71 للأكثرية و57 للمعارضة في البرلمان اللبناني الجديد
أكدت النتائج النهائية الرسمية للانتخابات النيابية في لبنان، والتي أعلنها وزير الداخلية زياد بارود أمس، فوز قوى «14 أذار» الممثلة بالأكثرية الحالية، وحصلت على 71 مقعداً، على قوى «8 أذار» (معارضة) التي فازت بـ57 مقعداً. واعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان إنجاز الانتخابات «انتصاراً»، ودعا إلى التعاون بين الفرقاء. واعتبر مراقبون أن الخاسر في الانتخابات النيابية اللبنانية التي جرت أول من أمس هو التيار الوطني الحر المعارض بزعامة ميشال عون .
وتفصيلاً، قال بارود في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الداخلية، إن قوى «14 آذار» فازت بـ 71 مقعداً، مقابل 57 مدرجة على لوائح «8 آذار». وأضاف أن المرحلة الأخيرة في العملية الانتخابية عمل المجلس الدستوري للنظر في أي طعون سياسية محتملة.
وأوضح رداً على سؤال عن خريطة البرلمان المقبل أنه «كما أن القوى السياسية ساهمت في إنجاح الانتخابات، ستكون هناك حالة تشاركية في المرحلة المقبلة». وقال «في لبنان لا أحد يخسر، نظامنا السياسي والدستوري تتحكم فيه اعتبارات معينة».
ورأى الرئيس ميشال سليمان أن إنجاز الاستحقاق الانتخابي يعتبر في حد ذاته «انتصاراً» أثبت خلاله اللبنانيون قدرتهم على «الحفاظ على النظام الديمقراطي»، ودعا إلى «التعاون بين الفرقاء» لإطلاق مسيرة الإصلاح.
واعتبر في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن «إنجاز الاستحقاق في حد ذاته انتصار برهن اللبنانيون خلاله قدرتهم على المحافظة على نظامهم الديمقراطي في المفاصل والمحطات الأساسية».
ودعا إلى «التبصر في المرحلة المقبلة وآفاقها داخلياً وخارجياً، والتعاون بين الفرقاء من أجل إطلاق مسيرة الإصلاح في الداخل، الذي شكل عنواناً عريضاً للبرامج الانتخابية للفرقاء، ومن أجل إبقاء الساحة الداخلية مستقرة». وعبر عن أمله في تجاوب الجميع وتعاونهم، خصوصاً أن لبنان أمام تحديات سياسية واقتصادية.
وعبر سليمان عن ارتياحه لحدوث الانتخابات بشفافية وروح ديمقراطية عالية في اختبار هو الأهم لمؤسسات الدولة الإدارية والأمنية والقضائية، لجهة إجرائها في يوم واحد في لبنان كله وبصورة نزيهة، كما كان متوقعاً.
وجرت الانتخابات أول من أمس، في كل الدوائر الانتخابية الـ،26 في يوم واحد للمرة الأولى في تاريخ لبنان.
وقال زعيم الأكثرية النائب سعد الحريري إن الرابح في الانتخابات هو الديمقراطية. وأضاف «ليس في هذه الانتخابات رابح وخاسر، الرابح الوحيد هو الديمقراطية والرابح الأكبر هو لبنان». واعترف بأن الطريق صعب وطويل، وتحدّث عن استمرار تهديدات المخاطر الدولية والإقليمية والمحلية لبلاده.
وعقب الإعلان عن نتائج أولية للانتخابات، طافت سيارات تحمل أعلام الأكثرية في شوارع بيروت، مرددين هتافات مؤيدة لها. وتجمع مؤيدون للأكثرية الحاكمة في الميدان الرئيس في حي الأشرفية المسيحي، حيث رقصوا في الشوارع.
وقال رئيس الهيئة التنفيذية في«القوات اللبنانية» سمير جعجع، وهو عضو في الأكثرية، إن هذا انتصار للبنان والحكومة اللبنانية والشعب اللبناني.
وأشاد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعد لقائه رئيس الجمهورية بحسن سير العملية الانتخابية، مشيراً إلى أن نتيجة الانتخابات تثبت أن «منطق الدولة هو الذي يجب أن يسود». وأضاف «إنها مرحلة شديدة الأهمية، وأعتقد أن اللبنانيين سيذكرونها في تاريخهم أنهم استطاعوا، على الرغم من كل تلك الأجواء المتشجنة، وكذلك التهويل، والتخوف الكبير الذي ساد، تحقيق انتخابات ديمقراطية وتعزيز مؤسساتنا الديمقراطية».
وأكد وزير الاتصالات جبران باسيل، صهر زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون المسيحي المعارض، أيضاً هزيمة المعارضة في الانتخابات التي وصفها بأنها ديمقراطية.
ويقول مراقبون إن الخاسر الأكبر في الانتخابات هو عون الذي تكبّد حزبه الهزيمة في ثلاث دوائر رئيسة على الأقل في المناطق المسيحية. وقالت مصادر في وزارة الداخلية إن نسبة المشاركة في الانتخابات راوحت بين 55 و65٪. وأن نسبة الإقبال على التصويت في المناطق المسيحية كانت أكبر منها في المناطق ذات الأغلبية المسلمة.
أوباما يدعو إلى الحكم بالتوافق
رحب الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس، بنتائج الانتخابات النيابية في لبنان، آملاً أن تقود هذا البلد الى الاستقلال والاستقرار، ومؤكداً ان الحكومة اللبنانية المقبلة ستحظى بدعم الولايات المتحدة. وقال أوباما في بيان إن الولايات المتحدة ستواصل دعم لبنان بلداً سيداً ومستقلاً يلتزم العمل من اجل السلام، مشدداً على ان هذا الأمر يتم باحترام قرارات مجلس الأمن الدولي المتصلة بهذا البلد. وأضاف «نأمل بصدق ان تواصل الحكومة المقبلة النهج الذي يؤدي الى بناء لبنان سيداً ومستقلاً ومستقراً» داعياً القادة الجدد الى حكم البلاد«بالتوافق واحترام حقوق الأقليات والمشاركة (في الحكم) بروح من التسامح والتسوية». وهنّأ اوباما اللبنانيين بإجراء الانتخابات في اجواء هادئة، معتبراً ان «نسبة المشاركة المرتفعة والمرشحين انفسهم، وكثيراً منهم عانى شخصياً تداعيات العنف الذي شهده لبنان، يشكلون افضل مؤشرات الى رغبة اللبنانيين في الأمن والازدهار». في سياق متصل رحبت جامعة الدول العربية والسعودية ومصر بالانتخابات، فيما رحبت فرنسا أمس بـ«حسن سير» الانتخابات التشريعية في لبنان، وبـ«حيوية الديمقراطية»فيه، ودعت إلى الحفاظ على «أجواء من الحوار» بين اللبنانيين. وذكرت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية إن الرئيس المصري حسني مبارك هنأ رئيس كتلة المستقبل اللبنانية سعد الحريري على فوز الغالبية في الانتخابات النيابية في اتصال هاتفي |