خامنئي: لا تــزوير.. والشعـب اخــتار رئيسه
استبعد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي أمس حدوث تزوير في الانتخابات الرئاسية التي جرت في بلاده في 12 الشهر الجاري، وأكد إنه لن يرضخ للشارع، وإن «الشعب اختار من يريد» لرئاسته، ودعا إلى وقف التظاهرات الرافضة للنتائج، واتهم من اعتبرهم أعداء إيران بالتشكيك فيها، وحذر المعارضة من تحمل مسؤولية أي أعمال عنف قد تحصل. وفيما استدعت لندن السفير الإيراني احتجاجاً، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي باريس السلطات الإيرانية إلى عدم ارتكاب «ما لا يمكن إصلاحه»، بعد رفضها الترخيص لمظاهرة اليوم، على الرغم من مطالبة الزعماء الأوروبيين طهران بالسماح بالتظاهرات السلمية.
وقال خامنئي أمس أمام الآلاف في خطبة صلاة الجمعة التي أمها، في خطوة نادرة في جامعة طهران، إن «النزال الدائر في الشارع خطأ، وأريده أن ينتهي»، مشددا على أنه لن يرضخ للشارع. وحذر من أنه «إذا اختار بعضهم طريقا آخر غير المشاركة في الاحتفال بالانتخاب»، فسيتدخل عندها للتنديد بهم أمام الشعب الذي دعاه إلى التزام الهدوء والطمأنينة.
وحذر خامنئي الذي يعتبر رأس السلطة في الجمهورية الايرانية أنصار المرشحين الثلاثة الذين خسروا الانتخابات الرئاسية، وطعنوا في نزاهتها، من «التطرف» الذي يقود إلى العنف، مؤكدا أن المعارضة ستتحمل مسؤولية أي أعمال عنف قد تحصل. وقال «على المسؤولين السياسيين الذين لديهم نفوذ على الشعب أن ينتبهوا جيدا إلى سلوكهم، لأنهم إذا تصرفوا بشكل متطرف، فسيبلغ هذا التطرف حد اللاعودة (...)، وسيكونون مسؤولين عن إراقة الدماء والعنف والفوضى».
ورفض المرشد الأعلى مزاعم المرشحين الخاسرين بحصول عمليات تزوير في الانتخابات، سمحت بفوز الرئيس محمود أحمدي نجاد، مؤكدا أن «الرئيس انتخب بـ24 مليون صوت»، وهي الأرقام التي جاءت في النتائج الرسمية وطعن بصحتها الخاسرون. وقال « آليات النظام في بلدنا لا تسمح بحصول غش بفارق 11 مليون صوت»، في إشارة إلى الفارق في الأصوات بين أحمدي نجاد ومير حسين موسوي المرشح المحافظ المعتدل الذي حل ثانيا، متسائلا «كيف يمكن الغش بفارق 11 مليون صوت؟».
واعتبر المرشد الأعلى أن الانتخابات أظهرت ثقة الشعب الإيراني في النظام الإسلامي، مستشهدا بنسبة المشاركة الاستثنائية فيها التي بلغت .58٪، وقدم دعمه لأحمدي نجاد، مؤكدا إن« آراء الرئيس أقرب إلى آرائي» من آراء الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني الذي دعم موسوي خلال الحملة الانتخابية. وأضاف «أرى بعض الرجال أكثر كفاءة من غيرهم لخدمة البلد، ولكن الشعب قال كلمته».
وشدد على أنه لم يتدخل خلال الحملة الانتخابية لمصلحة أحمدي نجاد، وقال «ما كنت أريده لم يقل للشعب». وفي النهاية، ندد خامنئي بشدة بموقف الدول الغربية من الانتخابات في بلاده. وقال «بعد احتجاجات الشوارع، بدأت قوى أجنبية التدخل في شؤون الدولة في إيران، بالتشكيك في نتائج الانتخابات، إنهم لا يعرفون الأمة الإيرانية، وأنا أدين بشدة مثل هذا التدخل، وفي مقدمهم الحكومة البريطانية».
واتهمت وزارة الأمن الإيرانية جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد بالوقوف وراء شبكات إرهابية كانت تسعي إلى وضع عبوات ناسفة، وإثارة القلاقل وأعمال العنف في عدد من المناطق الإيرانية خلال الانتخابات.
وفي لندن، استدعت وزارة الخارجية البريطانية أمس السفير الإيراني رسول موحديان للاحتجاج على الاتهامات التي وجهها خامنئي إلى بريطانيا في خطبة الجمعةأمس.
ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي القادة الإيرانيين إلى عدم ارتكاب « ما لا يمكن إصلاحه»، وذلك بعد خطبة خامنئي الذي طالب بوقفها. وطالب قادة الاتحاد الأوروبي إيران بالسماح بالتظاهرات السلمية الرافضة لنتائج الانتخابات الرئاسية.
وعلى صلة، أعلن محافظ طهران مرتضى تامادون أن تظاهرة أنصار موسوي اليوم في طهران لم يرخص لها، كما نقلت عنه وكالة أنباء الطلبة الإيرانية.
جدل في أميركا حول الرد على الأحداث
وأعرب منافسه في الانتخابات الرئاسية جون ماكين عن الأسف لتعليقات الرئيس «المحتشمة»، واتهمه بالتخلي عن المبادئ الأساسية للولايات المتحدة.
ورد الرجل الثاني في الأقلية الجمهورية في مجلس النواب إريك كنتور أن «على أميركا مسؤولية أخلاقية في الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم وإدانة الانتهاكات التي تحصل في إيران».
وجدد الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، تأكيد موقف أوباما، وقال إن «الرئيس يعتقد أنه اعتمد اللهجة الصحيحة»، نافيا في الوقت نفسه وجود اختلافات في الرئاسة الأميركية.
وقال مسؤول فرنسي لوكالة فرانس برس، طالباً عدم الكشف عن اسمه، «ليست مثل هذه التظاهرات هي التي يمكن أن تؤثر» على قادة إيران في هذا الصدد، مضيفا إن الأمر يتطلب زعزعة حقيقية للاستقرار الداخلي.
وقال الباحث برونو ترتريه في صندوق الأبحاث الاستراتيجية إن موقفي الرئيس محمود أحمدي نجاد ومنافسه الرئيس مير حسين موسوي متطابقان بشأن الملف النووي الذي رسم حدوده المرشد الأعلى للجمهوية آية الله خامنئي، فالحصول على الطاقة النووية مطلب شعبي جدا في إيران، وليس ضمن مطالب المعارضين لأحمدي نجاد.
واعتبر المسؤول الفرنسي أنه للحصول على السلاح النووي، يتعين على الإيرانيين جمع ضعفي أو ثلاثة أضعاف هذه الكمية من اليورانيوم الضعيف التخصيب، وهم حاليا يواصلون الإنتاج، والسؤال الآن هو متى يمكنهم الوصول إلى هذا الحجم؟ ويرى الخبراء أن الأزمة الإيرانية الحالية لن تؤدي إلى حلحلة الملف النووي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news