إعلان « الطوارئ» في الصومال
أعلن الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد حالة الطوارئ في بلاده بدءا من يوم أمس، إزاء تصاعد هجمات المسلحين الإسلاميين الذين يشكلون خطرا على حكومته. فيما أيد الاتحاد الإفريقي «حق» الحكومة الصومالية في طلب دعم عسكري دولي، لمواجهة «عدوان» المتمردين.
وقال شريف في مؤتمر صحافي في مقديشو «بعد أن لمست تصعيدا في العنف في أنحاء البلاد، قررت الحكومة إعلان حالة الطوارئ».
وقال مستشار للرئيس إن المرسوم يحتاج لتصديق البرلمان الصومالي لكي يصبح نافذا، ولم يعرف متى وأين سيجتمع البرلمان لإقراره.
ومنذ 7 مايو الماضي، يشن المتمردون الإسلاميون في الصومال هجمات على الحكومة، أسفرت الأسبوع الماضي عن مقتل مسؤولين صوماليين، بينهم وزير الأمن.
في سياق متصل، قال الاتحاد الإفريقي أمس إن «من حق» الحكومة الصومالية أن تطلب دعما عسكريا دوليا لمواجهة «عدوان المتمردين الإسلاميين المتطرفين» الذين شنوا هجوما لإطاحة شيخ شريف.
وقال رئيس لجنة الاتحاد الافريقي جان بينغ في بيان «نظرا إلى أن المتمردين يعيدون تنظيم صفوفهم لشن هجمات أكبر على نقاط استراتيجية في مقديشو، يرى الاتحاد الإفريقي أنه من حق الحكومة الصومالية، كسلطة شرعية معترف بها دوليا، أن تطلب دعم الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي وأعضاء المجتمع الدولي». ودان بينغ «استمرار عدوان العناصر المسلحة التي تحظى بدعم خارجي على شعب وحكومة الصومال».
ودعا رئيس البرلمان الصومالي، آدن محمد نور، السبت الماضي الدول المجاورة «لنشر قوات في الصومال في الساعات الـ24 المقبلة»، وذكر كينيا وإثيوبيا وجيبوتي واليمن. ودعت منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 عضوا الأسرة الدولية إلى تحرك عاجل في الصومال، للتصدي لتقدم حركة «الشباب المجاهدين».
ووجه الإسلاميون المتشددون أول من أمس تحذيرا شديد اللهجة إلى هذه الدول، إذا قررت إرسال قوات الى الصومال.
ومنذ مارس ،2007 تنتشر في مقديشو قوة سلام إفريقية تضم جنودا أوغنديين وبورونديين، لكنها تعاني من نقص في عديدها (انتشر 4300 جندي فقط من أصل 8000)، وتتعرض بانتظام لهجمات الإسلاميين.
وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا قلقة جدا لتدهور الوضع الأمني في الصومال، وأكدت دعمها الحكومة الانتقالية. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية فريديريك ديزانيو، ردا على سؤال، « إننا قلقون جدا لتدهور الوضع الأمني في العاصمة الصومالية، وللهجمات التي تشنها مجموعات مسلحة متشددة، تحظى بدعم خارجي على الحكومة والسكان».
وأضاف «ندعم الحكومة الانتقالية الصومالية برئاسة شيخ شريف، خصوصا من أجل تعزيز قدراتها الدفاعية»، مذكرا بأن فرنسا مستعدة لتدريب كتيبة من قوات الأمن الصومالية عندما يكون الصوماليون مستعدين لذلك. وكان مقررا أن يبحث وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الموضوع، أمس، في باريس مع وزير الدفاع الصومالي محمد عبدي غندي الذي اضطر للعودة إلى الصومال في نهاية الأسبوع الماضي، بسبب تدهور الوضع الأمني.