المشاركة الكثيفة جداً بدأت اعتباراً من الصباح الباكر .                  أ.ب

اللبنانيون يقترعون بكثافة لانتخاب برلمان جديد

أدلى اللبنانيون بأصواتهم أمس، لانتخاب برلمان جديد، وسط إجراءات أمنية مشددة، وإقبال كثيف وازدحام في بعض ساعات النهار على مراكز الاقتراع في معظم المناطق، ووصف الإقبال بأنه «غير مسبوق». وظهرت شكاوى من الإجراءات التنظيمية للانتخابات التي تعتبر «مفصلية»، نظراً لحدة التنافس بين قوى « 14 آذار »الممثلة بالأكثرية الحالية وقوى 8 آذار وحلفائها.

ويتنافس في الانتخابات التي جرت أمس ائتلاف المعارضة (8 آذار)، وأبرز قواه حزب الله، وحركة أمل، والتيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون، ضد قوى الموالاة (14 آذار) المؤلفة من تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط، وحزبي الكتائب والقوات اللبنانية.

وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس في عدد من المناطق المسيحية، لاسيما في كسروان والمتن وجبيل وبعبدا (شمال بيروت) وزحلة (شرق لبنان) والأشرفية (بيروت) بأن المشاركة الكثيفة جداً بدأت اعتباراً من الصباح الباكر، مع بدأ التصويت في الساعة السابعة بالتوقيت المحلي اللبناني.

وبدأت نسبة المقترعين ترتفع في مدينة صور الجنوبية الساحلية، اعتباراً من الساعة الـعاشرة، علماً أن الانتخابات في المنطقة شبه محسومة لمرشحي حزب الله وحركة أمل (معارضة).

وشهد الاقتراع إقبالاً عادياً في طرابلس الشمالية ذات الغالبية السنية، لكن الاقتراع كثيف في البلدات المحيطة.

ووصفت المنافسة الانتخابية في طرابلس بأنها «معركة أقطاب سياسية»، حيث يتنافس رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي المتحالف مع الوزير محمد الصفدي في لائحة (14 آذار)، مع رئيس الوزراء السابق عمر كرامي.

وشكا أهالي المنطقة من ازدحام وتأخير في عملية الاقتراع، لاسيما بسبب الكثافة غير المتوقعة، والالتزام بتعليمات وزارة الداخلية والبلديات القاضية بدخول الناخبين فرادى إلى قلم الاقتراع، وبسبب تنظيم الانتخابات في يوم واحد للمرة الأولى في تاريخ لبنان في الدوائر الانتخابية الـ.26

وقال الموريتاني محمد الأمين كتاب، وهو من فريق المراقبة العربي المشارك في مراقبة الانتخابات (جامعة الدول العربية) إن «الأماكن المخصصة للاقتراع، أي المدارس ودور البلدية، غير مؤهلة بشكل كافٍ لاستيعاب اعداد الراغبين في الاقتراع، لهذا تتأخر العملية الانتخابية».

ووصف عون خلال إدلائه بصوته في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية التدابير بأنها «غير مقبولة». وقال إن «الناس فوق بعضها والازدحام والبطء، كلها تدابير غير مقبولة».

من جهته، اشار المرشح عن دائرة بعبدا (شرق بيروت) على لائحة قوى (14 آذار)، الياس ابو عاصي الى خلل اجرائي نظرا لحصر الانتخابات في يوم واحد.

وقال إن توحيد العملية الانتخابية ادى الى «خلل اجرائي»، وطالب بتدابير احترازية مثل زيادة عدد موظفي اقلام الاقتراع وزيادة المعازل.

 
إسرائيل تحذر من مخاطر فوز «حزب الله»

حذر العديد من الوزراء الإسرائيليين امس، من مخاطر فوز محتمل لحزب الله في الانتخابات النيابية اللبنانية، معتبرين أن ذلك يتيح لإيران توسيع نفوذها في لبنان. وقال وزير المالية يوفال شتاينيتز للصحافيين «اذا فاز حزب الله بالانتخابات فإن ذلك سيوجد كياناً ايرانياً في الشرق الاوسط بعد كيان حماس» التي تسيطر على قطاع غزة.

وأضاف الوزير المقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو «إن ايران بصدد محاولة السيطرة على لبنان وهذا يشكل تطوراً بالغ السلبية».

