خامنئي يأمر بتحقيق في نتائج الانتخابات الرئاسية
أمر المرشد الاعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي الجهاز المشرف على الانتخابات بدراسة شكوى المرشح المهزوم في الانتخابات الرئاسية، مير حسين موسوي، كما دعا الاتحاد الأوروبي السلطات الإيرانية إلى التحقيق في اتهامات بالتزوير، مبديا استعداده لاستئناف الحوار مع طهران بشأن برنامجها النووي، جاء ذلك في وقت تحدى موسوي وأنصاره حظرا حكوميا وتظاهروا أمس في ساحة الثورة في طهران، احتجاجا على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد لولاية رئاسية ثانية، ما أدى إلى مقتل متظاهر بالرصاص، واصيب العديد من المتظاهرين الآخرين مع انتهاء التظاهرة.
وفي التفاصيل، قتل متظاهر ايراني بالرصاص وأصيب العديد من المتظاهرين الآخرين مع انتهاء تظاهرة في طهران جمعت مئات آلاف الأشخاص احتجاجاً على اعادة انتخاب نجاد.
واندلعت مواجهات مساء أمس، في طهران بين عناصر من الشرطة ومتظاهرين، وقام عشرات الأشخاص بالفرار من المكان، وفقاً لمراسل «فرانس برس»، وقال إنه سمع إطلاق نار.
واضاف ان مواجهات وقعت بين الشرطة ومتظاهرين في محيط ساحة ازادي التي انتهت فيها التظاهرة، وان عشرات الأشخاص كانوا يفرون من المكان.
وأضرم متظاهرون النار في إطارات ومستوعبات نفايات واحترقت دراجات نارية عدة.
من جهته تقدم موسوي بطعن رسمي إلى مجلس صيانة الدستور، طالبا إلغاء نتائج الانتخابات التي أجريت يوم الجمعة الماضي، وخسرها أمام الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد، ونقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي قوله لموسوي خلال لقائهما إنه «صدر أمر لمجلس صيانة الدستور لدراسة الرسالة بدقة».
ونقلت وكالة الأنباء الطلابية (اسنا) عن متحدث باسم المجلس قوله إن الجهاز المؤلف من 12 شخصا سيلتقي اليوم مع موسوي لمناقشة شكواه. وأضاف إن «وزارة الداخلية أرسلت نتائج الانتخابات الرئاسية اليوم (أمس) لدراستها».
وأوضح المتحدث أن المجلس سيعقد اليوم الثلاثاء اجتماعا مع موسوي والمرشح محسن رضائي، للاستماع إلى آرائهما . وأفاد بأن «القرار النهائي سيصدر ضمن المهلة الزمنية التي يحددها القانون».
ودعا خامنئي موسوي إلى مواصلة احتجاجه على نتائج الانتخابات بالطرق القانونية، على ما أفاد التلفزيون الرسمي أمس. وقال مخاطبا موسوي في لقاء بينهما، أول من أمس، «يجدر بك ملاحقة المسألة بالطرق القانونية»، في إشارة إلى تقديم موسوي الأحد طعنا رسميا إلى مجلس صيانة الدستور، طالبا إلغاء نتائج الانتخابات.
ووجه المرشد الأعلى إلى موسوي تحذيرا مبطنا من الحض على مواصلة التظاهرات التي تلت إعلان فوز نجاد.
وقال التلفزيون إن خامنئي «شدد على ضرورة الحفاظ على الهدوء وضبط النفس»، في إشارة إلى المتظاهرين. وقال خامنئي لموسوي «أنت مختلف عن هؤلاء الأشخاص (الذين يتظاهرون)، ويجدر بك تسوية هذه المسألة بهدوء وضبط النفس».
ومع ذلك، تجمع مئات الآلاف من مناصري موسوي في ساحة الثورة في طهران أمس، احتجاجا على إعادة انتخاب نجاد لولاية رئاسية ثانية، على الرغم من حظر الشرطة لذلك، وتضاعف حجم الحشد بسرعة، فيما توجه بعضهم إلى ساحة أزادي التي تبعد كيلومترات عن وسط العاصمة.
