميس والجمعة في معارك جنوب ابيشي.
وفي ما يتعلق بمعركة ام دام الخميس، تحدث الاتحاد عن «معركة تاريخية استمرت سبع ساعات». وتباهى بتدمير ومصادرة نحو 100 آلية منها 20 دبابة، وأسر 211 جنديا منهم نائب قائد العمليات الجنرال بخيت احمد جمعة. ولم يقدم الاتحاد حصيلة عن القتلى في صفوف الجيش لكنه اعترف بـ«ثلاثة قتلى في ساحة الشرف».
وفي ما يتعلق بمعركة ام تينان في السادس والسابع من مايو الجاري، قال الاتحاد إن المقاتلين الاشاوس لاتحاد قوات المقاومة حققوا انتصاراً على محور ام تينان «هراز ماغانيو». وأكد انه «دمر نحو 20 آلية منها «سبع دبابات من نوع بي.ام.بي المزودة مدافع 601 ملم». وأوضح الاتحاد ايضا انه «اسر 571 جنديا منهم 21 ضابطا».
وفي هذا المجال ايضا، لم يحدد الاتحاد خسائر الجيش لكنه اكد انه لم يخسر سوى اثنين من عناصره وأن سبعة آخرين اصيبوا بجروح.
وخلال زيارة نظمتها السلطات الجمعة الماضي، احصى مصور وكالة فرانس برس نحو 50 جثة وشاهد مئات الاسرى المتمردين في ام دام.
على صعيد مقابل، ذكر مصدر في الجيش الفرنسي في تشاد أمس ان القوات التشادية هزمت المتمردين الذين دخلوا البلاد من السودان قبل نحو الاسبوع.
وقال المصدر العسكري «اعتقد انه بإمكاننا ان نقول إننا اليوم (أمس) في المرحلة النهائية» وأضاف «انه نصر واضح للرئيس التشادي ادريس ديبي. المتمردون يتراجعون».
وتابع «لقد جرت اعادة تركيز لقوات المتمردين في الجنوب الشرقي على طول الحدود»، مشيراً الى ان ذلك يدل على ان المتمردين يستعدون لمغادرة تشاد.
وأكد ان «الوضع بدأ يهدأ مجدداً».
ويتمركز نحو 1100 جندي فرنسي في المستعمرة الفرنسية السابقة بموجب اتفاق نائي، كما يعمل 800 آخرون في القوة الدولية التي تقودها الأمم المتحدة.
وكانت القوات الفرنسية تقوم في السابق بتزويد القوات التشادية بمعلومات استخباراتية يتم الحصول عليها من المراقبة الجوية.
ولكن الاربعاء قال وزير الخارجية التشادي موسى فاكي محمد لاذاعة «ار اف اي» إن القوات السودانية لا تحتاج الى مساعدة عسكرية من فرنسا لصد هجوم المتمردين.