«طالبان» تنفي الاتهام الأميركي باستخدامها الأسلحة الفسفورية
اتهم الجيش الأميركي حركة «طالبان» الأفغانية باستخدام الفسفور الأبيض في العمليات، فيما نفت الحركة الاتهام بالتزامن من الإعلان عن وقوع قتلى وجرحى في هجمات انتحارية واستبدال قائد القوات الاميركية في افغانستان في اطار مقاربة جديدة حسب وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس.
وتفصيلاً قال الجيش الاميركي انه تم ابلاغه بـ44 حالة في افغانستان، استخدم فيها المسلحون الفوسفور الأبيض لشن هجمات، كما تم العثور على مخابئ لذلك السلاح الكيميائي. ويأتي ذلك في الوقت الذي رفض الجيش الأميركي التلميحات بأنه استخدم تلك المادة في هجماته الجوية ضد المسلحين الأسبوع الماضي التي قالت الحكومة الأفغانية إنها أدت الى مقتل 140 مدنياً من بينهم نساء وأطفال. وقال بيان ان الكشف عن هذه المعلومات يأتي رداً على المزاعم بأن المسلحين لا يستخدمون ولا يمتلكون الفوسفور الأبيض. وأشار الى ان مخزون هذه الأسلحة لا يعود الى الحقبة السوفييتية بل جاء من عدد كبير من الدول.
ورفض الجيش الأميركي، في وقت سابق، التلميحات الى انه استخدم الفوسفور الأبيض في هجماته الجوية ضد المسلحين في ولاية فرح الغربية قبل اسبوع.
من جهتها رفضت حركة «طالبان» التهم بأنها تستخدم الفوسفور الأبيض. وقال المتحدث باسم الحركة يوسف احمدي، ان «الأسلحة الرئيسة التي يمتلكها مسلحو (طالبان) هي بنادق الكلاشينكوف ورشاشات «بي كي»، ومنصات اطلاق الصواريخ. ولم يستخدموا مطلقاً قنابل الفوسفور. وقال المتحدث خلال اتصال هاتفي من جهة غير معلومة «لا نملك ذخائر فوسفورية ولا نستخدمها. الاميركيون استخدموها في الكثير من العمليات ويريدون الآن نسب طغيانهم الى (طالبان)». من جهة اخرى هاجمت مجموعة من مسلحي «طالبان» يرتدون سترات ناسفة ويحملون أسلحة آلية وقذائف «آر بي جي»، عدداً من المباني الحكومية في شرق أفغانستان امس، ما أسفر عن سقوط عدد غير محدود من الضحايا. وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية زيماراي بشاري، أن الانتحاريين هاجموا مكتب حاكم إقليم خوست وعدداً من المباني البلدية في المدينة التي تحمل اسم الاقليم. وقال بشاري إن انتحاريين اثنين فجّرا نفسيهما بالقرب من مكتبي الحاكم والعمدة ، إلا أنه لم يوضح عدد الضحايا. ومن جانبه ، أعلن ذبيح الله مجاهد أن قرابة 30 من مقاتلي «طالبان» مجهزين بسترات انتحارية وأسلحة هاجموا مقار الشرطة والحاكم في مدينة خوست. وقال مجاهد في اتصال هاتفي من موقع مجهول «القتال مستمر في المنطقة». وقال مدير الصحة العامة في الولاية امير بادشاه رحمة ضائي، لوكالة «فرانس برس» «استقبل مستشفانا ست جثث و13 جريحاً». ومن بين القتلى ثلاثة رجال يرتدون زي قوات الأمن وثلاثة مدنيين. وفي تطور جديد ابدل روبرت غيتس قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في افغانستان الجنرال ديفيد مكيرنان بعد اقل من عام من توليه قيادة العمليات الحربية هناك. وقال غيتس انه طلب استقالة مكيرنان بعد ان خلص الى أن الاستراتيجية الاميركية الجديدة في افغانستان تتطلب تفكيراً عسكرياً جديداً. وأوصى غيتس الرئيس باراك اوباما بتعيين الجنرال ستانلي مكريستال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الاميركي حالياً ليحل محل مكيرنان. وكان مكريستال قائداً سابقاً لقوات العمليات الخاصة المتسقة مع اسلوب القتال المضاد للتمرد الذي تبنته حكومة اوباما استراتيجيةً تهدف الى الاطاحة بـ«طالبان» وغيرها من الجماعات. وباختياره ماكريستال، يراهن غيتس على خبرته في العمليات الخاصة، وعلى صدقيته بين وحدات الكوماندوز التي سيترتب عليها الحد قدر الإمكان من الإصابات بين المدنيين أثناء تنفيذ العمليات. وتقضي المقاربة الجديدة للحرب في افغانستان بتعزيز العمليات الخاصة لمكافحة حركة «طالبان»، وهو دور يلائم ماكريستال الذي يبنى خبرته على النزاعات التقليدية. وماكريستال، خريج الكلية العسكرية العريقة في ويست بوينت، على معرفة بأرض المعركة في أفغانستان لأنه قاد الخلية الخاصة التي قادت عملية «الحرية الدائمة» في افغانستان في .2001 كما حقق نجاحاً كبيراً في العراق حيث تمكن من القضاء على زعيم الفرع المحلي لتنظيم «القاعدة» أبومصعب الزرقاوي في يونيو .2006