إسرائيل تعــزّز الاستيطــان بــ 50 مسكناً متجاهلة الانتقادات الدولية

بناء 50 وحدة سكنية في مستوطنة آدم في إطار مشروع أوسع لإضافة 1450 وحدة مستقبلاً. أ.ف.ب

أعطت إسرائيل الضوء الأخضر أمس لبناء 50 مسكناً في مستوطنة في الضفة الغربية، متجاهلة الضغوط المتزايدة من المجموعة الدولية من أجل تجميد الاستيطان بشكل كامل. ورفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاعتراف بحل الدولتين في إطار مفاوضات السلام بين الجانبين.

وتفصيلاً، وافقت وزارة الحرب الإسرائيلية على بناء 50 مسكناً في مستوطنة أدم. وجاء الاعلان قبل ساعات من مغادرة وزير الحرب إيهود باراك إلى نيويورك للقاء المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، لكي يبحث معه ملف المستوطنات المثير للجدل. وأعلنت الوزارة أن الموافقة اتخذت لافساح المجال أمام الإسرائيليين المقيمين في ميغرون، أكبر مستوطنة عشوائية في الضفة الغربية، للانتقال إلى مستوطنة ادم.

وميغرون التي بنيت من دون موافقة السلطات يعيش فيها 200 شخص في 60 قاطرة ومنزلين من الإسمنت. ومنذ سبع سنوات، تعهدت كل الحكومات الإسرائيلية للولايات المتحدة بتفكيك المستوطنات العشوائية المئة التي أقامها متطرفون قوميون. لكن، لم يتم الوفاء بالوعود، خصوصاً في ميغرون التي يعتبرها المستوطنون بمثابة «رمز».

ويشار إلى أن المجموعة الدولية لا تميز بين المستوطنات العشوائية والمستوطنات المشروعة التي بنيت بإذن من السلطات.

وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الضوء الأخضر لبناء 50 وحدة سكنية على الفور في آدم يندرج في إطار مشروع أوسع نطاقاً لبناء 1450 وحدة سكنية مستقبلا في هذه المستوطنة الواقعة شمال القدس.

وأكدت وزارة الحرب في بيانها أن المعلومات الأخيرة «خاطئة ومغرضة وغير دقيقة». وفي رد رسمي قدمته الوزارة إلى المحكمة العليا ووزع على الصحافة، أشير إلى أن خطة بناء 1450 مسكنا قائمة فعلا، لكنها لم تحصل بعد على الإذن اللازم لإطلاقها.

وألمح نتنياهو الذي يتعرض لضغوط من الرئيس الأميركي باراك أوباما والقادة الأوروبيين إلى أنه يمكن أن يفكك 20 مستوطنة عشوائية، لكنه رفض حتى الآن تجميد أعمال البناء في المستوطنات، لإفساح المجال أمام «النمو الطبيعي» لسكانها.

ويرغب نتنياهو الذي قبل للمرة الاولى فكرة قيام دولة فلسطينية خلال خطاب ألقاه في منتصف يونيو، في إيجاد صيغة تسوية مع الولايات المتحدة. وبحسب وسائل الإعلام، فإنه يفكر في تجميد أعمال البناء في المستوطنات لثلاثة أشهر. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن مشروع تجميد الاستيطان الذي يفكر فيه نتنياهو لن يشمل 2000 من الوحدات السكنية الخاصة الـ3200 قيد الإنشاء في المستوطنات، ولا الورش في القدس الشرقية.

وأعلن وزير التجارة والصناعة العمالي بنيامين بن اليعازر للإذاعة العامة أنه يؤيد «تعليق البناء في المستوطنات لمدة ثلاثة أشهر للسماح بتحريك المفاوضات مع الفلسطينيين».

ودعا يعاريف أوبنهايمر الأمين العام لحركة «السلام الآن» المعارضة للاستيطان باراك إلى العودة عن قراره، وتجميد كل تراخيص البناء في المستوطنات.

وحض النائب عن الاتحاد الوطني (يمين متطرف) مايكل بن آري سكان ميغرون على عدم الموافقة على الانتقال إلى مستوطنة ادم. وقال للإذاعة الإسرائيلية «لا يمكن تقديم أي تنازل، حين تقرر الحكومة تفكيك مستوطنات».

وكان وزراء خارجية مجموعة الثماني المجتمعين في ترييستي (إيطاليا) دعوا في بيانهم الختامي إلى تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

وطلبت اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة) من إسرائيل وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

وفي رام الله، رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم شروط رئيس نتنياهو للاعتراف بحل الدولتين. وقال في كلمة خلال الاحتفال بوضع حجر الأساس لضاحية سكنية شمال غربي رام الله «إذا وافقت إسرائيل على تجميد الاستيطان من أجل أن ندخل في مفاوضات،لا مانع لدينا. لكن أيضاً عليها أن تقبل برؤية الدولتين، لا أن تضع شروطا تفرغ هذا الأمر من مضمونه». وكان نتنياهو قد اشترط للاعتراف بحل الدولتين أن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية، وأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، وليس لها سيطرة على الأجواء أو الحدود.

وأضاف عباس في أول رد فعل مباشر له على ما قاله نتنياهو قبل أسبوعين «دولة فلسطينية ودولة إسرائيل إلى جانب بعض باحترام واستقرار، وغير ذلك القضية ليست تكنولوجيا أو طلاسم، لكي توضع عليها شروط وقيود تفرغها من مضمونها».

وقال« نعترف بدولة إسرائيل بحدود 67 ،19 نطالب بتجميد الاستيطان وإزالة ما يسمونه البؤر العشوائية. لنذهب ونحدد الحدود على أساس حدود 67».

تويتر