نزوح جماعي جديد من «وادي سوات» هرباً من العمليات
اعلن الجيش الباكستاني امس، انه قتل 55 عنصراً من «طالبان» في اليوم العشرين للهجوم الذي يشنه على «وادي سوات» ومحيطه الذي يشهد حالياً موجة فرار جديدة بعد اعلان السلطات تخفيف حظر التجوال مؤقتاً توطئة لشن هجوم بري ضخم ضد المسلحين.
وفي التفاصيل قال العسكريون انهم قتلوا اكثر من 940 من ناشطي «طالبان» خلال الهجوم المستمر منذ ثلاثة اسابيع تقريباً على ثلاث محافظات هي «دير السفلى وبونر وسوات»،. كما اكدوا مقتل 45 جندياً فقط في المقابل.
واعلن الجيش الباكستاني في بيان «في الأربع والعشرين ساعة الماضية قتل 55 مسلحاً من (طالبان) في مناطق مختلفة من سوات، في حين قتل ثلاثة جنود». الا ان الجيش لم يشر مجددا الى المدنيين الذين قتلوا في غاراته او إلى رد ناشطي «طالبان».
وعلى صلة تدفق فيضان جديد من اللاجئين إلى خارج وادي سوات امس، مع تخفيف السلطات مؤقتاً من حظر التجوال المفروض توطئة لشن هجوم بري ضخم ضد مسلحي «طالبان». وقالت وكالة الأمم المتحدة للاجئين إنها سجلت ما يربو على 834 ألف مدني منذ الثاني من مايو الجاري، علاوة على 555 ألف مدني آخرين كانوا فروا من المنطقة بسبب القتال المتصاعد منذ أغسطس الماضي.
غير أن بعض النازحين لم يسجلوا أنفسهم، ويقدر أحد وزراء إقليم الحدود الشمالية الغربية ـ الذي يضم منطقة سوات ـ أعداد النازحين الجدد بـ1.5 مليون شخص، مع بقاء ما يناهز المليون عالقين في منازلهم. ودعا رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إلى «كسب قلوب وعقول» أولئك المشردين، قائلاً «سيكون أمرا مؤسفا إذا انتصرنا عسكريا وخسرنا على المستوى الشعبي».
ورفعت قوات الأمن امس، خلال الفترة من السادسة صباحاً وحتى الثانية بعد الظهر، حظر التجول المفروض مؤقتاً عن بعض المناطق في سوات، ومناطق لوار ديرو بونير المجاورة لسوات، للسماح للأعداد الهائلة من السكان بالفرار من القتال المحتدم بين الجيش ومسلحي «طالبان».
ويحاول قرابة 15 ألف جندي باكستاني بدعم جوي ومدفعي القضاء على 5000 من مسلحي «طالبان» في ساحة وادي سوات والمناطق المتاخمة له شمال غرب باكستان. غير أنه تعين وقف الهجوم في بعض المناطق للحيلولة دون سقوط خسائر بين المدنيين خلال القتال.
ومن المتوقع نشوب معارك جديدة في منجورا أكبر مدن وادي سوات، ويعتقد أن آلاف المدنيين يعيشون ظروفاً يائسة في منجورا، ذلك أن المنطقة كانت تخضع لحظر تجوال لأيام عدة.
وقال الجيش إن العملية تسير بشكل جيد وإن الجنود تمكنوا من اتخاذ مواقع ثابتة في بيوشار أحد المواقع الرئيسة للمسلحين، حيث تم إبرار القوات المنقولة جواً لتنفيذ مهام بحث وتدمير.
وزار المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، أحد المخيمات المؤقتة للاجئين، وطالب بدعم دولي لأولئك النازحين الذين قال عنهم إنهم قد يسهمون في زعزعة الاستقرار حال عدم حصولهم على المساعدة.
ووصف مسؤولون عمليات الفرار الجماعي بأنها الأضخم على الإطلاق منذ حصول باكستان على الاستقلال عام 1947 .