وتابع الوزير وهو من اعضاء حزب ليكود اليميني «ان التهديد الإيراني يتوسع ما يجبرنا والبلدان العربية المعتدلة والولايات المتحدة على التحرك» من دون المزيد من التوضيح. من جهته، اعتبر وزير الداخلية ورئيس حزب شاس المتطرف ايلي يشائي أنه اذا حصل حزب الله «على الغالبية في البرلمان فإن ذلك سيعني ان لبنان تحوّل الى دولة ارهابية»، على حد تعبيره. أما يوسي بيليد الوزير من دون حقيبة والقائد السابق للمنطقة الشمالية التي تشمل الحدود مع لبنان، فقال للإذاعة إن حزب الله «هو رأس حربة إيران في لبنان». القدس المحتلة ــ أ.ف.ب



وعلى اثر تكاثر الشكاوى الواردة الى وزارة الداخلية والتي تبثها محطات التلفزة ووسائل الإعلام، عممت الوزارة على «القطعات الأمنية المعنية وعلى المحافظين والقائمين بضرورة الايعاز فوراً لرؤساء الاقلام كافة والكتبة وعناصر قوى الأمن الداخلي بالإسراع بالتدقيق في الهويات للسماح للناخبين بالإدلاء بأصواتهم بصورة فورية».

كما أوعزت للمحافظين والقائمين «بوضع معازل اضافية في غرف الأقلام، حيث يلزم» ليكون في الإمكان دخول اكثر من ناخب واحد في وقت واحد الى قلم الاقتراع. وأكد وزير الداخلية زياد بارود أن «الإقبال على الاقتراع غير مسبوق خلال فترة قبل الظهر». وكان صرح في وقت سابق بأن «الإقبال الكثيف دليل عافية».

وواكب العملية الانتخابية انتشار امني كثيف في كل المناطق اللبنانية لقوى الأمن وعناصر الجيش بلغ عدده نحو 50 الفاً.

ويجري التنافس على 125 مقعداً في البرلمان اللبناني من اصل 128 ،بعدما فاز ثلاثة مرشحين بالتزكية. ويتجاوز عدد الناخبين المسجلين الثلاثة ملايين، لكن قسماً كبيراً منهم يقيم خارج لبنان ما يجعل التكهن بحجم المشاركين صعباً.

 
«لون واحد» في الجنوب

 في معاقل حزب الله في جنوب لبنان وسهل البقاع (شرق)، تهافت مناصرو الحزب ومناصرو حليفته حركة أمل امس، الى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم وهم واثقون بالفوز.

فأمام مبنى الجعفري، اكبر اقلام اقتراع الطائفة الشيعية في مدينة صور الساحلية (83 كلم جنوب لبنان)، كان مئات الناخبين يتدافعون للدخول، وقد علق انصار حزب الله وحركة أمل على صدورهم صور الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس حركة امل نبيه بري. وتتمثل صور في مجلس النواب بأربعة مقاعد للطائفة الشيعية.

وقد طغى اللون الأصفر كذلك على مدينة بعلبك، حيث ازدانت طرقاتها بأعلام حزب الله وإلى جانبها اعلام حركة امل الخضراء، فيما جابت شوارعها الرئيسة مواكب تحمل صور نصرالله وبري. صور ــ وكالات



وكان لافتاً ارتفاع عدد المقيمين في الخارج الذين عادوا خصوصاً للمشاركة في الانتخابات، والذين اعتبر رئيس مركز كارنيغي للدراسات للشرق الاوسط بول سالم أن دورهم سيكون مهماً على سير العملية الانتخابية. ويقول محللون إن المعركة الانتخابية تتركز على نحو 30 مقعداً فقط، وإن الغالبية في البرلمان ستحدد بالاستناد الى عدد ضئيل جداً من المقاعد.

اما المقاعد الأخرى فمحسومة او شبه محسومة بسبب الاصطفافات الطائفية الحادة، لاسيما في المناطق ذات الغالبية السنية والغالبية الشيعية.

وتتوزع المقاعد المتنازع عليها في الدوائر ذات الغالبية المسيحية، كون المسيحيين مقسومين بين الأكثرية والمعارضة.

ومقاعد البرلمان موزعة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، يتم انتخابهم وفق النظام الاكثري البسيط. ومدة ولاية المجلس النيابي اربع سنوات.

 
معركة حامية في جونيه

تجمع عشرات الناخبين في مدينة جونيه المسيحية شمال بيروت، امام مركز للاقتراع، مؤكدين أن «المعركة حامية وكل صوت ثمين». وبعد مرور ساعة على فتح المركز في «ثانوية حارة صخر الرسمية» كان عدد الناخبين الذين انتظموا في صفوف طويلة قد بلغ مئات، في ظاهرة غير مألوفة في تاريخ الانتخابات في لبنان.

وترتدي دائرة كسروان التي تقع فيها جونيه اهمية رمزية لأن رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون، الزعيم الاكثر شعبية بين المسيحيين، مرشح فيها. لذلك تعتبر الانتخابات فيها استفتاء على الشعبية المسيحية، لاسيما في ظل اجماع المحللين على ان اصوات المسيحيين هي التي سترجح

كفة فوز قوى (14 آذار) الممثلة بالأكثرية الحالية او المعارضة. وينقسم المسيحيون بين الطرفين، علماً ان هناك اصطفافاً حاداً داخل الطائفة السنية لمصلحة تيار المستقبل برئاسة النائب سعد الحريري، ابرز اقطاب الأكثرية، وداخل الطائفة الشيعية لمصلحة حزب الله. جونيه ــ أ.ف.ب


ويشارك في مراقبة الانتخابات نحو 2200 مراقب محلي، وأكثر من 200 مراقب اجنبي، ابرزهم من الاتحاد الاوروبي ومنظمات دولية غير حكومية.

