كوريا الشمالية تفاجئ العالم بتجربة نووية جديدة

أثارت تجربة نووية جديدة أجرتها كوريا الشمالية أمس موجة احتجاجات كبيرة في العالم، إذ رفضتها دول عدة عن رفضها ودانتها، وطالبت بفرض عقوبات دولية على بيونغ يانغ، فيما اعتبرت واشنطن التجربة «خطرا على السلام العالمي»، داعية الأسرة الدولية إلى التحرك، ومعلنة في الوقت نفسه أن الدولة الشيوعية أخطرتها بالتجربة النووية، قبل أقل من ساعة، من إجرائها.

وفي التفاصيل، أعلنت كوريا الشمالية أنها أجرت «بنجاح» أمس تجربة نووية جديدة، متحدية الضغوط الدولية التي تمارس عليها، لحملها على التخلي عن طموحاتها النووية.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية التي يتم تلقي بثها في سيؤول «إن الجمهورية الكورية الديمقراطية الشعبية قامت بنجاح بتجربة نووية جديدة تحت الأرض في 25 مايو الجاري، في إطار إجراءاتها الرامية إلى تعزيز قدراتها النووية الرادعة».

وبحسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية، فإن التجربة الجديدة أقوى من تجربة التاسع من أكتوبر 2006 التي أثارت أزمة دولية. وأوضح الجيش الروسي أن قوة التجربة الأخيرة بلغت نحو 20 كيلوطنا.

وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية أن بيونغ يانغ أجرت كذلك تجربة على ثلاثة صواريخ قصيرة المدى.

وهدد مسؤول كبير في السفارة الكورية الشمالية في موسكو بأن بلاده ستجري تجارب نووية جديدة في حال «استمرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في سياسة التخويف التي يتبعونها حيال كوريا الشمالية»، حسب ما ذكرت وكالة إيتار تاس الروسية.

وفي أول ردود الأفعال على التجربة، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان إن «هذه الأفعال، ولو أنها لا تشكل مفاجأة نظرا إلى تصريحات وأعمال (كوريا الشمالية) حتى الآن، هي مصدر قلق بالغ لدى جميع الدول».

وأضاف إن «محاولات كوريا الشمالية لتطوير أسلحة نووية وبرنامجها للصواريخ البالستية تشكل خطرا على السلام والأمن الدوليين.. يستوجب تحركا من الأسرة الدولية».

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تصريحات في الدنمارك عن «قلقه العميق» بشأن التجربة . وقال « أتابع الوضع عن كثب في المنطقة، كما أتابع المشاورات الجارية في مجلس الأمن الدولي الذي يفترض أن ينعقد في اجتماع طارئ في نيويورك».

وعقدت روسيا، الرئيس الحالي لمجلس الأمن، اجتماعا طارئا لدول المجلس الـ15 لبحث المسألة، فيما شكلت كل من اليابان وكوريا الجنوبية فرق إدارة أزمة. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن التجربة النووية تهدد الاستقرار الإقليمي وتخالف إرادة مجلس الأمن الدولي، وتشكل صفعة لجهود الحد من الانتشار النووي.

وأضاف البيان إنه «لا يمكن اعتبار الخطوات التي قامت بها كوريا الشمالية أخيرا إلا أنها انتهاك آخر لقرار مجلس الأمن الدولي ،1718 الذي يطلب من بيونغ يانغ أمورا من بينها عدم إجراء تجارب نووية».

ووصفت الوزارة التجربة النووية الكورية الشمالية بأنها «صفعة للجهود الدولية لتعزيز معاهدة الحد من الانتشار النووي».

وفي لندن، ندد رئيس الوزراء غوردن براون بالتجربة ، معتبرا أنها تشكل «خطرا على العالم»، وسوف تقوض احتمالات السلام في شبه الجزيرة الكورية. ودانت الخارجية الفرنسية بشدة التجربة.

وأعلن وزير الخارجية التشيكي يان كوهوت الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد «قلق جدا» للتجربة النووية. وقال متحدثا قبل اجتماع لوزراء خارجية آسيا والاتحاد الزوروبي «إننا قلقون جدا».

وطالبت اليابان بعقد اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي من أجل فرض عقوبات على كوريا الشمالية، بعد تجربتها النووية.

وقال وزير الخارجية الياباني هيرفومي ناكاسوني إن التجرية النووية الكورية الشمالية تشكل «انتهاكا لقرارات مجلس الأمن». وأضاف محذرا إن «اليابان تدين بشدة التجربة وتحتج عليها، إنها تحدٍ لمجمل الأسرة الدولية، وهذا يزيد التوتر».

ودانت الصين، حليفة كوريا الشمالية المقربة، بحزم التجربة، ودعت بيونغ يانغ الى «وقف أي عمل قد يسمم الأجواء».

وأفادت الخارجية الصينية في بيان نشر على موقعها بأن «الحكومة الصينية تعارض بحزم تجاهل جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية اعتراض المجتمع الدولي العام وإجراءها تجربة نووية جديدة».

إلى ذلك، أفاد مسؤول أميركي بأن كوريا الشمالية أخطرت الولايات المتحدة بالتجربة النووية قبل أقل من ساعة من وقوعها. وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن بيونغ يانغ لم تتقدم بأية مطالب، حين أصدرت إنذارها الخاص بالتجربة.

وأكد مسؤول في البيت الأزرق، وهو مقر الرئاسة في سيؤول، خلال اتصال هاتفي «تلقت الولايات المتحدة إخطارا مسبقا».

وكانت بيونغ يانغ تهدد باتخاذ إجراءات انتقامية، ولاسيما من خلال إجراء تجربة نووية جديدة، منذ أصدرت الأمم المتحدة إدانة بحقها إثر إطلاقها صاروخا بعيد المدى في مطلع إبريل الماضي فوق اليابان.

الأكثر مشاركة