أوبامـا يـدعـو إلى الإسـراع بإنشـاء دولة فلسطينية
دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إنشاء دولة فلسطينية، وكرر مطالبته إسرائيل بوقف الاستيطان، وتنفيذ الالتزامات التي اتخذتها. فيما سلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره الأميركي وثيقة تتضمن أفكاراً لتحريك عملية السلام.
وتفصيلاً أعرب أوباما خلال محادثاته الأولى مع عباس في البيت الأبيض أول من أمس عن تأييده لحل «يقوم على وجود دولتين».
وقال إن على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني التزامات بموجب خطة «خارطة الطريق» لحل الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني «بما في ذلك وقف الاستيطان».
وأضاف أوباما للصحافيين في ختام المحادثات في المكتب البيضاوي «كنت واضحا جدا حول ضرورة وقف الاستيطان خلال مناقشات الاسبوع الماضي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو».
وقال «أؤيد بقوة حلاً يقوم على دولتين، دولة فلسطينية تتعايش مع اسرائيل».
ويأتي اللقاء بين أوباما وعباس، الذي يزور الولايات المتحدة سعيا لدعم اميركي اكبر لإقامة دولة فلسطينية، وسط توتر في العلاقات الاسرائيلية الاميركية، في حين لم يكن يبدو في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ان شيئا يمكن ان يسيء إليها.
وتدور الخلافات حول اقامة دولة فلسطينية ومواصلة الاستيطان الاسرائيلي، التي ظهرت الى العلن اثناء زيارة رئيس الوزراء نتنياهو الى البيت الابيض في 18 مايو الجاري، فيما ازداد التوتر أول من أمس، لأن اسرائيل اعترضت على دعوة جديدة من الادارة الاميركية تتناول وقفا تاما لبناء المستوطنات.
وتشكل هاتان المسألتان محور خلاف جدي بين اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة، إذ إن نتنياهو يرفض القبول بحل قائم على دولتين تركز عليه جهود السلام التي تبذلها الأسرة الدولية منذ سنوات، ولا يستجيب للدعوات الى وقف كامل للاستيطان. إلا أن أوباما تحدث عن الحراك الداخلي الاسرائيلي لخفض حدة الخلاف.
وقال «أعتقد اننا لا نستطيع اضاعة اي لحظة» في جهود تسوية النزاع «لكنني لا اتخذ قراراتي بالاستناد الى محادثات اجريناها الاسبوع الماضي فقط، لأنه على نتنياهو بالتأكيد تسوية هذه المسائل داخل حكومته وداخل تحالفه». كما رفض أوباما الالتزام «بجدول زمني مصطنع لتسوية النزاع».
وقال «سأرى تقدما وسنعمل بجد لتحقيق ذلك». واضاف «إنني واثق من اننا نستطيع دفع هذه العملية قدماً، إذا كانت الاطراف مستعدة لاحترام تعهداتها».
من جهته قال عباس بعد اللقاء انه سلم اوباما وثيقة تتضمن أفكاراً لإحياء عملية السلام الاسرائيلية - الفلسطينية.
وأضاف أن هذه الوثيقة لا تخرج عن اطار «خارطة الطريق»، ولا عن مبادرة السلام العربية، وتحوي أفكاراً حول آليات لتنفيذ هاتين الخطتين.
ووصف عباس لقاءه الأول مع أوباما بأنه «جدي وصريح». وأضاف «اتفقنا على التواصل الدائم».
وردا على سؤال عن مدى تفاؤله بإقامة دولة فلسطينية، قال عباس «نتمنى ان تتحقق هذه الوعود، ولا مبرر كي لا تتحقق ما لم تضع اسرائيل عقبات».
واعلن عباس من جهة ثانية عن زيارة جديدة يقوم بها الموفد الاميركي جورج ميتشل الى المنطقة في السابع من يونيو المقبل.
من جهته قال نبيل ابوردينة المتحدث باسم عباس، إن هناك تفاهما فلسطينيا اميركيا تاما حول تسوية مبنية على دولتين، وعلى وقف الاستيطان.
ورأى ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون جددت الموقف الأميركي في أثناء مأدبة عشاء الأربعاء الماضي مع عباس، بعد ساعات من تذكيرها بأن واشنطن تطالب بتجميد الاستيطان اليهودي، بما في ذلك «النمو الطبيعي» للمستوطنــات، والذي تدافع عنه الحكومة الاسرائيلية الجديدة.
واضاف ابوردينة «سنشهد قريبا نشاطا دبلوماسيا مكثفا سيكون حاسما بالنسبة الى التطورات المقبلة في المنطقة».
وأكد ان العودة الى المفاوضات تمر بوقف الاستيطان وقبول اسرائيل بحل الدولتين.
من جهته، قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات «انها المرة الاولى التي يتحدث فيها الاميركيون بهذا الوضوح عن الدولة الفلسطينية كمصلحة اميركية وكحل وحيد على جدول الاعمال».
وبحسب الصحافة الاسرائيلية، فإن نتنياهو لم ينجح في اقناع الادارة الاميركية بالاكتفاء بتفكيك المستوطنات المعروفة بـ«العشوائية» في الضفة الغربية، أي التي بنيت دون موافقة السلطات، للاستفادة من دعم اضافي من واشنطن في مواجهة تهديد «إيران النووي».