أبناء «لوثر كينغ» يتقاتلون على تركته المالية
كان مارتن لوثر كينغ أبرز زعماء حركة الحقوق المدنية الأميركية، ذلك الرجل الذي ألهم ملايين الأميركيين، حول بلاد غنية بالتسامح والتفاهم والحرية . ولا شك أن كينغ استمتع بشكل ملحوظ بما حققه من نجاح كبير في غرس تلك القيم النبيلة في من حوله من محبيه، لكن المخرج السينمائي الكبير ستيفن سبلبيرغ سيتناول حياة هذا الزعيم الكبير بواقعية شديدة، تتضمن الكثير من الأمور المثيرة للجدل، حول حياته ومكانته كواحد من أشهر رموز أميركا.
وقد أصبحت شركة «دريم ووركس» للإنتاج السينمائي التي يمتلكها سبلبيرغ أول شركة تمتلك حقوق بث ونشر خطابات كينغ وممتلكاته الفكرية، من كتب ومحاضرات وأحاديث بما فيها خطابه الشهير الذي ألقاه عام1963 من أعلى درجات النصب التذكاري لإبراهام لنكولن بعنوان: «مسيرة إلى واشنطن». وقال إنه «من دواعي سعادتي أن يقع علي الاختيار لرواية أحداث تاريخية ذات قيمة كبيرة على شاشة السينما وأن يؤدي ما يحدثه من أثر إلى تعزيز ما يجري حالياً على أرض الواقع في ظل وجود إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما».
غير أنه قبل مضي 24 ساعة على بيان سبلبيرغ الحائز على جائزة الأوسكار، هدد اثنان من الأبناء الثلاثة لكينغ بمقاضاته مع شركته لتوقيع الاتفاق بشأن الفيلم من غير معرفتهما وموافقتهما، وقال مارتن الثالث وشقيقه بيرنيس إنهما بصدد إجراءات قانونية ضد شقيقهما ديكستر كينغ لاتخاذه قرارات وتوقيعه الاتفاق من دون الرجوع إليهما، وأبلغ بيرنيس الصحافيين «نتابع حالياً إجراءاتنا، ولا يمكننا الكشف عنها حالياً، وقد وقع سبلبيرغ ورجاله هذا الاتفاق على اعتقاد منهم أنهم حصلوا على مباركة ورثة «كينغ ستيت»، وموافقتهم لكن هذا غير صحيح لأنهم لم يحصلوا على موافقتي أنا وشقيقي مارتن كينغ الثالث». ومن شأن هذا الخلاف تعميق النزاع ومشاعر التنافس والعداء القائمة بين الأشقاء الثلاثة الذين تتهمهم الأوساط الثقافية والإعلامية منذ سنوات بتشويه صورة والدهم، والنيل من سمعته ومكانته لزيادة أرقام أرصدتهم في البنوك.
وعلى الرغم من أن مارتن لوثر كينغ مازال يقف في مكانته، قامة عملاقة كبطل أميركي، واعتبار يوم ميلاده عطلة رسمية في الولايات المتحدة في يناير من كل عام، فإن أبناءه يصرون دائماً على تقاضي مبالغ طائلة من أي شخص أو صحيفة أو جهة ترغب في نشر أو بث شيء من خطاباته أو كتاباته.
ففي التسعينات نجحوا في كسب دعوى رفعوها ضد صحيفة «يو أس أيه توداي»، وشبكة التلفزيون «سي بي أس»، لنشرهما وإذاعتهما خطابه الشهير «لدي حلم»، ومن دون دفع أي مبلغ لهم. وفي عام 1979 وقع الأشقاء الثلاثة في إطار «كينغ ستيت» اتفاقاً مع تايم وارنر للإعلام تردد أنهم حصلوا بموجبه على ما يتراوح بين 30 و50 مليون دولار. ومنذ ذلك الحين اتهم أكاديميون ومحللون ورثة كينغ بالمتاجرة بمكانة أبيهم وتراثه. ولعل أحدث فضيحة في هذا الشأن لورثة كينغ ما حدث العام الماضي، حينما أصر ديكستر كينغ على تقاضي 800 ألف دولار مقابل استخدام صورة والده وبعض المقاطع من كتاباته وخطبه في الاحتفال بالذكرى السنوية لأبيه في واشنطن، كما أصدر قبل أيام بياناً أكد فيه أنه الوحيد المسؤول والمخول بإعطاء الإذن لأي شخص أو جهة للوصول إلى الملكية الفكرية لوالده واستخدامها.
عن الإندبندنت
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news