الضربات الحساسة بالعراق وأفغانستان تتقرّر في فلوريدا
تملك القوات الأميركية المنتشرة في العراق وأفغانستان مراكز قيادة بالتأكيد، لكن، إذا كانت الضربة الجوية الأميركية يمكن أن تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين، فإن القرار يتخذ في تامبا (فلوريدا)، حيث مقر القيادة الوسطى.
ولدى الوحدات الأميركية في كابول وبغداد مراكز قيادة ومراكز عملياتية، ولكن، في قاعدة ماكديل الجوية الكبرى في جنوب تامبا تتخذ القرارات المهمة والحساسة، ويوجد فيها مقر القيادة الوسطى التي يترأسها الجنرال ديفيد بترايوس، وتشمل مناطق تبدأ من مصر وصولاً إلى باكستان.
أما الطائرات من دون طيار المجهزة بصواريخ، وعلى الرغم من أن مشغلها يوجد في قاعدة جوية أخرى قرب لاس فيغاس، إلا أنه لا يضغط على الزر، إلا بعد نيل موافقة قاعة العمليات في القيادة الوسطى (سنت - كوم)، «مركز العمليات المشتركة». وفي هذه القاعة التي تم إدخال صحافيين فرنسيين إليها، بينهم مراسل وكالة فرانس برس للمرة الأولى الأسبوع الماضي على مدى دقائق، يتابع نحو 40 عسكرياً على مدار الساعة أمام أجهزة الكمبيوتر، وعلى شاشات عملاقة، كل ما يحصل في العراق وأفغانستان، وكذلك في أماكن أخرى في الشرق الأوسط والسواحل الصومالية.
وعلى الشاشة الكبرى الموجودة على الحائط الأيسر، يتم بث الصور التي تلتقطها الطائرات من دون طيار أو طائرات التجسس. وتتم متابعة مشاهد فيديو الاستطلاع والهجمات. لكن، خلال زيارة الصحافيين، تم عرض أفلام من المحفوظات سجلت قبل أربعة أعوام في العراق.
وعلى اليمين، هناك شاشة أخرى يتم عبرها متابعة قناة الجزيرة الفضائية القطرية الإخبارية بشكل مستمر باللغة الانجليزية. وفي الوسط، هناك شاشة تلخص عليها باستمرار المعلومات المهمة التي تجمع خلال النهار. وعلى الحائط، هناك ساعات تظهر توقيت تامبا وغرينتش وقطر والعراق وأفغانستان وباكستان.
ويقول الكابتن تود شابر، مسؤول مركز العمليات المشتركة، «في هذه القاعة، نراقب كل العمليات التي تجري في منطقة مسؤوليتنا. ونصدر الأوامر ونجمع المعلومات لقائدنا الجنرال بترايوس، ونساعد العناصر على الأرض في التصويب على الأهداف».
وبين شاشات الكمبيوتر المتطورة هناك «تلك التي تستخدم لإجراء حسابات التصويب على أهداف القصف»، كما يقول شابلر. وأضاف «إنها تحدد أية أسلحة يجب استخدامها. ويجري ذلك في الوقت نفسه في كابول، وفي حال عدم التوافق، يتم بحثها في ما بينهم. لكن، في آخر المطاف، فإن أمر إطلاق النار يصدر من هنا. وأحيانا، في هذا الوقت يختفي الهدف».