موسوي يتحدث لمناصريه في طهران. أ.ف.ب

موسوي استفاد من خبرة انقلابات إيران السياسية

يرى مراقبون متعاطفون مع الرئيس الإيراني المنتخب محمود أحمدي نجاد أنه يتمتع بالدعم القوي في المناطق القروية والمدن الصغيرة. وإضافة إلى ذلك، فإن قاعدة نجاد الانتخابية أكثر نشاطاً سياسياً وهي ملهمة بصورة إيجابية بقراراته وتحركاته، في حين أن أنصار المنافس الرئيس مير حسين موسوي، غير ملهمين بصورة إيجابية بمرشحهم، وإنما يندفعون في موقفهم من الكره لأحمدي نجاد.

وبغض النظر إذا كانت الانتخابات قد سرقت أم لا، فإن هذه النتيجة هي الجانب الرسمي لإيران الذي قررت أن تقدمه للعالم. ولكن السياسي الإيراني السابق إبراهيم زاده الذي أصبح الآن رئيس حركة الحرية وصف الانتخابات بأنها انقلاب.

وفي واقع الأمر هناك انقلابات عديدة وقعت في إيران، بعد ثورتها الإسلامية 1979 وإطاحة الشاه رضا بهلوي، مثل الذي الذي حدث في عام1981 ، حيث تمت إدانة أول رئيس لإيران بعد الثورة أبو الحسن بني الصدر من البرلمان بتحريض من الخميني، وكذلك انقلاب آخر على صادق قطب زاده وزير الخارجية عام1982 ،  ومستشار الخميني في أثناء منفاه.

وانقلاب على آية الله العظمى منتظري الذي كان يعتبر خليفة الخميني. وإضافة إلى ذلك، حدثت موجة كبيرة من الإعدامات السياسية في إيران، بعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية، وكان منتظري من أشد المنتقدين لهذه الإعدامات الجماعية. والأسوأ من ذلك كله أن منتظري أرسل رسالة إلى إذاعة «بي بي سي» ينتقد فيها الإعدامات الجماعية في1989 ، كما أنه انتقد فتوى الخميني بقتل الروائي سلمان رشدي. ومع نهاية ،1989 كان الخميني قد شعر بالضجر من منتظري، فأعلن أنه استقال، وتم ترفيع علي خامينئي إلى درجة آية الله، وتحول بعد وفاة الخميني إلى القائد الأعلى للثورة الإيرانية.

ومن الواضح أن موسوي كان قد استفاد من الانقلابات، الأمر الذي يساعده على استيعاب ما يحدث له، ويساعده على رؤية الكارثة الواقعة حالياً.

وتظهر هذه الانتخابات لأي مراقب سياسي أنه بغض النظر عن مدى افتقارها للديمقراطية، فإن المؤسسة الحاكمة في إيران لاتزال قادرة على إثارة الأمل لدى الشعب بإمكانية إحداث تغيير، وإنها لاتزال قادرة على خداع الشعب، ودفعه إلى القيام بأشياء لا تسمن ولا تغني من جوع.

وتكون النتيجة في النهاية الحصول على صفعة في الوجه. وبناء عليه، فإن الشعب الإيراني مستعد لوضع آماله السياسية في حركات أكثر فعالية في المستقبل.

ولابد من القول إن خيبة الأمل التي مني بها الشعب الإيراني في الانتخابات لا يمكن تخيلها، وهي أكثر حدة بكثير مما كان متوقعاً، وهي تحدث في كل انتخابات. ولهذا، فإن موسوي، وهو من رجال النظام مثل آخرين غيره، وأنصاره مستعدون للذهاب إلى أبعد مدى ممكن إزاء الإهانة التي تعرض لها خيارهم الانتخابي، ضمن نظام معاد للانتخابات الديمقراطية.

وقد أجبر الشعب الإيراني على الاعتراف، وبمرارة، بأنه لا يستطيع أن يدعو هذا النظام الديني الذي يحكمه أكثر من أنه ديكتاتورية مطلقة.

وبالنظر إلى أن الإيرانيين شعروا ببعض الانفتاح في المناخ السياسي خلال أسابيع الحملة الانتخابية، وأنهم شاركوا في أكثر من حشد سياسي في الشوارع، وفي الساحات، كانوا يظنون بأن أصواتهم هي التي ستقرر النتيجة، وأنهم يستطيعون فرض بعض التغيير.

ولكن، عندما تتحطم آمالهم خلال ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع، وبهذه الصورة الصارخة، وكلطمة في الوجه، فلابد أن هذه ستكون خيبة أمل كبيرة يصعب تحملها. وبناء عليه، ليس من المستغرب أن نشاهد هذه الاحتجاجات العارمة في الشوارع.

وفي الحقيقة، فإن الطريقة التي ستعامل فيها الحكومة هذه الاحتجاجات في أعقاب هذه الانتخابات تشكل قلقاً كبيراً لعدد كبير من الناس، خلال الأيام المقبلة.

وفي الوقت الحاضر، تحدثت المؤسسة الإيرانية بلا مواربة عن استمرارية رئاسة أحمدي نجاد.

وبناء عليه، يجب أن نرحب بأربع سنوات أخرى من العقوبات، والحديث عن المزيد من العقوبات، وعن أربع سنوات أخرى نرى فيها علاقات مع هوغو شافيز وتطبيقا للاشتراكية البوليفارية، وأربع سنوات من الوعود الفارغة للفقراء، وأربع سنوات أخرى من التهديدات الفارغة والكاذبة التي دأب على نشرها الإسرائيليون والمحافظون الجدد، والمتعلقة بالتهديد النووي الإيراني.

#رضا فيوزات 

الأكثر مشاركة