عكا تـواجه أخطر مخطط تهجير منـذ النكبة
يواجه السكان العرب في مدينة عكا القديمة المحتلة أخطر مخطط ترحيل منذ نكبة ،1948 حيث بدأت شركة السكن الحكومية الإسرائيلية «عميدار» في بيع بعض منازلهم للمستثمرين اليهود، بحجة تطوير المدينة سياحيا، على غرار ما تعرضت له يافا وحيفا، بعد مطالبتها مئات من السكان بشراء منازلهم المستأجرة بأسعار خيالية، وأنذرتهم بطرح ما لا يشترى منها للبيع في الأسواق.
وقال النائب العربي السابق في الكنسيت الإسرائيلي، الشيخ عباس زكور، عضو حزب التجمع الوطني الديمقراطي، لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي: « الشركة الإسرائيلية باشرت طرح عطاءات لتسويق منازل العرب القديمة القائمة في مناطق استراتيجية ومحاذية للبحر، وشرعت باستصدار أوامر قضائية لإخراج الأهالي من بيوت يقيمون فيها منذ النكبة، بدعوى تطوير المدينة سياحيا».
وأفاد بأن إسرائيل عرضت أسعار شراء منازل السكان على نحو 200 عائلة، حيث دفعوا ثمن المنزل الواحد ما يقارب 200 ألف دولار، وهو يكلف 40 ألف دولار، من باب الإغراء، حتى يرغموا المواطن الفلسطيني على البيع، وأن ينتقل للعيش في مدينة أخرى، لكن الناس رفضت ذلك، ويؤكدون تمسكهم بأرضهم .
وقال زكور ، وهو أحد سكان عكا، «عندما يرفض المواطن العربي بيع منزله، تسلمه الشركة الإسرائيلية إخطاراً بدفع الديون المستحقة، وشراء المنزل الذي يسكن فيها في إطار الملكية الكاملة، والتي تكلفه مبالغ ضخمة، لا يقدر على توفيرها».
ونوه إلى أن غالبية سكان عكا يعتمدون على الصيد والعمل في المصانع، ولا يملكون مبالغ كبيرةتمكنهم من ذلك، ونسبة الأغنياء فيها والذين يمتلكون الأموال لا يتخطون أكثر من 5٪ من نسبة السكان العرب.
وأوضح العضو العربي السابق في الكنيست أن إسرائيل تواصل مخططات التضييق ضد سكان عكا، من خلال منع التوسع والبناء، وفرض مبالغ هائلة مقابل محاولتهم لترميم منازلهم القديمة، بالإضافة إلى دفع ضرائب وأجور مقابل وجودهم في منازلهم العربية.
وذكر أن شركة السكن الإسرائيلية استولت عقب النكبة على ما يقارب 700 من البيوت الكبيرة والقصور في عكا، 150 منها مغلقة اليوم، وترفض تأجيرها للسكان العرب على الرغم من الضائقة السكنية القاسية، مشيرا إلى أنها اعتبرت منازل المهجرين أملاك غائبين ووضعت يدها عليها، وفرضت أجرة وضرائب مقابل سكن العرب في منازلهم.
وذكر زكور أن عدد المنازل الموجودة في البلدة القديمة لعكا ما يقارب 700 منزل، والمنازل المستهدفة في شرائها، ما يقارب 200 منزل، والتي تقع على الشارع الرئيس، وتطل على البحر، حيث تسلم أصحاب تلك المنازل إخطارات بإخلاء منازلهم، بحجة تراكم ديون ناجمة عن عدم تسديد رسوم الأجرة، وعدم دفع مبالغ كبيرة لامتلاك المنازل التي يقيمون فيها.
وقال عضو حزب التجمع الوطني الديمقراطي «تدّعي إسرائيل ظاهرا أن سبب شراء المنازل سياحي، لكن الهدف الحقيقي ترحيل المواطنين العرب في إطار تهويد المدينة والتهجير القسري، لاسيما أن عدد السكان العرب في ازدياد، ما يشكل خطراً على دولة إسرائيل المزعومة الخالية من أي وجود عربي، فلذلك، تقوم بمخططات الترحيل في إطار يهودية الأرض».
ودعا زكور المستثمرين والأثرياء العرب للمشاركة في حماية عكا العربية، بالاستثمار فيها واقتناء البيوت التاريخية بها والمساهمة بالتصدي لخطة الترحيل، والحفاظ على عروبة المدينة، وقال « لا نطلب من المستثمرين العرب أن يتبرعوا لنا أو يشفقوا علينا، ولكن هذا من باب استثمار أموالهم في مدينة عربية، بدلا من الاستثمار في دول غربية». وأضاف «منذ 61 عاما، ونحن محافظون على المدينة من التهويد، ومتمسكون بها، ونتصدى لأي خطر يهددها، ومنازلنا قديمة وتحتاج إلى ترميم، ومن المؤلم أن تضيع منازلنا مقابل مبالغ من المال أيما كانت قيمتها».
وأشار زكور إلى أن عكا فلسطينية الأصل وعربية الجذور، وهي من أهم المدن التاريخية، ويوجد فيها سور عكا التاريخي، وأن منزل والده الذي يسكن فيه قصر أثري قديم. وذكر أن عدد سكان المدينة 50 ألف نسمة، 18 ألفاً من العرب، و32 ألفاً من اليهود الذين احتلوها، وسيطروا على عدد كبير من منازلها.