مير حسين موسوي: معارض من قلب النظام

رفض المرشح للرئاسة الإيرانية، مير حسين موسوي، نتائج الانتخابات التي مني فيها بالهزيمة أمام الرئيس محمود أحمدي نجاد، وقرر اللجوء إلى المؤسسة الدستورية، للفصل في التزوير.

عاد موسوي إلى الساحة بعد 20 عاما من ابتعاده عن المشهد السياسي، وقد شغل منصب رئيس وزراء إيران، قبل أن يتم إلغاء المنصب.

عين عام ،1980 حين كان رئيسا لتحرير صحيفة «جمهوري إسلامي»، وزيراً للخارجية في حكومة محمد علي رجائي، ومن ثم عين رئيسا للوزراء في عهد رئاسة علي خامنئي لمدة ثماني سنوات.

كان موسوي (54 سنة) ضمن وجوه العقد الأول من الثورة الإسلامية، وكان يتمتع بدعم متواصل من الإمام الخميني، إذ وصل هذا الدعم خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية إلى مستوى التأكيد على إبقائه في منصب رئاسة الوزراء في الحكومة الثانية التي شكلها الرئيس الإيراني آنذاك، علي خامنئي.

واجهت استقالة موسوي في الأشهر التي تبعت نهاية الحرب ردود فعل من الخميني، إذ استأنف موسوي عمله، وبقي رئيسا للوزراء حتى انتخاب هاشمي رفسنجاني رئيسا للجمهورية في .1989

اختار الحياة على الهامش بعد حذف منصب رئاسة الوزراء من الدستور الإيراني، ولم يتول منصبا آخر سوى منصب المستشار السياسي للرئيس رفسنجاني، وهو منصب فخري، ولم يشارك حتى في اجتماعات مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي كان عضوا فيه. وفي صيف ،2004 رفض موسوي طلبات القوى الإصلاحية، ورسالة وقعها 60 أستاذا جامعيا ومديرا، تطالبه بالعودة إلى المشهد السياسي، إلا أنه قرر إنهاء عزلته والعودة إلى عالم السياسة، بعد مشاورات مع المقربين منه.

استغل الإعلام الإسرائيلي الاتهامات التي وجهها موسوي إلى الرئيس نجاد، بخصوص ما يعرف بالمحرقة اليهودية (الهولوكوست)، واعتبرتها «تأكيدا على أن موضوع نفي الهولوكوست أمر لم يرفضه أصدقاء إسرائيل فقط، بل أمسى الأمر بشكل وجد الرئيس نجاد نفسه أمام منافس له علىأمنصب رئاسة الجمهورية ممن يعتقد بأن نجاد سبّب لإيران ضررا سياسيا ودعائيا في الخارج، بسبب هذا الهجوم على قضية الهولوكوست».

لم يشارك موسوي خلال الأعوام العشرين الماضية إلا في مجمع الفنون الإيرانية، في مكتبه في المبنى التابع لرئاسة الجمهورية، وعلى الرغم من مشاركة رفاقه، مثل شريف زادكان وباقريان ومظاهري، في حكومة محمد خاتمي، بقي موسوي متبنيا لأسلوبه القائم على الابتعاد من السلطة. ويمكن اعتبار مشاركته في اجتماعات زعماء النظام حول الملف النووي الإيراني نشاطه السياسي الوحيد، لم يكتف الموسوي بالابتعاد عن الأنشطة السياسية، لكنه ابتعد أيضا عن وسائل الإعلام، وعن الأوساط العامة.

تويتر