شاحنتان لحلف الأطلسي مملوءتان بالمواد الغذائية المخصصة دمرتا بالكامل في هجوم «طالبان».        أ.ف.ب  

«طالبان» الباكستانية تتوعّد الجيش

توعدت حركة طالبان الباكستانية أمس بالانتقام من العمليات العسكرية في منطقة وادي سوات،وهاجم مسلحو  الحركة  مستودعا لقوة حلف شمال الاطلسي (الناتو) في بيشاور شمال غرب البلاد.فيما قصفت مقاتلات ومروحيات الجيش مواقع للحركة في وادي سوات ، في وقت طلب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري مساعدة دولية لتجنب كارثة انسانية،  وفي التفاصيل، هدد الناطق باسم حركة طالبان في وادي سوات مسلم خان في تصريحات نشرت في إسلام آباد أمس بالانتقام للعمليات التي ينفذها الجيش في المنطقة. وقال إن «الحركة لم تخسر سوى 12 مقاتلا خلافا لما أعلنته الحكومة من قتلها أكثر من 750 منهم». 

وشدد الناطق على أن مسلحي الحركة لايزالون يسيطرون على مدينة مينغورا عاصمة وادي سوات.

وقال بعض السكان العالقين في مينغورا، لوكالة فرانس برس ان المسلحين زرعوا الالغام ويحفرون الخنادق. وذكر احدهم رافضا الكشف عن اسمه في اتصال هاتفي «لا تتصلوا بي مجددا وإلا ذبحوني واعتبروني جاسوسا».

وأفاد آخر من دون الكشف عن اسمه ايضا بأن «الناس بدأوا يفقدون صوابهم، الاطفال والنساء خائفون، ابلغوا الحكومة بأن تسحبنا من هنا».  واضاف «الى جانب انقطاع الكهرباء ومشكلات اخرى، فإن عناصر طالبان ينتشرون في كل مكان ويجري تبادل كثيف لإطلاق النار ليلا بشكل منتظم».

في غضون ذلك، استهدفت الضربات الجوية معاقل طالبان في سوات، التي كانت في السابق مقصدا سياحيا للغربيين، كما شنت مروحيات قتالية غارات في اقليم دير السفلى حيث يشن الجيش هجوما منذ 26 ابريل الماضي، بعدما احرز مسلحو طالبان تقدما ووصلوا الى مسافة 100 كلم من اسلام اباد. ويشارك نحو 15 الف عنصر امني في الهجوم على نحو اربعة الاف عنصر مسلحين بشكل جيد في سوات في ما اعتبرته حكومة اسلام اباد معركة «للقضاء على الناشطين الاسلاميين» الذين تعتبر واشنطن انهم يشكلون اكبر تهديد للغرب.

وقال مسؤولون عسكريون ان طرقات الخروج من مينغورا اغلقت وان الجيش يطوق البلدة لمنع الناشطين من المغادرة. وأعلن الجيش سيطرته على أحد معاقل طالبان في وادي سوات عبر هبوط عسكري نفذته طائرات مروحية بمنطقة بوشير.

وعلى صعيد متصل، التقى زرداري الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في نيويورك، حيث دعا الى مساعدة دولية للنازحين. وكان الرئيس الباكستاني اجرى محادثات مع الرئيس الاميركي باراك اوباما. وقال زرداري للصحافيين بحضور مون بعد محادثات بينهما «ندعو العالم الى تقديم مساعدة، نريد لفت نظر العالم الى الكارثة الانسانية الجارية».

بدوره، أعرب مون عن استعداد الأمم المتحدة لتكثيف معوناتها، لكنه عبر لزرداري عن قلقه بسبب محنة المدنيين، وتوقع منه أن يتخذ كل الحرص اللازم لحمايتهم، مشيرا إلى أن الرئيس الباكستاني طمأنه بأنه سيتم تسليم المعونات بسهولة ودونما متاعب.

من جهة اخرى أعلنت الشرطة الباكستانية ان نحو اربعين من مسلحي طالبان هاجموا في شمال غرب البلاد امس مستودعا لقوة حلف شمال الاطلسي (الناتو) في افغانستان.

وقال الضابط في شرطة المدينة محمد احسان الله ان «بين اربعين وخمسين مقاتلا اسلاميا هاجموا  (امس) المستودع» الواقع في ضاحية بيشاور كبرى مدن الولاية الشمالية الغربية.

وذكر عبد الغفور وهو ضابط آخر انهم «القوا عددا كبيرا من القنابل الحارقة وفروا»، موضحا ان شاحنتين ممتلئتين بالمواد الغذائية المخصصة للسوق الافغانية دمرتا بالكامل. ودمرت ست حاويات محملة على شاحنات لكنها كانت فارغة.  

الأكثر مشاركة