«صيانة الدستور» تقرّ الانتخابات الإيرانية وتُــنصّب نجاد قريباً
استبعدت السلطات الإيرانية أمس إلغاء الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي جرت يوم 12 يونيو الجاري، وأعلنت أنه سيتم تنصيب الرئيس الجديد وحكومته بين 26 يوليو و19 أغسطس المقبلين.
ونقلت فضائية «برس تي في» الناطقة بالإنجليزية، والتابعة للتلفزيون الرسمي، عن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي قوله «لم نشهد لحسن الحظ في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أي عمليات تزوير أو مخالفات كبرى. وبالتالي، ليست هناك إمكانية لإلغاء نتائجها».
ونقلت صحيفة إيران الحكومية عن المتحدث قوله «إن المجلس لم يقبل أياً من شكاوى المرشحين».
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن «مكتب مجلس الشورى حدد فترة 26 يوليو إلى 19 أغسطس لأداء الرئيس اليمين الدستورية وتقديم الحكومة الجديدة». ولم تذكر الوكالة بالاسم الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي أعلن فوزه فيالانتخابات، على الرغم من طعون المعارضة في قانونية النتائج.
ندى .. قتلت في الاحتجاجات ثم تحولت إلى رمز. أ.ف.ب
|
ورفضت السلطات الإيرانية السماح بتنظيم تظاهرة أمام السفارة البريطانية في طهران، كانت دعت لها جمعيات طلابية للاحتجاج على «تدخل» لندن في الشؤون الداخلية الإيرانية. وقالت الوزارة على موقعها على الإنترنت «إن الوزارة مع إدانتها لعمليات التدخل، تعلم مواطنينا أنه من غير المسموح به تنظيم مثل تلك التظاهرة». وألغت إثر ذلك الجمعيات تحركها.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبز أمس إن الاحتجاجات في إيران أدت إلى «بداية تغيير» في البلاد، مكررا شعار التغيير الذي رفعه الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام،2008 وقال «أعتقد أن المحتجين حققوا شيئاً، لفتوا النظر لما يحدث في إيران»، ولكن غيبز حذر من أن أوباما لن يقر نداءات مطالبة بتنظيم إضراب عام أو يتدخل بشكل أو بآخر في تحركات محددة داخل إيران.
على صعيد مواز، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الليلة قبل الماضية على الكف فوراً عن «الاعتقالات والتهديدات واستخدام العنف» في حق المدنيين في إيران.
وقال بيان أصدره المكتب الصحافي لكي مون إنه مستاء من العنف الذي أعقب الانتخابات «ولاسيما استخدام القوة ضد المدنيين».
وردت إيران بعنف على تصريحاته، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقوي إن «هذه المواقف تتناقض بشكل واضح مع واجبات الأمين العام للأمم المتحدة والقانون الدولي، وهي تدخل واضح في الشؤون الداخلية لإيران». وأضاف إن «بان كي مون أضر بصدقيته في أعين الدول المستقلة عبر اتباعه الجاهل لبعض القوى المهيمنة التي لها سجل طويل في التدخل غير المبرر في شؤون الدول الأخرى الداخلية وفي الاستعمار».
ودعت الحكومة اليابانية أمس إلى «حل سلمي» للأزمة في إيران، وعبرت عن قلقها من تفاقم أعمال العنف. وقال وزير الخارجية هيروفومي ناكاسوني في بيان إن «اليابان قلقة للغاية جراء تصاعد أعداد ضحايا التظاهرات». وأضاف إن «مثل هذا الوضع الذي يؤدي إلى زيادة في أعداد الضحايا يجب أن يتم تفاديه»، مشيرا إلى أن «اليابان تدعو وبقوة إلى إيجاد حل سلمي للازمة».
وفي اتجاه مماثل، حثت منظمة العفو الدولية إيران أمس على الكف عن استخدام ميليشيا الباسيج لضبط التظاهرات، في أعقاب تقارير عن ضرب أفراد منهم المحتجين وإطلاق النار عليهم. وقالت الناشطة من منظمة العفو الدولية، حسيبة حاج صحراوي، «الوقت حان كي تسمح السلطات الإيرانية بالاحتجاج السلمي، وسحب الباسيج من الشوارع. يجب ترك مسألة ضبط أي مظاهرات إلى الشرطة أو قوات الأمن الأخرى المدربة والمجهزة بشكل ملائم.
وفي لندن، أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، أمس، أن بريطانيا طردت دبلوماسيين ايرانيين اثنين في خطوة تاتي ردا على اصدار طهران امرا بطرد دبلوماسيين بريطانيين. وقال للمشرعين «أود ان ابلغ مجلس العموم بكل أسف ان ايران قامت بالامس (الاثنين) بخطوة غير مبررة بطرد دبلوماسيين بريطانيين بسبب مزاعم ليس لها اساس مطلقا». واضاف «وردا على ذلك الفعل، فقد ابلغنا السفير الايراني في وقت سابق بأننا سنطرد دبلوماسيين ايرانيين من سفارتهما في لندن». وفي روما أشاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي اثر لقائه نظيره الايطالي سيلفيو برلسكوني بالايرانيين الذين يحتجون ضد نتائج الانتخابات. وقال إن سلوك طهران «العدواني والعنيف» هو أكبر تهديد للسلام العالمي. في الإطار نفسه، نقلت وكالات أنباء إيرانية عن برلماني إيراني قوله أمسإن طهر ان ستستدعي مؤقتا سفيرها في بريطانيا. وذكرت الإذاعة الإيرانية (إي.ار.إي.بي) أن النائب محمود أحمدي أدلى بالتصريح، عقب اجتماع بين لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان ووزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي.
البحرين ترفض التدخل الأجنبي وذكرت صحف صادرة بالعربية والانجليزية ان وزير الخارجيةالبحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أدلى بهذه التصريحات خلال اجتماعه مع سفير ايران أول من امس. وذكرت صحيفة غلف ديلي نيوز «إنه رفض اي تدخل خارجي في شؤون ايران الداخلية، وأكد اهمية احترام البروتوكولات الدبلوماسية والاتفاقات بين الدول». وقالت وكالة الانباء القطرية أمس، ان ايران دولةمهمة بالنسبة لقطر والخليج، وان امير البلاد يأمل ان يعم الاستقرار ايران. |
وفي تطور لاحق، صرح صحافي من واشنطن تايمز لرويترز أمس أن صديقه الصحافي اليوناني إياسون أتاناسياديس الذي كان يغطي الانتخابات الرئاسية الإيرانية المتنازع عليها، اعتقل قبل ثلاثة أيام في طهران بتهمة القيام «بأنشطة غير قانونية».
ونقلت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن رئيس شؤون الاعلام الأجنبي في وزارة الثقافة والإرشاد الاسلامي محسن مجاهد زاد تأكيده نبأ الاعتقال. ونقل عن المسؤول قوله «جاء هذا اليوناني إلى هذا البلد مرات، لإتمام أعمال صحافية لوسائل إعلام مختلفة، لكنني لم أبلغ بجريمته».