موسوي في مواجهة خصمه السابق خامنئي
عاد رئيس الوزراء الإيراني السابق مير حسين موسوي إلى الساحة السياسية من باب الانتخابات الرئاسية، وقدمه الإعلام الغربي على أنه رئيس إيران المقبل خلال الحملة الانتخابية، إلا أن الحظ لم يحالفه وانهزم أمام الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد. وبغض النظر عما قيل عن نتائج الانتخابات واحتمال التلاعب بها، فإن موسوي شخصية ليست جديدة على الصراع السياسي في الجمهورية الإسلامية، فقبل أكثر من 20 سنة، لم تكن العلاقات جيدة بينه وبين الرئيس، آنذاك، علي خامنئي.
فقد كتب موسوي الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء رسالة إلى خامنئي، في ،1988 يهدده فيها بالاستقالة، جاء فيها «المسائل المتعلقة بلبنان والعراق وأفغانستان في أيديكم، تعلمون جيدا كم كان ذلك كارثيا للبلد». وتم إقصاؤه من السلطة بعد عام من الرسالة، ولا أحد يدري لماذا كان ذلك، واعتزل موسوي السياسة ليقضي جل وقته في القراءة والرسم وإلقاء المحاضرات.
يواجه موسوي اليوم خصمه السابق خامنئي، والذي أصبح المرشد الأعلى لإيران وأقوى شخصية فيها على الإطلاق، ولايزال موسوي يلتزم نوعا من الحكمة السياسية في «تمرده» المعلن على النظام الذي كان ذات يوم عضوا فيه، ويتساءل المحللون إلى أي مدى يمكن أن يذهب موسوي؟ وفي الوقت الذي يرى فيه بعضهم أنه سيبقى وفيا للجمهورية الإسلامية التي أسهم في إرساء قواعدها، يتوقع آخرون أنه لن يخيب مناصريه الذين خاطروا بحياتهم من أجله في ظل نظام متشدد.
وفي تجمع حاشد السبت الماضي، نقل عن موسوي قوله إنه مستعد للتضحية بحياته في سبيل قضيته، إلا أن مناصريه نفوا أنه أدلى بهذا التصريح، وطالب أنصاره بتنظيم إضراب في حال تم اعتقاله، في حين أكد أنه ليس «خصما للجمهورية الإسلامية». وفي موقعه الإلكتروني، قال موسوي «لسنا ضد النظام الإسلامي أو قوانينه، لكننا ضد الأكاذيب والانحرافات، ونريد فقط أن نصلح الأمور».
كان موسوي وخامنئي لا يطيقان بعضهما، و«كانت بينهما كل أنواع المشكلات»، حسب الخبير الإيراني المقيم في لندن علي رضا نوري زاده الذي أشار إلى أن «الخلاف بينهما بشكل يومي». وكانت المهمة الرئيسة الموكلة لموسوي بين عامي 1981 و،1989 كونه رئيسا للوزراء في تلك المرحلة الحاسمة من تاريخ إيران الحديث، هي المحافظة على عمل المؤسسات في الوقت الذي كانت فيه الحرب ضد العراق في أوجها، إلا أن وجود خامنئي في الرئاسة لم يعط المجال لموسوي لأن يعمل في أجواء مريحة، إضافة إلى وجود سلطة الخميني، حيث كانت مرجعا لجميع أركان النظام، بما في ذلك الوزراء الذين كانوا يتلقون «التعليمات مباشرة من الخميني، ولم يكونوا يهتمون كثيرا بما يقوله رئيس الوزراء حينها (موسوي)».
وحسب رأي الصحافي محمد إسماعيل حيدري، «كان إبان الحرب الإيرانية ـ العراقية بمثابة دمية تقوم النخبة الدينية بتحريكها كيف شاءت، كان الواجهة التي تمثلهم». ويعتقد أحد مقربيه، المحامي صالح نكبخت، أن موسوي «تكنوقراطي متفتح وصاحب إيديولوجية دينية، وعلى الرغم من أنه يعترف بأنه من أتباع نهج الخميني إلا أنه ينتمي إلى المدرسة المعتدلة التي لديها بعد ديمقراطي وطني وتقبل لآراء الآخرين».
يقول موسوي إنه قرر خوض غمار الانتخابات الرئاسية لأنه «يخشى على إيران» من النهج الذي يتبناه أحمدي نجاد، وإنه يسعى «لإنقاذ البلاد من التدهور الاقتصادي وإنهاء العزلة الدولية المفروضة عليها».
وعكس الرئيس السابق محمد خاتمي الذي لم يستطع تطبيق إصلاحاته، يقول مراقبون إن موسوي مستعد للذهاب بعيدا من أجل تغيير ملامح الحياة السياسية والاجتماعية في الجمهورية الإسلامية، ويعتقد أن لدى موسوي خبرة كافية لاستمالة الشارع الإيراني وكسب حلفاء سياسيين.
في المقابل، يرى فريق آخر أن موسوي ليست لديه ملكة سحرية، وبينما تزيد شعبيته عند شريحة من الإيرانيين، فإن شريحة أخرى ترى فيه شخصا يسعى لزعزعة استقرار إيران.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news