نجاد ينتقد أوباما.. وموسوي يؤكّد عدم رضوخه للتهديدات
طالب الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، نظيره الاميركي باراك اوباما أمس، بوقف «التدخل» في الشؤون الايرانية، واصفا قادة بريطانيا وبعض الدول الاوروبية بـ«المتخلفين سياسيا»، وفيما أكد المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي أنه لن يخضع «للتهديدات» التي يتعرض لها لسحب مطلبه بإلغاء الانتخابات الرئاسية، ألغى الاصلاحي مهدي كروبي الذي حل رابعا في الانتخابات تجمعا لتأبين ضحايا التظاهرات الذين قتلوا في الاحتجاجات الأخيرة.
وفي التفاصيل، نقلت وكالة فارس للانباء عن احمدي نجاد قوله مخاطبا اوباما «آمل ان تتفادوا التدخل في شؤون ايران وأن تعبروا عن الاسف بطريقة يمكن للشعب الايراني الاطلاع عليها». وأكد احمدي نجاد الذي كان يتحدث من مدينة أصالويه، حيث كان يفتتح مصنعا للبتروكيماويات، ان اللهجة التي يستخدمها اوباما تذكر بسلفه جورج بوش وان ذلك قد ينسف اي حوار بين البلدين اللذين يقيمان علاقات متوترة.
وقال «هل ستستخدمون هذه اللهجة مع ايران (خلال اي مناقشة مقبلة)؟ واذا كانت الحال كذلك فلم يبق شيء نناقشه، هل تظنون ان هذا التصرف سيحل المشكلة بالنسبة لكم؟ ان النتيجة الوحيدة هي ان الشعب سيرى فيكم شخصا مشابها لبوش». كما وجه احمدي نجاد تهمة جديدة إلى بعض القادة الاوروبيين الذين انتقدوا ايضا بشدة قمع المتظاهرين.
وقال «خلال الايام الاخيرة قامت بريطانيا وبعض الدول الاوروبية ببعض الامور لكن ذلك ليس مهما»، مضيفا ان «حكومات بريطانيا وتلك الدول الاوروبية تقودها عصابة من المتخلفين سياسيا».
من جهته، أكد موسوي ان التهديدات لن تردعه عن حماية حقوق الشعب الايراني. وقال على الموقع الالكتروني لصحيفته كلمة «لن أتراجع عن حماية حقوق الشعب الايراني بسبب المصالح الشخصية او الخوف من التهديدات». واضاف «انا مستعد لإثبات ان مجرمي الانتخابات وقفوا الى جانب المحرضين على اعمال الشغب التي جرت أخيرا وأراقوا الدماء»، من دون ان يوضح ما اذا كان يشير الى وزارة الداخلية التي نظمت الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 يونيو الجاري.
وكان المرشح المحافظ المعتدل اعلن في وقت سابق انه يتعرض لـ«ضغوط» من اجل ان يسحب مطلبه بإلغاء الانتخابات التي فاز فيها احمدي نجاد بولاية ثانية، والذي تتهمه المعارضة بتزوير نتائجها، وجدد موسوي الدعوة الى مواصلة التحرك الاحتجاجي بهدوء.
إلى ذلك، ألغى كروبي تجمعا كان مقررا تنظيمه أمس، لتأبين ضحايا التظاهرات الذين قتلوا في الاحتجاجات الاخيرة على اعادة انتخاب الرئيس نجاد، على ما افاد حزبه.
وبحسب موقع حزب «اعتماد ملي» الالكتروني فقد تعذر على كروبي العثور على مكان للتجمع الذي كان دعا اليه، وجاء في الموقع «إنه لمن المؤسف في مثل هذا الوضع ألا يمنح قادة سياسيون مثل كروبي مكانا لإقامة مراسم حداد ولا حتى مسجد أو ضريح الامام» في اشارة الى ضريح مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله الخميني.
وطبقا للموقع، فإن الاصلاحي كروبي الرئيس الاسبق لمجلس الشورى قرر تنظيم التأبين الاسبوع المقبل في جامعة طهران او مقبرة المدينة، بهجة الزهراء.
وبعد الاحتجاجات غير المسبوقة منذ 30 عاما التي قمعتها السلطات خلال الايام الماضية، خفت بشكل واضح شدة التظاهرات الحاشدة التي شهدتها شوارع العاصمة طهران خصوصا، وجمعت مئات آلاف الايرانيين بشكل شبه يومي الاسبوع الفائت.
وبحسب وسائل الاعلام الصادرة امس فقد اعتقلت السلطات 140 استاذا جامعيا وصحافيا ومثقفا وطالبا بينهم 70 عضوا في اتحادات طالبية اسلامية التقوا موسوي اول من أمس، وأعلنت السلطات من جهة اخرى هذا الاسبوع توقيف صحافيين اجنبيين احدهما ايراني كندي والاخر يوناني بريطاني يعمل لوسائل اعلام اميركية. وفي لندن، اعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمس، ان الحكومة الايرانية تواجه «ازمة ثقة» مع شعبها وليس ازمة مع الغرب، منددا بـ«القمع الشديد» للتظاهرات. وقال ميليباند في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي»: «من المؤكد ان هناك قمعا شديدا، لقد رأيناه بقمع الصحافيين كما في الاعتداءات على الاجانب».
وأضاف «ولكنني أعتقد أنه في الحقيقة، هناك أزمة ثقة بين الحكومة الايرانية وشعبها»، مؤكدا ان «هذه ليست ازمة بين إيران وأميركا أو بين إيران وبريطانيا، مهما فعلت الحكومة الايرانية للإيهام بذلك».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news