وقال الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر بعد جولة له على عدد من مراكز الاقتراع، «ليست لدينا اية مخاوف في ما يتعلق بالانتخابات نفسها، وإنما مخاوفنا تتعلق بقبول النتائج اكان ذلك خسارة او ربحاً».

وأكد مصدر امني عدم تسجيل اي حادث امني مهم. إلا ان مصادر في فرق المرشحين للانتخابات وشهود تحدثوا عن حصول تلاسن وتضارب في عدد من المناطق على خلفية الخلافات السياسية والانتخابية.

وتحدث مندوب من فريق النائب الياس سكاف (معارضة) عن حادث من هذا النوع في زحلة «تدخل الجيش بسرعة وفضه». وحصلت حوادث مماثلة في عكار وفي قضاء بعبدا. كما أمر النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا بتوقيف ثلاثة اشخاص بتهمة تزوير بطاقة هوية.

سليمان يدعو إلى خفض وتيرة الخطاب السياسي  

دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان امس، الى خفض وتيرة الخطاب السياسي، مشدداً على اهمية الحفاظ على الديمقراطية، معتبراً أنها «نعمة» يتميز بها لبنان.

وقال سليمان بعد الإدلاء بصوته في الانتخابات البرلمانية في مدرسة بعمشيت مسقط رأسه (40 كلم شمال بيروت) «ادعوهم (كل الاطراف) الى خفض وتيرة الخطاب السياسي المتشنج والانطلاق معاً الى بناء لبنان»، لأنه لن يكون «هناك رابح اذا ابقينا على التوتر الموجود حالياً».

وأعرب عن دعمه كل المرشحين، وقال «أنا اؤيد المصلحة اللبنانية العامة، وهذا ظاهر في اعمالي كافة (...) الرئيس يدعم كل المرشحين».

وأضاف «الديمقراطية نعمة يجب ان نحافظ عليها ويتميز بها لبنان في الشرق الأوسط»، مضيفاً ان «العمل الديمقراطي هو عمل مهم لننطلق الى بناء الدولة».

من جهته، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال الإدلاء بصوته في بلدته تبنين في جنوب لبنان إن الانتخابات في الجنوب تعتبر «استفتاء على خطة المقاومة». وأوضح بري «كما قلت ورددت دائماً، بالنسبة للجنوب الاقتراع هو استفتاء على خط المقاومة والوحدة الوطنية والتحرير».

كما عبر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بعد الإدلاء بصوته في صيدا، حيث هو مرشح عن احد المقعدين السنيين في المدينة عن اطمئنانه لسير العملية الانتخابية، مشيراً الى انه يجب «الانحناء» امام النتائج مهما كانت.

وأضاف السنيورة «الحكومة والقوى الأمنية عازمان على ضبط الأمور ليتمكن الناس من ممارسة حقهم، هذه ممارسة ديمقراطية يجب ان ننحني أمامها، ومهما كانت النتائج يجب ان ننحني». وتابع «الفائز يجب ان يقدر تقدير الناس له والخاسر يجب أن يحترم خيار الناس». بيروت ــ وكالات

 

 
«بعبدا» تتمحور حول التمثيل المسيحي

تتخذ مشاركة ناخبي دائرة بعبدا (شرق بيروت) الكثيفة في الانتخابات النيابية طابعاً خاصاً كونها مركز رئاسة الجمهورية وتضم الضاحية الجنوبية معقل حزب الله.

وستعكس نتائج انتخابات بعبدا بشكل فعلي التحالف بين التيار الوطني الحر وحزب الله الذي وقع في وثيقة تفاهم بينهما في 6 فبراير .2006 وفيما اتضحت صورة صوت المسلمين في هذه الدائرة يبقى الرهان الأكبر على التصويت المسيحي. ويجري التنافس في بعبدا على ستة مقاعد في البرلمان من اصل 128 مقعداً (3 موارنة 2 شيعة، ومقعد درزي) وتضم 151 الف ناخب يشكل المسيحيون 53٪ والمسلمون 46٪. ويبلغ عدد قرى وبلدات قضاء بعبدا .71

وتخوض المعركة لائحتين رئيستين: الأولى مدعومة من قوى (14 آذار) وتحمل اسم «لائحة القرار الوطني المستقل» والثانية مدعومة من (8 آذار) وتحمل اسم «لائحة التغيير والإصلاح». وهناك لائحة ثالثة لمرشحين اثنين وسطيين حملت اسم «لائحة الشراكة». بعبدا ــ أ.ف.ب

الأكثر مشاركة