إيران تطلق صاروخاً مداه 2000 كيلومتر

التلفزيون الإيراني عرض لقطات لصاروخ ينطلق في السماء مخلفاً وراءه دخاناً. أ.ب

أطلقت إيران أمس صاروخ «أرض-أرض» يصل مداه إلى نحو 2000 كيلومتر، مؤكدة أن في استطاعتها أن ترسل أي معتد «إلى الجحيم»، وفيما أكدت واشنطن أن طهران أطلقت «بنجاح» الصاروخ، اعتبرت إسرائيل ان التجربة الإيرانية الجديدة من المقترض أن يثير قلق الأوروبيين.

وفي التفاصيل، يقترب المدى المعلن للصاروخ «أرض-أرض سجيل 2» من مدى صاروخ إيراني آخر هو «شهاب 3». ويقول محللون عسكريون إنه قد يمكن إيران من ضرب إسرائيل وقواعد أميركية في الخليج.

وأعلن الرئيس الإيراني محمود أحندي نجاد عن إطلاق الصاروخ خلال زيارته إلى محافظة سيمنان الشمالية، حيث جرت عملية الإطلاق، موضحاً أن الصاروخ مزود بتقنية متطورة.

وأضاف في خطاب ألقاه في سيمنان «أبلغني وزير الدفاع (مصطفى محمد النجــار) أننا أطلقنا صاروخا من طراز (سجيل 2) المتوسط المدى، يتألف من قسمين، وبلغ هدفه المحدد».

وأكد نجاد أن بلاده تملك القوة الكافية لكي «ترسل إلى الجحيم» أي قاعدة عسكرية تطلق منها «رصاصة واحدة» على إيران، وخص بالذكر إسرائيل. وقال «الآن النظام الصهيوني...يتوعد إيران عسكريا بتهديدات كاذبة».

كما أكد الرئيس الإيراني عزم بلاده على مواصلة برنامجها النووي، ولو فرضت عليها عقوبات دولية جديدة. وذكر التلفزيون الإيراني أن التجربة الصاروخية هي اختبار إطلاق، وعرض لقطات لصاروخ ينطلق في السماء مخلفا وراءه ذيلا من الدخان.

وبث التلفزيون مشاهد لصاروخ مماثل لصاروخ (شهاب 3) الذي يبلغ مداه المعلن 2000 كلم.

وأكد مسؤول دفاعي أميركي أن إيران أطلقت بنجاح صاروخاً ببلغ مداه ما بين 2000 و3000 كيلومتر، ويبدو أن تصميمه متوائم مع طراز الصاروخ من طراز عاشوراء.

وقال المسؤول رافضاً كشف هويته «بحسب المعلومات الأولية، تم (إطلاق الصاروخ) بنجاح». وأضاف «ثمة اسباب للاعتقاد بأن الأمر يتصل بصاروخ بالستي متوسط المدى».

وفسر محلل عسكري غربي إطلاق الصاروخ أمس كرد على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، والتي أعرب خلالها عن قلق إسرائيل من إيران. وقال أندرو بروكس من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من لندن مقراً له، مشيراً إلى استعراض إيران لقدراتها العسكرية «كل مرة يفعلون ذلك ردا على حدث معين». وأضاف بروكس إن الصواريخ الإيرانية «صالحة تماما للانطلاق، وإحداث مشكلة في إسرائيل»، أو أي مكان آخر في المنطقة.

وكانت إيران أعلنت في 12 نوفمبر الماضي أنها أجرت اختباراً لصاروخ أرض-أرض من طراز سجيل ينتمي إلى «الجيل الجديد»، ويناهز مداه 2000 كلم، من دون أن تدلي بتفاصيل عن التقدم الذي أحرزته على هذا الصعيد. ويومها، أوضح وزير الدفاع أن صاروخ سجيل «يتألف من قسمين، وله محركان، يعمل على وقود صلب مختلط، ويتمتع بقدرات استثنائية وكبيرة جدا». وقالت واشنطن حينها إن التجربة الصاروخية الإيرانية تبرز أهمية الحاجة إلى الدرع الصاروخية التي تريد نشرها في بولندا وجمهورية التشيك للتصدي لمخاطر من تسميهم «الدول المارقة».

واعتبر نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني إيالون، أن الصاروخ الجديد الذي أطلقته إيران أمس يفترض أن يثير قلق الأوروبيين. وصرح للإذاعة العامة الإسرائيلية «على المستوى الاستراتيجي، لا يغير الصاروخ الجديد شيئاً بالنسبة إلينا، لأن الإيرانيين سبق أن اختبروا صاروخاً يبلغ مداه 1500 كلم، لكن هذا الأمر يفترض أن يثير قلق الأوروبيين».

وأضاف «يحاول الإيرانيون أيضا تطوير صاروخ بالستي يبلغ مداه 10 آلاف كيلومتر يمكن أن يصل إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة».

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أن الوزير فرانكو فراتيني اإى زيارته المتوقعة إلى إيران اليوم، مشيراً إلى خلاف مع طهران حول مكان اللقاء مع نجاد. وأفادت في بيان بأن الزيارة لن تحصل بسبب فرض إيران طلب عقد اللقاء البروتوكولي مع الرئيس الإيراني في مكان خارج العاصمة، وهو سيمنان، شرق البلاد.

ورفض وزير الخارجية الطلب الذي وصل صباحا وأعرب عن اسفه العميق لهدر فرصة لتعميق مشاركة إيران في استقرار أفغانستان وباكستان ودراسة ترتيبات تلك المساهمة».

تويتر