حروب الإنترنت

خرجت حروب الإنترنت ومواقعها من دوائر الصبية الصغار (الهاكرز) ودخلت الى صلب عمل وزارات الدفاع ودوائر الأمن القومي وخرائط الاستحكامات.

فقد رصدت وزارة الدفاع الأميركي (البنتاغون) الثلاثاء الماضي قرار بإنشاء قيادة عسكرية مهمتها «شن حرب رقمية وتعزيز الدفاعات التي تتعرض لها شبكاتها على الإنترنت». وفي تسبيب للقرار، قال الناطق باسم البنتاغون بريان وايتمان إن الهيمنة على الإنترنت أصبحت من الآن فصاعداً جزءاً من العقيدة العسكرية الأميركية.

وقد استقبل القرار الأميركي بمزيج من الهلع والترحاب، فبينما اعتبره مراقبون توجهاً نحو «عسكرة فضاء الإنترنت»، سخر آخرون من سحب تعبيرات الحرب الباردة على الوضع الجاري، وذكروا أن «فضاء الإنترنت» تحول الى ساحة معركة من زمن طويل سواء على صعيد الهجمات على كنوز المعلومات الأميركية المتجددة التي بحاجة الى أن تحمى - وهذا هو الأهم - على صعيد معارك العقول التي تديرها أميركا، أو تدار ضد أميركا والتي برهنت أحداث إيران الأخيرة أنها لا يمكن أن تتم بعيداً عن الإنترنت.

مناصرو القرار ذكروا معارضيهم بالاختراقات الخطيرة التي شهدتها مواقع شبكات الكهرباء الأميركية، والتي يمكن أن تضع البلاد كلها في خطر على يد مغامرين في الداخل أو أعداء بالخارج، وكذلك بالاختراق الذي شهدته شبكات مشروع بناء الطائرات أف 35 - وقبل هذا وذاك بالمشروع الرقمي العملاق الذي تشيده الصين وينتهي خلال سنوات، علاوة على محاولات 100 وكالة مخابرات دولية يومياً لاختراق الشبكات الأميركية لأسباب مختلفة.

على هذه الخلفية ينطلق التوجه الأميركي الذي سيبدأ بـ15 الف شبكة وسبعة ملايين جهاز كمبيوتر في معركة وصفها المرشح لقيادة البرنامج كيث الكسندر بأنها «جبهة جديدة تماثل ولادة القوات البرية والبحرية».

خطوة بدايتها في واشنطن ونهايتها في كل حارة ونجع في بلداننا الضعيفة، خطوة تذكرنا أيضاً بالوجه الآخر لثورة المعلومات ووجهها الوحشي وبدايتها المخابراتية العسكرية المحضة، حيث انطلقت يوماً من مشروع مشترك بين استخبارات البنتاغون والمخابرات المركزية الأميركية اسمه (الانترانت) - وكان هدفه تواصل جنود أميركا على أطراف الأرض- لا شاترز ولا بلوغرز ولا رويترز ولا نشطاء للـ«فيس بوك».

تويتر