«المباحثات النووية» تحدّد شكل العلاقة الروسية ــ الأميركية
بدأت روسيا والولايات المتحدة مباحثات في موسكو أول من أمس، بشأن الحد من ترسانتيهما النوويتين، حيث يعتقد مراقبون كثيرون بأن هذه المباحثات هي الأولى من نوعها التي قد تحدث اختراقا بشأن علاقة البلدين، بعد أن شابها التوتر وانعدام الثقة.
وتهدف المباحثات إلى البحث عن صيغة أخرى لاتفاقية الحد من الأسلحة الاستراتيجية عام 1991 ،أو ما يعرف ب «ستارت 1»، والتي تنتهي في ديسمبر .
ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن الأولوية ينبغي أن تكون للحفاظ على نظام السيطرة على التسلح، وهي الاتفاقية التي أهملتها الإدارة الأميركية السابقة. ومن الناحية الأخرى، يعتقد فريق الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه من الحماقة إغفال الآليات التي وضعتها اتفاقية 1991 ،والتي يستطيع من خلالها كل طرف معرفة ما لدى الطرف الآخر من ترسانة نووية.
وترغب واشنطن في المباحثات الحالية في تخفيض متواضع في ترسانة كل من الجانبين، وتكمن أهمية المباحثات في أنها سياسية أكثر من كونها عسكرية، حيث أن ما سيتمخض عنها سيقرر نجاح القمة المتوقع انعقادها في موسكو بين أوباما ونظيره الروسي ديمتري مديفيديف في يوليو المقبل.
ومن شأن هذه المباحثات أيضا أن تمنح قيادة البلدين شيئا يوقعانه لدى اجتماعهما المزمع، أو على الأقل استعراض التطور، وهذا سيخفف من التوتر الحاد الذي شاب علاقة البلدين بشأن المناورات العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في جورجيا، وأيضا ما حدث من طرد متبادل للدبلوماسيين بدعوى اتهامهم بالتجسس، كل هذه الحوادث أعاقت جهود الولايات المتحدة في إعادة العلاقات إلى وتيرتها السابقة.
ويقول رئيس البرنامج الروسي ـ مركز فكري في واشنطن ـ أندرو كوشن «مفتاح إعادة العلاقات إلى سابق أوانها مع الروس يكمن في التوصل معهم إلى اتفاقات حقيقية وفي الوقت المناسب، استعدادا لقمة يوليو».
وتواجه الولايات المتحدة ضغوطا روسية، تتمثل في ربط الدرع الصاروخية في بولندا مع مباحثات الأسلحة النووية الحالية، حيث تقول روسيا إن تلك الدرع تهدد أمنها الخاص. ويقول رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما (البرلمان)، كونستانتين كوزاشيف، إن المباحثات سوف تصل الى نقطة حرجة إذا مضت الولايات المتحدة في نشر الدرع الصاروخية في بولندا.
ويقول متحدثاً لقناة فيستي ـ 24 التلفزيونية «إذا استمر الأميركيون في إصرارهم على استيفاء حقهم في تطوير أسلحتهم البالستية، فسيمضي التسلح الاستراتيجي بوتيرة بطيئة، وربما توقف في مكانه».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news