أميركي يتقمّص دور امرأة «تصادق» ابن كاسترو على الإنترنت
نجح الأميركي لويس دومينيغيز من ميامي في تحقيق ما عجز عنه عملاء المخابرات الأميركية، بسجائرهم المتفجرة، وألبسة الغوص المملوءة بالفطريات، وآلات التجسس الأخرى، عندما تمكن من اختراق الطوق الأمني المفروض حول الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو وعائلته، وادعى الرجل أنه صحافية رياضية كولومبية في ال27 من العمر، اسمها كلوديا، وعندها تمتع بثمانية أشهر من الرومانسية عبر الإنترنت مع ابن فيدل كاسترو، وهو أنطونيو كاسترو سوتو ديل فالي.
وقالت رسالة كان أنطونيو أرسلها إلى كلوديا في أثناء رحلة دبلوماسية قام بها مع عمه راؤول إلى روسيا «احزري أين أنا الآن؟ لدي رغبة في أن أقبلك».
و نشرت الرسائل الغزلية على الملأ في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، في محطة تلفزيون «أميركا تي في» الموجودة في فلوريدا. وقال دومينيغيز المولود في كوبا إن حيلته صممها «لتحطيم أسطورة الأمن الصارم» المفروضة على عائلة كاسترو. وخلال 20 محادثة عبر الإنترنت، قدم أنطونيو معلومات عن بيته ورقم هاتفه وعنوانه في هافانا إلى كلوديا التي وصفت نفسها بأنها نحيفة وشقراء . وقال لها إنه لا يتمتع بحرس شخصي في أثناء تحركه، وأخبرها أنه ينوي القيام برحلة إلى المكسيك.
ولم يتم التحدث عن أية أسرار حكومية في أثناء الأحاديث الغرامية، لكن محتويات الرسائل تدمر صورة الحكم في كوبا،وتكشف عن أن ابن كاسترو (أمه داليا سوتو ديل فالي أميركية كانت تتودد إلى كاستروفي بداية الستينات، وبعد ذلك تزوجته في 1980) كان زير نساء، وله اهتمام بارتداء الملابس من العلامات العالمية، إضافة إلى اهتمامه بالأجهزة الإلكترونية الغالية الثمن.
والمعروف أن الشعب الفقير في كوبا لا يستطيع الوصول إلى شبكة الإنترنت، كما أنهم محرومون من مقاهي الإنترنت المخصصة للسياح فقط، لكن أنطونيو كاسترو، وهو طبيب وجراح عظام في الثلاثينات من عمره، يملك جهاز كمبيوتر، وهاتفاً نقالاً «بلاكبيري» استخدمه لإرسال صور إلى كلوديا عن ألعاب بكين الأولمبية.
ويبدو أن ولع نجل كاسترو بالتقنيات الغربية هي السبب وراء هذه الفضيحة.
وتمكن دومينيغيز الذي يعمل في شركة أمنية متخصصة في مراقبة القوات المسلحة الكوبية، من إجراء الحيلة، بعدما حصل على عنوان البريد الإلكتروني لابن كاسترو.
وكانت المحطة الفضائية التي نشرت الخبر قد حصلت على إذن الاطلاع على ملفات كمبيوتر، كان دومينيغيز قد خزن فيها الرسائل التي تلقاها من ابن كاسترو. وكانت مدة بعض الرسائل دقائق، وأطولها استمرت خمس ساعات، وبدت اللهجة فيها أكثر مودة.
ولطالما كانت حياة أنطونيو الرومانسية تسبب الإحراج لوالده. وفي ،2002 بثت محطة تلفزيونية من فلوريدا مسلسلاً يدعى «الحياة السرية لفيدل كاسترو»، يستند إلى تصوير فيديو منزلي، سرقته إحدى صديقات ابنه، وهي داشيل تورالبا.
وقال دومينيغيز للصحافيين إن فكرة حيلته جاءت من رحلة قام بها إلى قرطاجة في كولومبيا، لحضور بطولة دولية للبيسبول. وأضاف «كان أنطونيو في البطولة بصفته طبيبا للفريق الكوبي، وكان يبدو مثل نجم سينمائي، حيث أراد الجميع أن يلتقط صورة معه، خصوصا الحسناوات.ومن هنا، خطرت لي فكرة التقرب منه عن طريق التظاهر بأني امرأة»
وابتكر دومينيغيز كلوديا التي تشارك الكوبيين اهتمامهم بالبيسبول وكرة القدم والتقنيات الحديثة. وفي الصيف الماضي أرسلت كلوديا رسالة إلكترونية إلى ابن كاسترو، أبلغته فيها أنها التقت معه في قرطاجة. وبعد ذلك أصبحا صديقين، وبدأت محاداثتهما عبر «التشات» في أكتوبر الماضي.
وحصل أنطونيو على صورة مزورة لكلوديا، لكنه لم يحصل على صورة حية لحبيبته، لأنها تذرعت بأن الكمبيوتر الذي تستخدمه فيه أعطال، وبعدما اكتشف ابن كاسترو أنه تعرض للخداع، قام بتغيير عنوان بريده الإلكتروني، وتوقف عن الحديث في مكالمات دولية في الهاتف الذي أعطى رقمه إلى كلوديا.