<p align=right>جنود باكستانيون يحرسون نقطة تفتيش على طريق مؤدٍ إلى وادي سوات. غيتي</p>

شكوك بشأن نجاح إسلام آباد في كبح المسلّحين

أرضت باكستان حلفاءها الغربيين وشنت هجوما كبيرا على مقاتلي طالبان لكن سجلها السياسي المتأرجح يعني أن عزيمتها لإنهاء المهمة مازالت محل شك.

وتهاجم القوات المسلحة مدعومة بقوة جوية المسلحين في وادي سوات على بعد 130 كيلومترا الى الشمال من العاصمة الباكستانية اسلام اباد لوقف تمرد متزايد لطالبان أثار قلق الولايات المتحدة.

ووفي الوقت الحالي يشيد بعض الباكستانيين بتحرك الحكومة مدفوعة بالقلق المتزايد من انتشار نفوذ طالبان في أنحاء الشمال الغربي والتفجيرات التي نفذها متشددون في البنغاب.

كما أشادت واشنطن ايضا بهذا التحرك حيث ينظر الى الهجمات على المتشددين قرب الحدود مع افغانستان على أنها ضرورية لجهود الولايات المتحدة لضرب القاعدة وانهاء العمل المسلح المتصاعد في ذلك البلاد.

وقال رئيس برنامج اسيا في مؤسسة تشاتام هاوسالبحثية ببريطانيا جاريث برايس «في ما مضى كانت هذه الهجمات للاستعراض، تبدأ في يوم وبعد ثلاثة ايام عندما تلقى الاشادة من واشنطن تتوقف». وأضاف «في هذه الحالة سيكون علينا أن نعطيها مزيدا من الوقت فحسب، لنرَ ان كانت ستتطور الى شيء مستدام».

ويرى محللون أنه ربما تكبح وكالة المخابرات العسكرية القوية الهجوم إذ إنها لا تريد الاضرار بالعلاقات مع بعض الجماعات المسلحة التي تعتبرها أدوات في مواجهة باكستان مع الهند.

وقال الباحث من جامعة القائد الاعظم سيد رفعت حسين «طالما ظلت الهند العدو اللدود لباكستان وتمثل تحديها الامني الرئيس لا أرى فرصة تذكر لوقف تعامل الدولة الباكستانية مع هذه الجماعات الجهادية».

ووضعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ثقتهم بوكالة المخابرات العسكرية الباكستانية للمساعدة على مكافحة تنظيم القاعدة لكن هناك شكوك منذ فترة طويلة في تبنيها نهجا متساهلا تجاه طالبان، حيث تتيح للمتشددين حرية مهاجمة افغانستان عبر الحدود.

ويقول استاذ الاستراتيجية والسياسة بكلية الحرب البحرية في الولايات المتحدة «يموثي هويت» ان المنظمات التي كانت وكالة المخابرات العسكرية تدعمها ذات يوم بدأت تتحول الى تهديد للدولة الباكستانية.

وأضاف «هذا يخلق تعقيدا فريدا لأنه ليس من الواضح تماما أن المخابرات والجيش او عناصر بداخلهما لم تعد تنظر الى هذه الجماعات كمصدر قوة سواء لأسباب متعلقة بالجغرافيا السياسية أو الايديولوجيا».

ويشير محللون الى أن هذه الصلات تفسر هذا التأرجح في سياسة باكستان تجاه جماعاتها المسلحة بين الهجمات غير الحاسمة واتفاقات السلام التي يقول منتقدون انها تزيد المتشددين جرأة.

ويقول المتخصص في العلوم السياسية عيد يوسف انه لم يشهد السلطتين المدنية والعسكرية تتحرك قط بهذه الدرجة من التقارب وبهذا الانسجام لأن الاثنتين أدركتا أن الامور «تزداد خطورة».

الأكثر مشاركة