معرض لأدوات تعذيب أميركية استخدمت في القرن .19 أ.ف.ب

أدلة جديدة على إشراف «البنتاغون» على التعذيب في العراق

تتواصل الأدلة في الولايات المتحدة على تورط مسؤولين على أعلى مستوى، في ممارسات تعذيب مختلفة، سواء المباشرة في استجواب مشتبه فيهم بعمليات إرهابية في مناطق مختلفة من العالم، أو المرتبطة بالعمليات الأميركية في الحرب على العراق.

وتعززت الرؤية بعد أن قدم نائب مدير عمليات السجون في العراق، اللواء جيفري ميلر، شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس في مجلس النواب بشأن عمليات تعذيب عراقيين مشتبه فيهم في 19مايو .2004

وكان ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، قال «الولايات المتحدة كانت تحقق مع المعتقلين بصورة عنيفة، من أجل الحفاظ على سلامة الجنود الأميركيين من ضربات اخرى لابن لادن».

وأشارت آخر التقارير الإخبارية إلى احتمال أن تكون إدارة بوش قد صادقت على التعذيب لتبرهن على وجود علاقة بين العراق وتنظيم «القاعدة».

ويظهر تقرير أخير من لجنة القوات المسلحة في الكونغرس أنه بعد أشهر من إعلان بوش أن المهمة انتهت في العراق، حاول جنرال من كبار مسؤولي الإدارة من دون جدوى أن يقنع وحدة مسؤولة عن إيجاد أسلحة الدمار الشامل بالتشدد في التعامل مع السجناء.

في أغسطس وبداية سبتمبر ،2003 تم إرسال اللواء جيفري ميلر، وهو المسؤول عن مختبر التعذيب في وزارة الدفاع الأميركية في سجن غوانتانامو، إلى العراق، للقيام بعمليات هناك، ويبدو أن ذلك حدث فعلاً على الأقل في مكان واحد. وبعد وقت قصير من زيارة ميلر مع مسؤولين في «أبوغريب»، بدأ الحراس هناك يستخدمون الكلاب، والأوضاع المجهدة، وطرق التحقيق القاسية، والعزل لفترات طويلة، والتعرّي بهدف الحصول على المعلومات من السجناء.

ولكن، طبقاً لتقرير لجنة الكونغرس، زار ميلر جماعة المراقبة في العراق التي كانت مسؤولة عن البحث عن سلاح الدمار الشامل العراقي، قبل أن يلتقي مع مسؤولي سجن أبوغريب. قال ميلر للمجموعة بسخرية إنهم يبدون كأنهم يديرون «نادياً ريفياً»، لأنهم لا يتشددون في التعامل مع السجناء، حسبما ذكر رئيس التحقيق في المجموعة، بريان سيرسي، للجنة الكونغرس.

وقال سيرسي «إن ميلر اقترح شد وثاق السجناء وإجبارهم على المشي على الحصى». وقال مايك كامين، وهو مسؤول آخر في المجموعة لمحققي اللجنة، إن ميلر أوصى بتعريضهم لحرارة مرتفعة وحرمانهم من النوم.

وقال ميلر لرئيس المجموعة، كيث دايتون، إن وحدته «لم تكن تحصل على شيء من السجناء»، واشتكى من أن المجموعة لم تتمكن من «تحطيم» السجناء من الناحية النفسية، وعرض استخدام تقنيات معينة، حسبما يتذكر دايتون، من شأنها أن«تحطم» السجناء.

قال دايتون إن وحدته لم تغير شيئاً في تعاملها، وإنه يتعين على المحامين أن يتفحصوا كل شيء يقترحه ميلر. ويبدو أن المجموعة رفضت اقتراحات ميلر، وهدد محقق في المجموعة بالاستقالة إذا لم يتركهم ميلر وشأنهم. ويبدو أن الأخير فقد الأمل في استجابة المجموعة له. وبعد عودته من العراق، تم إرساله مباشرة إلى البنتاغون كي يبلغ نتيجة زيارته إلى مساعد وزير الدفاع بول ولفوفيتز ومساعده لشؤون المخابرات ستيفن كامبون.

ولكن، عندما سألته اللجنة عن الزيارة، لم يستطع ميلر ان يتذكر الكثير عنها. وفي ما بعد، اتضح لماذا لم تكن مجموعة البحث غير قادرة على استخلاص أي شيء من سجنائها عن أسلحة الدمار الشامل، لأن الأسلحة لم تكن موجودة أصلا. وربما إنه لو مورس التعذيب الشديد على السجناء لقالوا شيئاً غير ذلك .

الأكثر مشاركة