وانضم المزيد من المتظاهرين إلى الحشد، وافدين من الشوارع المحاذية مع تقدم المسيرة. وهتف المتظاهرون «الموت للدكتاتور»، في إشارة إلى أحمدي نجاد وكذلك «الإيرانيون يفضلون الموت على الإهانة» و«موسوي، نحن معك».
ومنعت وزارة الداخلية تنظيم التظاهرة التي بدأت بدعوة من موسوي، غير أن شرطة مكافحة الشغب الموجودة في الساحة لم تتخذ أي إجراء. وعندما التقى الحشد بآليات للشرطة، ارتفعت حدة الهتافات.
وضم الحشد شبابا عديدين من رجال ونساء، وكذلك أفراد أكبر سنا، وألقى عدد كبير من المتظاهرين وشاحا أخضر على ظهرهم، بلون حملة موسوي الانتخابية، كتب عليه «أين صوتي؟».
وتشكل جادة أزادي أحد أهم محاور العاصمة، وكانت أحد المواقع الرئيسة التي شهدت التظاهرات ضد الشاه في أثناء الثورة الإسلامية التي أدت إلى إطاحة نظامه عام .1979
وأفادت الأنباء بأن موسوي وكروبي كانا موجودين في سيارة بين المتظاهرين. وكانت عناصر أمن باللباس المدني يواكبون السيارة الرباعية الدفع البيضاء التي كانت تتقدم على وقع سير التظاهرة، وفيها موسوي وكروبي، ولم يكن كروبي يرتدي لباس رجال الدين.
وقال موسوي في كلمة أمام أنصاره إنه مستعد للمشاركة في انتخابات جديدة، وأضاف إن «صوت الناس أكثر أهمية من موسوي أو أي شخص اخر».
وأفاد رضا خاتمي، شقيق الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، بأن شقيقه سيواصل معارضة إعادة نجاد حتى تنظيم اقتراع جديد. وقال رضا خاتمي إن الرئيس الإصلاحي السابق انضم إلى تظاهرة ساحة الثورة، تأييدا لموسوي.
وكان موسوي تراجع عن دعوته إلى التظاهر بعدما رفضت وزارة الداخلية السماح بالتظاهرة، لكنه عاد بعد ذلك وأعلن أنه سيشارك فيها للدعوة إلى الهدوء.
في غضون ذلك، دعا الاتحاد الأوروبي السلطات الإيرانية إلى التحقيق في الاتهامات بتزوير الانتخابات الرئاسية، والامتناع عن أي أعمال عنف ضد المتظاهرين، مبديا استعداده لاستئناف الحوار مع طهران بشأن برنامجها النووي.
وأعربت المفوضة الأوروبية المكلفة الشؤون الخارجية، بنيتا فيريرو فالدنر، «عن الأمل في أن تدرس السلطات الإيرانية الشكاوى كافة، حول المخالفات، وأظن أن ذلك أقل ما يمكن أن يقال». وأضافت « أكن احتراما كبيرا للمواطنين الإيرانيين الذين عبروا عن استيائهم، وتظاهروا سلميا، وآمل أن تمتنع قوات الأمن عن استخدام العنف».
وشدد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير على «ضرورة القيام بالتحقيقات التي تطالب بها المعارضة». وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند لدى وصوله إلى اجتماع نظرائه الأوروبيين في لوكسمبورغ أن «شكوكا جدية جدا أثيرت حول حرية وإنصاف عملية فرز الأصوات التي تثير قلقا حقيقيا، وسنتابع الوضع عن كثب لجمع أكبر قدر من المعطيات».
وأعرب الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا عن «القلق من الصور الأخيرة التي رأيتها، والأخبار الواردة من طهران، وأملي أن يتم احترام إرادة الشعب». وأضاف سولانا الذي يقود المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي باسم الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) «على كل حال، سنواصل التزامنا تجاه الشعب والقادة الإيرانيين».
أرجأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى يوم غد زيارة كانت مقررة أمس إلى ايكاترينبورغ (الأورال) في روسيا للمشاركة بقمة منظمة تعاون شنغهاي، كما علم من الوفد الإيراني. وتوقع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف لقاء نظيره الإيراني في ختام اقتراع رئاسي مثير للجدل، قبل افتتاح القمة، كما أوضحت من قبل أوساط مدفيديف
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news