روسيا تعلم بخطط كوريا الشمالية الصاروخية

كوريا الجنوبية اعتبرت الاستعراض العسكري للشطر الشمالي ذا صلة بخطط جونغ إيل لمن يخلفه. أ.ب

كشف مصدر عسكري روسي رفيع أمس أن لدى موسكو معلومات عن خطط كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ عابر للقارات ذاتي الدفع، لكنها لا تعرف تحديداً متى سيحدث ، جاء ذلك في وقت أكدت واشنطن أنها لا تنوي غزو بيونغ يانغ.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن المصدر الذي لم تكشف الوكالة عن هويته «لدينا معلومات معينة عن طراز ومواصفات الصاروخ. لكن، ليس لدينا بيانات دقيقة عن موعد الإطلاق». وستراقب روسيا إطلاق الصاروخ، حسبما أضاف المسؤول من دون أن يوضح ما إذا كان صاروخاً بعيد المدى، أو قصير المدى.

وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية نقلت وكالة الأنباء إيتار تاس تصريحاته أنه «يجري الإعداد لإطلاق الصاروخ على ما يبدو». وأضاف «هناك مؤشرات على أن الاستعدادات جارية»، من دون أن يضيف أي تفاصيل.

وحول المشاورات في مجلس الأمن الدولي بشأن كوريا الشمالية، نقلت «إيتار تاس» عن المصدر قوله إن «مقاربة مشتركة لإصدار قرار بدأت تتجلى».

وقال دبلوماسي إن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي واليابان وكوريا الجنوبية وافقت أمس، على نص مسودة قرار للأمم المتحدة لتوسيع العقوبات ضد كوريا الشمالية بسبب التجربة النووية التي أجرتها أخيراً وبرنامجها للأسلحة النووية.

وأبلغ الدبلوماسي وكالة رويترز بشرط عدم ذكر اسمه، بأن مسودة القرار ستناقش خلال اجتماع يعقده المجلس الذي يضم 15 دولة في وقت لاحق، وأن من المتوقع التصويت عليه غداً.

وأكد المكتب الصحافي للأمم المتحدة أن اجتماع مجلس الأمن بشأن كوريا الشمالية كان مقرراً صباح أمس.

ومارست الولايات المتحدة واليابان ضغوطاً لفرض عقوبات أكثر صرامة لمعاقبة بيونغ يانغ على التجربة النووية، لكن الصين وروسيا أبدتا الحذر من استفزاز كوريا الشمالية بفرض المزيد من العقوبات.

وقال دبلوماسيان من الدول الخمس دائمة العضوية الليلة قبل الماضية إنهما يعتقدان أن الصين وافقت على مسودة القرار التي صاغتها الولايات المتحدة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، لكن روسيا أثارت مخاوف جديدة.

ولكن مع موافقة روسيا والصين وهما ايضاً عضوان دائمان في مجلس الأمن تأمل دول غربية في تصويت بتوافق الآراء لمصلحة العقوبات ما سيبعث برسالة قوية عن موقف دولي موحد.

وكانت كوريا الشمالية أغضبت قطاعاً كبيراً من المجتمع الدولي بسلسلة تجارب صاروخية أجرتها أخيراً وتجربة نووية أجرتها في 25 مايو الجاري، وتهديدها بمهاجمة كوريا الجنوبية. ورفعت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية حالة التأهب العسكري في شبه الجزيرة الكورية إلى واحد من أعلى مستوياته منذ الحرب الكورية، التي استمرت من 1950 حتى،1953 وانتهت بهدنة لا بتوقيع اتفاق للسلام.

وصرح مساعد لوزير الدفاع الكوري الجنوبي، لي سانغ هي، أمس، بأن الوزير التقى جنوده، وقال في خطاب لهم إن «استعراض القوة العسكرية للشطر الشمالي له صلة بخطط رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ إيل لمن يخلفه على رأس السلطة في تلك الدولة».

وقال محللون إن الاستعراض العسكري ربما يكون موجها بشكل أساسي للاستهلاك الداخلي، لمساعدة الزعيم كيم الذي يعتقد أنه أصيب بجلطة العام الماضي في ترتيب الخلافة في الأسرة الحاكمة الشيوعية الوحيدة في آسيا، لأصغر أبنائه جونغ أون، الذي تلقى تعليمه في سويسرا.

وقال أعضاء في البرلمان الكوري الجنوبي إنهم تلقوا معلومات من وكالة المخابرات الكورية الجنوبية تفيد بأن الرئيس الكوري الشمالي بدأ يمهد الطريق بالفعل ليخلفه ابنه جونغ اون.

من جهة أخرى، قال المبعوث الأميركي الخاص لكوريا، ستيفن بوسوورث، إن الولايات المتحدة ستفعل ما هو ضروري من أجل سلامة حلفائها، ولا تعتزم غزو كوريا الشمالية أو إسقاط حكومتها بالقوة.

وكان بوسوورث يتحدث الليلة قبل الماضية في العشاء السنوي لجمعية كوريا في نيويورك، وقال إن التجارب النووية والصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة استفزازية، وتقوض أمنها.

وأضاف إن أفعال كوريا الشمالية «تتطلب أن نوسع دراستنا لاستجابات جديدة، من بينها وضع قواتنا وتوسيع خياراتنا للردع»، لكنه رفض زعم كوريا الشمالية أنها ترد في تصرفاتها على عداوة الولايات المتحدة.

وقال «لا نية لدينا لغزو كوريا الشمالية أو تغيير نظامها بالقوة». وحث بيونغ يانغ على العودة إلى المحادثات السداسية مع واشنطن واليابان والصين وروسيا وكوريا الجنوبية.
تويتر