المعارضة الإيرانية تتحدّى خامنئي.. والشرطة تفرّق متظاهرين بالقوة

الشرطة منعت متظاهرين من الوصول إلى ساحة «انقلاب». رويترز

استخدمت الشرطة الإيرانية أمس الهراوات والغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق آلاف المتظاهرين الذين لم يستجيبوا لتحذيرات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، وحاولوا الوصول إلى ساحة انقلاب، حيث حظرت السلطات قيام تظاهرة للمعارضة، وهددت بأنها «ستتعامل بحزم مع أية حركة احتجاجية على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد»، جاء ذلك في وقت قرر مجلس صيانة الدستور في إيران إعادة فرز عينة عشوائية تمثل 10٪ من أصوات الناخبين.

وفي التفاصيل، قال شهود عيان إن الشرطة انهالت بالضرب على المتظاهرين، وأطلقت باتجاههم الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم. وأفاد أحد الشهود أن «ما بين 1000 و2000 متظاهر موجودون حالياً أمام جامعة طهران، والشرطة تستخدم خراطيم المياه لتفريقهم».

وذكر شاهد آخر أن «شرطة مكافحة الشغب تمنع الناس من الوصول» إلى ساحة انقلاب، و«تطوقهم على الأرصفة وتنهال عليهم بالضرب».

وقال شاهد ثالث إن عناصر من ميليشيا الباسيج انتشروا في محيط الساحة التي دعت المعارضة إلى التظاهر فيها، احتجاجاً على إعادة انتخاب نجاد. وأفاد شاهد آخر بأن آلاف المتظاهرين تجمعوا قرب ساحة أزادي التي تبعد نحو أربعة كيلومترات عن ساحة انقلاب، مؤكداً حصول صدامات بينهم وبين الشرطة. وقال شاهد إن متظاهرين موالين للرئيس نجاد تجمعوا أيضا أمام الجامعة، رافعين لافتات كتب عليها «هل نيات هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) سليمة؟» و«كيف تجرؤون على مخالفة القوانين؟». ومنعت السلطات الإيرانية وسائل الإعلام الأجنبية من تغطية التظاهرات غير المرخص لها، وكل الأنشطة غير الواردة في «برنامج» وزارة الثقافة.

 هجوم انتحاري في ضريح الخميني
أعلن نائب قائد الشرطة الإيرانية حسين ساجدينيا أن «إرهابياً» فجّر نفسه أمس، في ضريح الإمام الخميني في طهران، ما أسفر عن جرح أحد زواره، فضلاً عن مقتل الانتحاري، بحسب ما ذكرت وكالتا «فارس» و«مهر» للأنباء. وقال ساجدينيا «فجّر إرهابي حزامه الناسف في ضريح الإمام الخميني»، مشيراً إلى أن «المهاجم قُتل، وأصيب أحد زوار الضريح بجروح». طهران ــ وكالات
وفي وقت سابق، أعلنت جمعية العلماء المجاهدين (روحانيون مبارز) التي تقدمت بطلب ترخيص لهذه التظاهرة، إلغاءها أمس. وقالت في بيان نشره التلفزيون على موقعه الإلكتروني إنه «تم التقدم بطلب ترخيص لإجراء تظاهرة، ولكن، بما أنه لم يتم الترخيص لها لن تكون هناك تظاهرة».

وكانت الشرطة قالت إنها ستتعامل بحزم مع أي مسيرات غير قانونية، مؤكدة أنها لم تعط أي تراخيص لتنظيم تظاهرات. ونقلت وكالة فارس للأنباء عن نائب قائد الشرطة الإيرانية أحمد رضا رادان تأكيده أن «كل احتجاجات الأسبوع الماضي لم تكن قانونية، وبدءاً من اليوم (أمس)، فإن أي تجمعات تنتقد الانتخابات ستكون غير شرعية».

وحذر رادان المرشح الإصلاحي موسوي من أنه في حال خروج متظاهرين إلى الشوارع، فإن قادتهم سيعتقلون، في حين قالت وزارة الداخلية إن موسوي سيتحمل تبعات أي تجمعات غير شرعية. واتهمت الوزارة موسوي بدعم الاحتجاجات التي أدت إلى تقويض الأمن والنظام العام.

ودعا أمين مجلس الأمن القومي التابع لوزارة الداخلية، عباس محتج، موسوي إلى عدم «الدعوة لتظاهرات غير شرعية وعدم دعمها». وقال «بدلاً من اتهام قوات الأمن أو القوات العسكرية، ننتظر منكم أن تتفادوا الدعوة إلى تظاهرات غير شرعية وعدم دعمها».

