ملكة إسبانيا تتقشّف وتسافر بتذكرة مخفّضة

قدّمت ملكة إسبانيا، صوفيا، درساً في التقشف في خضم الأزمة الاقتصادية العالمية، عندما استقلت طائرة ريانير (زهيدة تكلفة التذاكر) إلى لندن مقابل 13 جنيهاً إسترلينياً (26 دولاراً أميركياً)، والتي زارتها لعيادة أخيها كونستانتين، ملك اليونان السابق، الذي يتعالج في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية.

وصرح متحدث باسم القصر الملكي في إسبانيا بأن «السبب لا يكمن في تكلفة السفر أو شركة الطيران، وإنما في الخيار الأفضل» للسفر إلى لندن من مدينة سانتاندر الإسبانية الشمالية، حيث إن ريانير هي الشركة الجوية الوحيدة التي تشغل خطاً مباشراً من هذه المدينة إلى لندن.

بيد أن شركة الطيران استغلت هذه المناسبة في الدعاية لنفسها، عندما أطلقت حملة إعلانات ظهرت صورة الملكة من خلالها، وهي تبتسم، وتحتها عبارة تقول «سافر مثل الملوك»، وظهر هذا الإعلان في الصحف الإسبانية الأسبوع الماضي، محتلاً نصف صفحة، ومقتبساً عبارة وردت في صحيفة، «الملكة صوفيا تستقل طيراناً منخفض التكلفة». وتعبر الشركة في إعلانها عن المناسبة، قائلة «من دواعي سرورنا أن تستقل الملكة صوفيا طيراننا الذي ينمو بوتيرة سريعة في إسبانيا». ووعدت الشركة بأنها ستمنح ما يعادل 4.400 جنيه إسترليني لأي منظمة خيرية من اختيار الملكة، كإشارة امتنان من الشركة لهذه الشخصية الملكية.

يوم الجمعة الماضي، استشاط قصر زارزويلا الملكي غضباً، حيث صرح ناطق باسمه «نحن منزعجون ومندهشون مما حدث، إذ لم يستأذن منا أحد، أو يتصل بنا للحديث في الموضوع، إنهم يستخدمون صورة الملكة بشكل غير لائق»، ويضيف « لن نكون طرفاً في هذه الدعاية، أو أي منحة تتمخض عن الاستخدام غير اللائق لصورة الملكة»، ويختتم الناطق الرسمي قوله إن «القصر يسعى إلى رفع دعوى في هذا الشأن».

وقبل نهاية هذا اليوم، اضطرت شركة ريانير للاعتذار على لسان أحد المتحدثين باسمها، «نقدم بالغ اعتذارنا إذا كان ذلك تسبب في أي أذى للملكة، إننا فقط أردنا أن نشكر الملكة على سفرها معنا».

وكانت الملكة الإسبانية البالغة 70 عاما استخدمت أولاً الخطوط الجوية الوطنية (أيبيريا) للسفر من عاصمة بلادها مدريد إلى لندن الخميس الماضي لزيارة أخيها، ثم استخدمت طيران ريانير للسفر من مطار استانيستد في لندن إلى مدينة سانتاندر السبت الماضي من أجل حضور مهرجان للقوات المسلحة مع زوجها الملك خوان كارلوس، ثم عادت إلى لندن أيضاً على متن طائرة ريانير زهيدة تكلفة السفر.

ولم تكن الملكة صوفيا الشخصية المهمة الوحيدة التي استغلتها شركة ريانير، ففي فبراير الماضي، اضطرت الشركة لدفع 60 ألف يورو تعويضاً للرئيس الفرنسي، نيكولاي ساركوزي، وزوجته، كارلا بروني، بسبب استخدام الشركة لصورهما من دون استصدار إذن رسمي بذلك. واستغلت الشركة في أحد إعلاناتها صورة رئيس الوزراء الاسباني، خوسيه لويس ثاباتيرو، في سبتمبر ،2007 وفي ذلك الإعلان يفاضل ثاباتيرو بين عرض المليوني رحلة المجانية الذي تقدمه الشركة وسياسة حكومته في منح 2.500 يورو لكل مولود جديد. وتم سحب الإعلان بعد شكوى حكومية، إلا أن الشركة اعتبرت أن الإعلان حقق الهدف منه.