أشباح رواندا تلاحق طبيباً من كيغالي
تخلص الدكتور فنسينت باجينيا من اول كوابيسه، فقد شاهد هذا الرجل اعمالا رهيبة خلال الحرب الاهلية في رواندا لكونه كان طبيبا في العاصمة كيغالي، واضطر للفرار عندما بدا جنون القتل الجماعي عام 1994 انه سيلحق به.
وبعد مرور 12 عاما، وبعد ان اعاد بناء حياته من جديد في بريطانيا وغير اسمه الى فنسنت براون، بدأ كابوسه الثاني. وعندما كان فنسنت يركن سيارته خارج المركز الخيري الخاص باللاجئين، حيث يعمل، فوجئ بفريق من مصوري الـ«بي بي سي». وكانت المفاجأة انهم سألوه عما اذا كان قد ساعد في تنظيم بعض حالات القتل الرهيبة التي وقعت عندما تم ذبح نحو مليون شخص خلال 100 يوم.
وقال الدكتور براون لصحيفة اندبندنت في مقابلته الوحيدة مع الصحافة «شعرت بالصدمة، كان من المرعب اني اتهمت في برنامج للـ«بي بي سي» بأني قاتل، وحتى الان لم استطع التخلص من الصدمة». وتم ايقافه من عمله و من ثم اعتقل، وامضى 27 شهرا في سجن بيلمارش، حيث كان يكافح يائسا لاطلاق سراحه. وتم له ذلك الشهر الماضي بعد ان قضت المحكمة العليا انه لن يواجه محاكمة عادلة في رواندا وانه ثمة «شكوك كبيرة » في التهم الموجه له.
ورغم ان الدكتور براون، وهو من الهوتو لا ينتقد الحكومة الرواندية، التي تسيطر عليها الاقلية التوتسية، لكنه قال انه نظرا الى تمكنه من اعادة انشاء حياته في بريطانيا حاولت حكومته استعادته كي تضعه في السجن مدى الحياة. واعتمدت مزاعم الحكومة الرواندية التي اطلقتها بعد 12 عاما من المجازر، على شهود لم يذكروا مشاركته في اعمال القتل. ولكنه متهم بجريمتي قتل في منطقتين مختلفتين في الدولة اثناء الحرب الاهلية.
وقال الدكتور براون «انها رغبة الحكومة الرواندية في تدمير اي خصوم يمكن تصورهم عن طريق استخدام ذريعة جرائم القتل».
ورغم ان بريطانيا لا ترتبط باتفاقيات امنية مع رواند الا ان وزارة الخارجية قدمت شهادة خاصة تسمح بنقل الدكتور براون وثلاثة اخرين من المشتبه فيهم. ويقول براون «عندما تم اعتقالي عام 2006 كنت اظن انهم ربما يفرجون عني في اليوم التالي، ولكني بقيت في السجن 27 شهرا».
ويقول براون «لم اتورط في اية حركة سياسية وكنت مجرد طبيب اعالج اي شخص يأتي إلي اثناء الحرب الأهلية، وهربت من البلد بعد اغتيال الرئيس».
وأضاف «ركبت سيارتي وذهبت الى الكونغو وليس لدي سوى شهاداتي وعائلتي ولم آخذ معي والديّ اللذين لم ارهما منذ 14 عاما. وانما اتحدث معهما عبر الهاتف من حين لآخر، ولم اكن ادري اين سينتهي بي المطاف، وعندما وصلت الى بريطانيا لم اكن اعتقد انني سأواجه تهمة القتل، وكل ما اريده هو مواصلة حياتي بصورة طبيعية».
عن «الإندبندنت»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news