باكستان تحذّر من وصول «طالبان» إلى الهند والخليج
دعت باكستان إلى إرسال مزيد من المساعدات الدولية لمواجهة مسلحي حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة»، محذرة من أنه إذا لم يحدث ذلك، فإن «طالبان» ستنتشر حتى تصل إلى الهند ومنطقة الخليج، جاء ذلك في وقت واصلت القوات الباكستانية قصف معاقل المسلحين، بعد هجوم على المناطق القبلية.
وتفصيلا، دعا وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، في مقابلة مع صحيفة فايننشيال تايمز قبل يومين من أول قمة بين الاتحاد الأوروبي وباكستان في بروكسل، إلى تقديم 5.2 مليارات دولار تخصص فقط لمساعدات الإغاثة وإعادة الإعمار في المناطق الشمالية الغربية في باكستان، حيث تخوض القوات الحكومية قتالا عنيفا ضد مسلحي «طالبان» منذ آخر إبريل الماضي.
وقال قريشي إن «للمسلحين الإسلاميين أجندة عالمية، ولديهم أجندة إقليمية، ولا يقتصر عملهم على باكستان، ويتوجهون إلى الخليج أو الهند، يمكن أن يذهبوا إلى أي مكان». وأضاف إن «هناك اهتماما مشتركا، ويجب أن يكون هناك إدراك مشترك أن هذه ليست مشكلة باكستان، إنها مشكلة أكبر».
ودعا قرشي المجتمع الدولي إلى مساعدة إسلام آباد على تحسين قدراتها لمكافحة الإرهاب، والعمل على استقرار الاقتصاد المتعثر للدولة النووية. وحذر من أنه إذا تم تحويل مزيد من أموال الدولة لمساعدة مليوني شخص شردهم القتال في المناطق الشمالية الغربية، فإن اقتصاد باكستان وجهودها لمقاتلة «طالبان» ستتضرر. وأوضح أن ذلك «سيؤدى إلى تباطؤ انتعاشنا الاقتصادي، وسيعيق قدرتنا على مكافحة التشدد، ومن الواضح أن مستويات الفقر سترتفع، وهذا سيساعد المتشددين».
وتأتي تصريحات قرشي، بينما توسع باكستان هجومها ضد حركة «طالبان» في المناطق الشمالية الغربية، لتصل إلى المناطق القبلية التي يغيب عنها القانون المحاذية لأفغانستان، حيث تقول الولايات المتحدة إن المسلحين يخططون لشن هجمات على أهداف غربية.
وقصفت القوات الباكستانية معاقل المسلحين في المناطق القبلية أمس، بعد أن توعدت بشن هجوم شامل على أحد قادة «طالبان» في المنطقة، حيث قتل 44 مسلحا مشتبه فيهم بالهجوم. وفي وقت متأخر الليلة قبل الماضية، أعلنت عن فتح جبهة ثانية «شاملة» على طول المنطقة الجبلية الوعرة، وذكر مسؤول أمني في بيشاور، العاصمة الإقليمية للولاية الحدودية الشمالية الغربية، أن «الغارات الجوية وقصف المقاتلات أدى إلى مقتل 29 مسلحا وإصابة 25 آخرين في بلدة سافي في منطقة موهماند القبلية».
وواصلت قوات الأمن هجومها في موهماند، فيما تعرضت منطقة باجور لهجمات مماثلة. وأضاف المسؤول من مدينة خار في باجور إن «ثمانية مسلحين، منهم قائدهم، قتلوا، فيما جرى تدمير مدرسة دينية ومخبأ كان يستخدمهما المسلحون». وأعلن حاكم الولاية الحدودية الشمالية الغربية عويس أحمد غاني أن الهجوم أخذ يتوسع ليصل إلى مناطق القبائل، متعهدا بتعقب زعيم «طالبان» الذي يخشى جانبه بيعة الله محسود. وقال إن «الحكومة شنت عملية شاملة في المناطق القبلية، بما فيها وزيرستان». وأضاف « أمرنا أجهزة تطبيق القانون كافة بالبدء في عملية شاملة ضد بيعة الله محسود وأتباعه». وأوضح أن «هؤلاء هم الاشخاص المسؤولون عن اعمال القصف والارهاب وقتل الابرياء كافة».