سعد الحريري: أعيش في جلباب أبي
دخل سعد الحريري (39 عاما) نجل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في 2005 ،ورئيس أكبر كتلة نيابية في البرلمان اللبناني، «نادي رؤساء الحكومات» للمرة الأولى، بتسميته أخيراً لتشكيل الحكومة الجديدة.
وبرز الحريري إلى الواجهة السياسية، بعد مقتل والده في 14 فبراير 2005 ،وهي عملية أحدثت انقلاباً في المشهد السياسي اللبناني.
وكان التصريح الأول للحريري بعد اغتيال والده بمثابة توجيه اتهام مبطن لسورية بالوقوف وراء الاغتيال، الأمر الذي تنفيه دمشق باستمرار.
سعد الحريري، طويل القامة، تتسم إطلالاته الإعلامية غالباً بالهدوء، وكلامه بالروية والدبلوماسية، حتى عندما يدلي بمواقف متشددة. إلا أنه تعلم كذلك على مدى السنوات الماضية كيف يصبح خطيباً يحرك الحماسة بين أنصاره، وهذا ما بدا جلياً خلال الحملات الانتخابية التي سبقت السابع من يونيو الجاري.
لم يعمل سعد الحريري في السياسة بتاتاً خلال حياة والده. وظل بعيداً عن الأضواء حتى اغتيال رفيق الحريري، المحطة التي أسهمت في تسريع انتهاء الوجود السوري في لبنان، لذلك، يأخذ عليه بعض خصومه أنه يفتقر إلى الخبرة.
دخل الحريري للمرة الأولى إلى مجلس النواب في انتخابات أجريت بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان في ربيع 2005 على رأس تحالف، ضم أحزاباً وتيارات وشخصيات من كل الطوائف اللبنانية. وفاز هذا التحالف المناهض لدمشق بالغالبية في البرلمان. وتحدث الحريري عن تلك الفترة، فقال إنه لم يكن جاهزاً في حينه لتولي المسؤولية، فاختير فؤاد السنيورة، أحد معاوني رفيق الحريري، لرئاسة الحكومة، إلا أنه يشعر اليوم بأنه بات أكثر أهلية لتولي المنصب.
وجعل سعد الحريري من إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان، المحكمة ذات الطابع الدولي المكلفة النظر في قضية اغتيال والده، أحد أبرز اهتماماته الذي كرس له وقتاً واتصالات وجهداً سياسياً لا حدود له. وأعلن مع بدء عمل المحكمة في لاهاي في هولندا في الأول من مارس 2009 أنه أصبح مرتاحاً، وسيحتكم إلى قرار المحكمة مهما كان.
عاش سعد بين 2005 و2007 ،لفترات طويلة خارج لبنان، أو بعيداً عن الأضواء في مرحلة كانت تشهد اغتيالات استهدفت شخصيات سياسية وإعلامية مؤيدة للأكثرية. وورث الحريري عن والده مكانة ورأسمالاً سياسيين ضخمين، وأفاد من التعاطف الشعبي معه بعد اغتيال والده. وهو لم يتردد في الاعتراف في أي حال بعد انتخابات 2005 بأن «الناس توجهوا إلى الصناديق من أجل والدي».
وتولى منذ وفاة والده قيادة تيار المستقبل الذي أعلن خلال هذه السنة تحوله إلى حزب. وورث شبكة واسعة من العلاقات عبر العالم، وقام خلال السنوات الأربع الماضية برحلات لا تحصى إلى دول عدة، وأجرى لقاءات مع عدد كبير من زعماء العالم.
وكان سعد الحريري يكتفي خلال حياة والده بالاهتمام بأعمال العائلة الثرية. فقد تولى في السعودية إدارة شركة «سعودي-أوجيه» للبناء والتعهدات التي كانت الركيزة الأساسية في بناء ثروة رفيق الحريري. كما كان عضواً في مجلس إدارة شركات أوجيه الدولية ومؤسسة الأعمال الدولية وبنك الاستثمار السعودي ومجموعة الأبحاث والتسويق السعودية وتلفزيون المستقبل.
ولد سعد الحريري في 18 أبريل 1970 في السعودية، وعلى غرار والده، تربطه صلات وثيقة بالعائلة المالكة في المملكة. ويحمل إجازة في الاقتصاد من جامعة جورج تاون في واشنطن. وهو متزوج من لارا بشير العظم التي تنتمي إلى عائلة سورية عريقة شاركت في السلطة في سورية خلال الخمسينات. وهو والد لثلاثة أطفال، حسام ولؤلؤة وعبدالعزيز.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news