كلينتون: لا اتفاقات رسمية بين بوش وإسرائيل حول المستوطنات

كلينتون: على إسرائيل الالتزام ببنود «خارطة الطريق» لإحلال السلام. أ.ب

رفضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تصريحات إسرائيلية حول وجود اتفاقات بين إدارة الرئيس السابق جورج بوش وإسرائيل، بشأن المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما أرجأ لستة أشهر نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس. وقال دبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبي يفكر في استخدام نفوذه التجاري، لتعزيز الضغوط الأميركية على إسرائيل.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو أول من أمس، «لدينا محاضر المفاوضات، أي الوثائق الرسمية التي سلمتها إدارة بوش إلى إدارة أوباما، وهي لا تتضمن أي اتفاق شفوي أو خطي». وكانت كلينتون ترد على سؤال عن تصريحات أدلى بها مسؤولون إسرائيليون، وخصوصا وزير النقل إسرائيل كاتز الذي اتهم إدارة أوباما بأنها لا تحترم الاتفاقات التي أبرمت مع إدارة بوش.

ويؤكد الإسرائيليون أن الموقف الأميركي الذي يتحدثون عنه ورد في رسالة وجهها بوش في 2004 إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إرييل شارون.

من جهة أخرى، نقلت صحف إسرائيلية في معلومات وزعتها السفارة الإسرائيلية في واشنطن على وسائل الإعلام الأميركية أيضا، عن المفاوض السابق في عهد شارون، دوف ويسغلاس، أن إدارة بوش وافقت على مبدأ التوسع «الطبيعي» للمستوطنات في الضفة الغربية، داخل حدود الأراضي المتفق عليها مسبقا.

ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون أيضاً أن ترسيم الدولة الفلسطينية المقبلة يجب أن يأخذ في الاعتبار التكتلات الاستيطانية. ورفضت كلينتون التأكيدات، موضحة أن أي رسالة من هذا النوع «إذا ما وجدت، فإنها لم تصبح جزءاً من الموقف الرسمي لحكومة الولايات المتحدة».

وأكدت مجددا ضرورة التزام إسرائيل ببنود خطة «خارطة الطريق» لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وتنص على إقامة دولة فلسطينية، وقالت إن «الالتزامات واضحة جدا».

في سياق متصل، قال دبلوماسيون إنه بعد يوم واحد من إبلاغ أوباما إسرائيل أن واشنطن حليفتها الرئيسة لن تتسامح من الآن فصاعدا إزاء بناء مستوطنات في الضفة الغربية، فإن الاتحاد الأوروبي يفكر في استخدام نفوذه التجاري، لتعزيز الضغوط الأميركية.

والاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لإسرائيل، وأحد الخيارات المتاحة لديه هو فرض قيود على الفواكه والخضراوات وزيت الزيتون والمنتجات الزراعية الأخرى التي يزرعها المستوطنون الإسرائيليون في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال دبلوماسي أوروبي إن الإسرائيليين بدأوا يصغون، ولكن لا توجد علامة على أن لدى الإسرائيليين أي نية للتوقف. ومن ثم ما هو التالي؟». وقال دبلوماسي إسرائيلي كبير إن إسرائيل مازالت تحاول تحديد مدى أخذ التهديدات بجدية. وأضاف «السؤال الذي يدور في أذهاننا ما هو مدى قوة الاحتمال التي يملكها أوباما؟».

وقال دبلوماسيون إن دول الاتحاد الأوروبي تبحث أيضا في استخدام تبادل الأبحاث الاقتصادية والعالمية مع إسرائيل، كمجال يمكن أن يمارسوا فيه ضغطا على نتنياهو. وأضافوا أن اللجنة الرباعية الدولية تدرس على المدى القريب تصعيد النقد العلني لإسرائيل.

وأعربت مصادر سياسية في الحكومة الإسرائيلية عن تقويمها بأنه لن يكون هناك مناص في نهاية المطاف من تبني صيغة حل الدولتين، «لأن الولايات المتحدة لن تتنازل عن هذه الصيغة».

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصادر التي وصفتها بالكبيرة قولها إنه سيكون من الأفضل لإسرائيل أن تسارع إلى الإعلان عن تأييدها «خارطة الطريق»، لأن ذلك سيحول دون ممارسة ضغوط أميركية لإقامة دولة فلسطينية في نطاق خطة أخرى.

وفي موضوع آخر، أعلن البيت الأبيض أن أوباما أرجأ لستة أشهر نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، بسبب عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين حول وضع المدينة.

ومنذ ،1995 صدر القانون الذي ينص على نقل السفارة الأميركية من القدس إلى تل أبيب، حيث تتخذ السفارات الأجنبية مقار لها، لكن الرؤساء الأميركيين يصدرون بشكل روتيني قرارا ينص على إرجاء تطبيقه.
تويتر