لحوم الدجاج التي تحتوي على مواد مضافة أغضبت المسلمين البريطانيين لمخالفتها الشريعة. أ.ف.ب ــ أرشيفية

3 دول أوروبيـة متورطــة في التلاعب بلحوم دجاج

تثير حالياً لحوم دجاج مخلوطة بمسحوق البروتين، ومحقونة بمواد إضافية أخرى مستخلصة من لحوم وعظام الأبقار والخنازير، تقدمها مطاعم ومقاهي في بريطانيا سراً، تثير عاصفة من الجدل الممتزج بالغضب في أوساط الشعب البريطاني، وخصوصاً بين المسلمين واليهود والهندوس الذين اعتبروه غشاً، لأنه تم التستر على حقيقة المعلومات الخاصة بالمكونات، وإخفاؤها عن المستهلك.

وكتبت صحيفة «الإندبندنت» التي كشفت النقاب عن أمر الصفقة إن شركات لحوم ومواد غذائية من ثلاث من دول الاتحاد الأوروبي ووكلاء محليين متورطون فيها، وإنه تم استخدام تقنيات رفيعة لسحق عظام الخنازير والأبقار ومعالجة دهونها، لاستخلاص بودرة البروتين ومزجها مع لحوم الدجاج لتحقيق أرباح أكبر، وإنه تم الكشف عن الغش والتلاعب بواسطة اختبارات علمية، استخدمت فيها تكنولوجيا متقدمة، منها اختبار متطور للحمض النووي الريبي (دي إن إي).

الدين والمعتقدات

المسلمون

تمنع الشريعة الإسلامية تناول لحوم الخنازير، أو الاستفادة غذائياً من عظامها أو دهونها أو المواد التي يتم استخلاصها منها، أو المنتجات التي تدخل مشتقاتها في صناعتها . وجميع ما يذبحه المسلمون من حيوانات يجب أن تسبقه عبارة «بسم الله والله أكبر»، ويجب أن يكون طعامهم حلالاً طبقاً للشريعة.

اليهود

تحظر التوراة وتعاليمها على اليهود تناول لحم الخنزير، وتعتبر هذا الحيوان من الحيوانات القذرة، وجميع ما يتم استخدامه من لحوم يجب أن يستند إلى التعليمات الخاصة بالطعام اليهودي «الكوشير»،والذي وصفته وتحدثت عنه تعاليم الديانة اليهودية.

الهندوس

تقضي المعتقدات الدينية للهندوس بعدم تناول لحم البقر، لأن البقرة مقدسة لديهم، ومحظور ذبحها، أو تعذيبها أو الإساءة إليها، لأن ديانتهم تحيطها بكل تقدير واحترام.



وعبر المسلمون واليهود البريطانيون الذين يقدر عددهم بمليوني شخص عن صدمتهم وغضبهم لهذا الأمر، لأن شريعة الطرفين تحرّم لحم وعظام الخنزير، وكل ما يتم اشتقاقه واستخلاصه منها، بينما عبر المنتدى الهندوسي في بريطانيا على لسان أمينه العام بهارتي تيلور عن ذهوله. ووصف ما تردد بأنه مثير للغضب، وقال إن «الديانة الهندوسية تحظر لحوم الخنازير والأبقار، وكل ما يستخرج منها، بما في ذلك مسحوق البروتين الذي خلطت وحقنت به لحوم الدجاج، وإن من استهلكوا اللحوم سيعانون نفسياً وعقلياً، لشعورهم بمخالفة تعاليم ديانتهم».

وقال مسؤولون في هيئة سلامة الأغذية البريطانية إن مسحوق البروتين لا يشكل أي خطورة، لكن من المهم والضروري أن تقدم الشركات والمطاعم معلومات صادقة ودقيقة عما تبيعه وتقدمه من غذاء.

وحسب «الإندبندنت»، فإن عملية التلاعب والغش مستمرة منذ عامين على الأقل، وإن الدول الثلاث المتورطة فيها على الأرجح هي ألمانيا وهولندا وإسبانيا. وعندما تم اكتشاف إضافة مسحوق البروتين ومواد أخرى إلى لحوم الدجاج في بريطانيا وإيرلندا عام 2001 ثم عام ،2003 صدت المفوضية الأوروبية طلبها بالتوقف عن إضافة المواد. وحينما ظهرت الشكاوى مجدداً وبشكل متزايد العام الماضي، باشرت هيئة سلامة الأغذية في بريطانيا تحقيقاً سرياً شاملاً أظهر خلو لحوم الدجاج من تلك المادة أو غيرها، لكن معامل نيويورك وجامعتها التي طورت اختبارات جديدة للحمض النووي ذكرت إن الأمر يشبه في مدى دقته والتباسه اختبارات تعاطي الرياضيين المنشطات.

وبعد أن كررت المعامل البريطانية الاختبارات الأميركية، تبين لها وجود مواد إضافية مستخرجة من لحوم حيوانات ثديية. وتقول مستشارة السياسة العامة لمجموعة المستهلكين، «ويتش-أيها» سو ديفز، «إنه أمر سيء أن تظن لدى شرائك دجاجاً أنك تدفع ثمناً لشيء قد أضيفت إليه مواد أخرى، كالبروتينات والكولاجين والماء، لأنك ترغب في تجنب هذه المواد لأسباب نفسية أو دينية، فهذا يسبب لك صدمة ويثر غضبك، وهناك حاجة حقيقية لاتخاذ إجراء ملموس من السلطات وجهات تنفيذ القوانين، إذا أردنا ردع من يقومون بهذه الأعمال».

 

مشكلة البروتين



2001

وكالة معايير الأغذية البريطانية تعثر على دجاج يحتوي على مسحوق البروتين، وتحث هولندا وبلجيكا على التأكد من سلامة صادراتها، ومطابقتها المواصفات التي تشمل خلوها من المواد المضافة.

2003

الوكالة المذكورة وهيئة سلامة الأغذية في إيرلندا تعثر على لحم الخنزير ضمن لحم دجاج، ضمن صفقة دجاج مستوردة من هولندا، وتنبهان إلى أن الاتحاد الأوروبي والحكومة الهولندية يفشلان في ضبط سياسة شرح ووضع المعلومات الصحيحة عن المحتوى والعلامة التجارية «الماركة»، والالتزام بقواعدها. وترفض المفوضية الأوروبية طلبهما بحظر البروتينات المستخلصة من الخنازير والأبقار.

2004 ــ 2007

لم يتم نشر أي استطلاعات للرأي حول المسألة خلال هذه الفترة، الأمر الذي دفع أوروبيين كثيرين إلى الاعتقاد بأن المشكلة انتهت.

2008

وكالة معايير الأغذية البريطانية تجري تحقيقاً، بعد تلقيها معلومات جديدة عن عودة اللحوم المحقونة بالمواد المضافة، لكن اختبارات تقليدية للحمض النووي تم إجراؤها لم تفلح في تحديد مصدر المواد المضافة

الأكثر مشاركة