رفع حظر التجوّل في سوات لتمكين المدنيين من الفرار
رفعت السلطات الباكستانية مؤقتاً حظر التجول امس في وادي سوات، لافساح المجال امام فرار اكثر من 100 الف مدني من المعارك الدائرة في هذه المنطقة، جاء ذلك في وقت ابدت واشنطن ثقتها بسلامة الترسانة النووية في باكستان فيما تتصدى اسلام آباد لتمرد حركة طالبان.
وفي التفاصيل، صرح مسؤول الادارة المحلية خوشال خان «نتوقع ان يغادر اكثر من 100 الف شخص منازلهم في مختلف مناطق وادي سوات».
وأعلنت المفوضية العليا للاجئين للأمم المتحدة ان ما يصل الى مليون شخص نزحوا في شمال غرب باكستان وغادروا مناطق بونر ودير السفلى وسوات وسجلوا في المخيمات أو لجأوا الى منازل اقاربهم.
وتحدث خان عن فتح خمسة مخيمات اضافية في ولاية الحدود الشمالية الغربية. وفي حين لم توفر السلطات اي وسيلة نقل للنازحين هاجر المدنيون في سيارات خاصة أو راجلين حاملين كل ما استطاعوا من امتعتهم حسب شهود. وقالت آصفة (24 سنة) المرأة التي كانت تنتظر مع ابنيها في محطة حافلات في كبرى مدن وادي سوات «ليس لدي سوى 4000 روبية (50 دولاراً) وشيء من الثياب. ولابد ان ارحل اليوم. كأنه يوم القيامة هنا في منغورا».
وأضافت «ليس لدي احد يساعدني. الكل يهتم بنفسه. انني مستعدة للجلوس حتى على سقف حافلة لكن ليس هناك اماكن». وأعلنت منظمة «مسلم ايد» الانسانية ومقرها في لندن في بيان ان «هذه الازمة تهدد بأن تكون اكبر كارثة انسانية في تاريخ باكستان المعاصر».
ودعا وزير الاعلام ميان افتخار حسين المجتمع الدولي الى محاولة مجابهة هذا النزوح الكثيف من السكان». وأوضح ان «الوضع في مخيمات اللاجئين مقلق جداً لأن الحر يشتد والناس يواجهون صعوبات كبيرة».
وينتشر آلاف الجنود مدعومين بالطيران في وادي سوات من اجل «القضاء» على مسلحي طالبان بينما اضطر مئات الآلاف من المدنيين الى النزوح من ديارهم من حدة القصف. واتهم الجيش طالبان باتخاذ «مدنيين ابرياء رهائن». وأفاد بعض اللاجئين بتعرض مدنيين ايضاً لقصف عنيف من الطيران الباكستاني. وأعلن الجيش في بيان امس انه قتل ما بين 180 و200 مسلح خلال الساعات الـ24 الماضية، في مختلف مناطق سوات/شانغلا». من جهة أخرى، ابدت الولايات المتحدة ثقتها بسلامة الترسانة النووية في باكستان، وفق ما أعلن امس الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية في المنطقة. وقال بترايوس الذي يقود ايضا الحرب في افغانستان والعراق لشبكة «فوكس» التلفزيونية «نحن واثقون بسلامة الآليات التي يعتمدونها». وأثار تمرد طالبان الباكستانية ونجاحها في الاقتراب من العاصمة خلال الاسابيع الاخيرة مخاوف من ان يسقط جزء من الترسانة النووية في ايدي المسلحين. ودفع تصاعد العنف في افغانستان وتقدم طالبان في باكستان الرئيس الأميركي باراك اوباما الى انتهاج استراتيجية جديدة تقوم على حض البلدين الجارين على التعاون على الرغم من العلاقات الصعبة بينهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news