مقتل 10 وإصابة 100 في تظــاهرات إيران الجديدة
سقط 10قتلى و100جريح بمظاهرات في العاصمة الإيرانية طهران أول من أمس، استمرارا لحملة الاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية، واعتقلت السلطات فايزة رافسنجاني ابنة الرئيس الإيراني السابق هاشم رافسنجاني، وتصاعدت نبرة الخطاب بين الجمهورية الإسلامية والغرب أمس، وكان الأبرز فيها طرد إيران لمراسل هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» وتهديدها باتخاذ إجراءات أكثر شدة، فيما طلب الرئيس محمود نجاد من لندن وواشنطن صراحة عدم التدخل في شؤون بلاده.
أعلن التلفزيون الرسمي الايراني أمس أن «أعمال الشغب» التي شهدتها طهران خلال التظاهرات الاحتجاجية أول من أمس أسفرت عن 10 قتلى وأكثر من 100 جريح، محملاً مسؤولية سقوط هؤلاء القتلى إلى «عملاء إرهابيين» لم يسمهم. وقال إن «وجود عملاء إرهابيين واستخدامهم أسلحة نارية ومتفجرات كان أمرا ملموسا في أعمال الشغب التي جرت السبت في ساحتي انقلاب وأزادي، ما أدى بهذه الاضطرابات التي تحولت إلى أعمال شغب إلى أن تسفر عن مقتل عشرة أشخاص، وجرح أكثر من 100».
ولاحقاً، أكد نائب قائد الشرطة الإيرانية أحمد رضا رضان للتلفزيون أنه «تنفيذاً للأوامر، لم تستخدم القوى الأمنية أي سلاح لتفريق مثيري الشغب»، محملا مسؤولية سقوط الضحايا إلى «السوقيين وعملاء منظمة مجاهدي خلق الذين تسللوا» إلى صفوف المتظاهرين.
مناورات إيرانية في الخليج
ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية أمس أن القوات الجوية الإيرانية ستبدأ مناورات اليوم في الخليج وبحر عمان، لرفع «قدراتها في مجال العمليات والدعم». وقالت «ستشارك في هذه المناورات مقاتلات تطير لمسافات طويلة تصل إلى نحو 3600 كيلومتر مع إعادة التزود بالوقود جواً من خزان إلى مقاتلة، ومن مقاتلة الى مقاتلة أخرى. ستكون هناك أيضا طائرات تحلق على ارتفاعات منخفضة فوق مياه الخليج وبحر عمان، بجانب مقاتلات إيرانية تصل إلى مسافات تزيد على 700 كيلومتر». وكان قد تم بالفعل الإعلان عن خطط المناورات العسكرية قبل أيام. طهران ــ أ.ف.ب |
على الصعيد نفسه، ذكرت وكالة أنباء إيرانية أنه تم التحفظ على ابنة الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني أحد منافسي نجاد خلال تجمع للمعارضة في طهران أول من أمس .
ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن مسؤول أمني قوله إن فايزة رفسنجاني وبعض أقاربها كانوا يشاركون في الاحتجاج، وتم التحفظ عليهم «حفاظا على سلامتهم من الأعمال الإرهابية التي يرتكبها مثيرو الشغب». وقالت الوكالة إنهم نقلوا إلى أقرب قاعدة عسكرية، وتم التحفظ عليهم.
من جهة أخرى، هددت طهران وسائل الإعلام البريطانية بإجراءات أكثر شدة إذا واصلت «تدخلها في الشؤون الداخلية» الإيرانية، بحسب ما نقلت وكالة مهر للأنباء أمس عن وزارة الثقافة الإيرانية إثر قرارها طرد مراسل هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» من البلاد.
وتلقى المراسل جون لاين أمرا منالسلطات الإيرانية بمغادرة البلاد في غضون 24 ساعة، بسبب «دعمه» لمثيري الشغب، كما ذكرت وكالة أنباء «فارس» القريبة من الحكومة.
ونفى وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمس بشكل «قاطع» أن تكون دول أجنبية تمارس تأثيرا في المتظاهرين الإيرانيين الذين يحتجون في طهران على نتائج الانتخابات الرئاسية. وأضاف «المملكة المتحدة ترى أنه لا جدال في أن يكون للشعب الإيراني حق اختيار حكومته، وعلى السلطات الإيرانية ضمان حيادية نتائج (الانتخابات الرئاسية) وحماية مواطنيها».
وقآل الوزير «وبالتالي، أعبر عن الأسف إزاء العنف المتواصل بحق الذين يحاولون ممارسة حقهم في التعبير»، مشيرا إلى أن «ذلك من شأنه أن يسيء إلى مكانة إيران في عيون العالم. وإن تحميل المسؤولية إلى الأجانب أمر لا يغتفر».
وطالب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أمس الولايات المتحدة وبريطانيا بوقف «تدخلاتهما» في الشؤون الداخلية لبلاده.
ودعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس السلطات الإيرانية إلى «إعادة فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12يونيو، وكذلك عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين الرافضين نتائج هذه الانتخابات». وخلصت إلى القول «يجب احترام حقوق الإنسان والمواطن، وهذا الأمر ينطبق أيضا على إيران»
وأعرب وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أمس عن حزنه لوقوع خسائر بشرية في إيران، داعياً طهران إلى تسوية «سلمية وسريعة» للازمة.
وفي بيان منفصل دعا وزير الشؤون الأوروبية، إندريا رونكي، إلى «مبادرة سياسية قوية» من الاتحاد الأوروبي «من أجل وقف القمع الخطير الجاري في طهران وتقديم الدعم لكل الذين يطالبون بفرز جديد لأصوات الاقتراع».
وأعلن وزير الخارجية التشيكي يان كوهوت الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي أمس أن الحكومة الإيرانية استدعت سفراء وممثلي بلدان الاتحاد الأوروبي الـ27 المعتمدين في طهران. وأكد المتحدث باسم الوزارة، ميلان ريبكا، هذه المعلومات جزئيا ردا على أسئلة وكالة فرانس برس في براغ.
وقال ريبكا «استدعي القائم بالأعمال التشيكي (في طهران) مع دبلوماسيين أوروبيين آخرين»، من دون أن يؤكد ما إذا كان الإجراء يشمل ممثلي جميع دول الاتحاد الأوروبي. وأضاف إن الدبلوماسيين «لم يتسن لهم التعبير عن مواقفهم» بشأن الأزمة السياسية الجارية في إيران.
نتنياهو: العالم متعاطف مع المتظاهرين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إن العالم متعاطف مع المتظاهرين ضد نتيجة الانتخابات الإيرانية، لكنه قال إنه لم يتبين بعد إذا ما كان الاضطراب سيسفر عن تغيير في سياسات طهران. وقال نتنياهو لبرنامج على شبكة «إن بي سي» عندما سئل عن مظاهرات الشوارع التي اجتاحت إيران في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 12 يونيو «ليس لدي شك في أن كل شخص في العالم متعاطف مع رغبة الإيرانيين في الحرية» وقال نتنياهو متحدثاً «أعتقد أن من المبكر الحديث عما سيحدث في إيران، أو على مستوى العالم». وأكد نتنياهو موقف إسرائيل بعدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية. واشنطن ــ رويترز |