وكان خامنئي حذّر في خطبة صلاة أول من امس من إمكانية أن يستغل أحد التظاهرات الاحتجاجية على إعادة انتخاب نجاد، لتنفيذ عمل أرهابي.

من جهة أخرى، أعلن الموقع الإلكتروني للتلفزيون الإيراني الرسمي أمس أن مجلس صيانة الدستور أبدى استعداده أمس لإعادة فرز 10٪ من صناديق الاقتراع، يتم اختيارها عشوائياً في الانتخابات الرئاسية التي يطعن بنتائجها المرشحون الخاسرون، مير حسين موسوي ومهدي كروبي ومحسن رضائي. ونقل الموقع عن المتحدث باسم المجلس عباس علي كدخدائي قوله إن «مجلس صيانة الدستور مستعد لإعادة جمع 10٪ من صناديق الاقتراع، يتم اختيارها عشوائياً بحضور ممثلين عن المرشحين»، وذكر أن المجلس سيصدر قراره النهائي في موعد أقصاه الأربعاء المقبل. وأضاف أن موسوي وكروبي اللذين لم يحضرا إلى مجلس صيانة الدستور أمس، مازال في وسعهما مناقشة الأمر مع المجلس حتى يوم الأربعاء، في حين ناقش رضائي مع المجلس الشكاوى المقدمة من قبله. وكان المرشحون الثلاثة الخاسرون في الانتخابات الرئاسية قدموا طعوناً في الانتخابات الرئاسية، أوردوا فيها 646 مخالفة. وعلى صعيد متصل، دعت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) الحكومة الإيرانية إلى إنهاء «الحملة الصارمة» ضد نشاط المعارضة.

أوباما يدعم المحتجّين
حذّر الرئيس الأميركي باراك أوباما السلطات الإيرانية من أن «العالم يراقب» تصرف إيران خلال الأزمة، مؤكداً وقوف الأميركيين «إلى جانب الذين يطالبون بالعدالة سلمياً».

وقال إن الطريقة التي سيعالج بها القادة الإيرانيون «الناس الذين يحاولون إسماع أصواتهم بالوسائل السلمية، سيعطي، على ما أظن، المجتمع الدولي فكرة حول ما قد تكون ايران».

وأعرب عن «القلق العميق»، بعد الخطاب الذي ألقاه المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي أول من أمس، وطالب فيه بوضع حد للاحتجاجات على الانتخابات. ونقلت محطة (سي بي إس نيوز) عن أوباما قوله «أنا قلق للغاية، بسبب بعض من مضمون ونبرة التصريحات التي تم الإدلاء بها، ويتعين على إيران أن تدرك أن العالم يراقب الموقف».
واشنطن ــ وكالات



من جهته، جدد موسوي دعوته في رسالة نشرت على موقع حملته الانتخابية على الانترنت، السلطات إلى إلغاء الانتخابات بسبب ما شابها من «مخالفات». وكتب موسوي في رسالة إلى مجلس صيانة الدستور «إن كل المخالفات التي احصيناها، وتضاف إليها المخالفات الأخرى التي ذكرتها في رسائلي السابقة، كافية لإلغاء الانتخابات». وتشكّل دعوة موسوي هذه تحدياً جديداً لخامنئي الذي صادق مجدداً على إعادة انتخاب نجاد.

 

 

 

 

 لندن: لن نسمح بتأجيج صراع مع طهران 
قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمس إنه لن يسمح للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بتحويل التظاهرات الجارية في إيران احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية إلى «صراع» بين البلدين.

وكتب في صحيفة «ذي صن» إن «المتظاهرين في شوارع طهران برهنوا على نبل». وأضاف إن خامنئي «حاول تحميل الغرب مسؤولية الاضطرابات. لكننا، لن نسمح لأحد بتحويل ما يجري في شوارع طهران إلى نزاع بين بريطانيا وإيران».

وتابع الوزير البريطاني «رسالتي إلى الشعب الإيراني بسيطة: تقرير مصير بلدكم يعود اليكم»، وكتب «لكننا، نريد أن نعرف ما إذا كانت إيران مستعدة للعمل معنا، لإعادة الثقة في نواياها النووية، ونريد أن نعرف ما إذا كانت مستعدة للعمل من أجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين».

وأضاف «لن نتدخل في شؤونهم، لكننا نسعى إلى احترام الحقوق الإنسانية الأساسية . وما يحدث في إيران سيحله الإيرانيون، لكنه يهم العالم».
لندن ــ أ.ف.ب

تويتر