خروج الأميركيين من المدن العراقية لا يمثّل خطورة كبيرة

الحكومة العراقية تدرك احتياجها لدعم أميركي مستمر. أ.ف.ب ـ أرشيفية

يخشى الكثير من العراقيين ظهور موجة جديدة من العنف عندما تغادر القوات القتالية الأميركية المدن العراقية في يونيو المقبل، ولكنَّ القادة الأميركيين وضعوا خططا تتيح إعادة نشر قواتهم من قواعد في المحافظات إذا لزم الأمر. واعتبر نهاية يونيو علامة بارزة في رحلة العراق من الاحتلال العسكري الأميركي إلى السيادة الكاملة، ولابد أن تخلي القوات القتالية الأميركية البلدات والمدن بحلول 30 يونيو، وتعيد الانتشار إلى قواعد خارج تلك البلدات والمدن طبقا لاتفاقية أمنية بدأ تطبيقها في يناير الماضي، كما ستنتهي الدوريات الروتينية في المدن. وأثار تصاعد العنف في بغداد خلال الشهر المنصرم وتمرد متواصل في مدينة الموصل بشمال البلاد شكوكا حول ما إن كانت قوات الأمن العراقية مستعدة لحراسة البلدات العراقية. ويخشى البعض من احتمال استغلال المسلحين هذا الانسحاب في العودة مرة أخرى.

وقال المتحدث باسم القوات الأميركية في العراق الميجر ـ جنرال ديفيد بركينز لتلفزيون رويترز «نضع في اعتبارنا أن المقاتلين سيحاولون استغلال أي شيء يعتقدون أن بإمكانهم استغلاله لإحداث فوضى».

وتحدث حمزة العامري (41 عاما) وهو متعاقد من بغداد قتلت القاعدة والده وأخاه عن الوضع بشكل أوضح، قائلا «أنا اخشى من انسحاب القوات الاميركية.. الميليشيات اختفت من الساحة خوفا من الاميركان، الآن سيغتنمون الفرصة للقيام بأعمال انتقامية ضد العراقيين».

ويقول مسؤولون عسكريون عراقيون وأميركيون إن الانسحاب لقواعد أكبر خارج البلدات لن يغير فجأة الطريقة التي تعمل بها القوات، وأكد بركينز ان «هذه ليست تغييرات جذرية في الطريقة التي تنفذ بها العمليات»، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تعيد فيه القوات الانتشار سيظل هناك مستشارون أميركيون لدى القوات العراقية التي تم تدريب الكثير منها أيضا على مهام قتالية، وربما يكون تنفيذ الانسحاب في 30 يونيو يتعلق بأسلوب القيام بذلك أكثر من جوهر الانسحاب ذاته.

وتدرك الحكومة العراقية احتياجها لدعم أميركي مستمر، لكن انسحاب القوات من البلدات والمدن العراقية ضروري سياسيا لرئيس الوزراء نوري المالكي الذي تعهد بالتخلص من الوجود العسكري الأجنبي الذي يقابل باعتراض شعبي بشكل تدريجي.

وقال مدير كلية الدراسات الشرقية والافريقية في لندن دان بليش إن على الأميركيين «أن يجعلوا أنفسهم غير مرئيين بدرجة أو بأخرى للسكان». وسلم الجيش الأميركي 65 قاعدة منذ بداية عام 2009، وسيبدأ الاستغناء عن 58 قاعدة أخرى بحلول نهاية يونيو.

وكان مسؤولون أميركيون يقولون في بعض الأحيان إنهم ربما يحتاجون للبقاء في مناطق أكثر عنفا مثل الموصل ولكن العراق استبعد ذلك وربما أن من أسباب هذا الأمر الدعاية السيئة التي ستنتج عن ذلك. وقال الناطق الرسمي المدني باسم خطة امن بغداد تحسين الشيخلي «إلى الآن ليست هناك استثناءات.. هناك عنف.. ولكننا نعتقد أن القوات العراقية يمكنها التعامل معها».

ولكن ما من أحد يرغب في المخاطرة، ومن أجل الالتفاف حول المخاطر تم تعريف ما هو داخل المدن وما هو خارجها بحيث يجعل القوات الأميركية قريبة من الأماكن المضطربة في المدن في حالة احتياج قادة العراق لدعم منها. ويمثل الانسحاب مخاطرة لابد من خوضها في نهاية الأمر.

وقال انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «نحن لا نعلم ما الذي سيحدث». وأضاف من واشنطن «يتوقف الكثير على.. أداء القوات العراقية والطريقة الوحيدة لاختبار مدى قدرتهم هو تنفيذ.. الخطة مع احتمال إعادة القوات مرة أخرى».

وعلى المدى الطويل، فإن اعتزام الولايات المتحدة القيام بسحب كامل للقوات القتالية في العام المقبل يمثل تحديا أكبر.

تويتر