شارع استيطاني جديد يعزل بين مدن الضفة

الجدار العنصري يسهل ضم أراضٍ فلسطينية للمستوطنات. الإمارات اليوم

يخطط الاحتلال الإسرائيلي لاستكمال شق شارع استيطاني جديد، يمتد إلى الغرب من الجدار العازل في مدينة الخليل، مروراً بصحراء النقب، ويتجه شمالاً حتى الأراضي المحتلة الـ،48 ويهدف الشارع البالغ طوله أكثر من 100 كيلو متر إلى عزل مدن الضفة الغربية عن بعضها بعضاً، والربط بين المستوطنات القائمة وإقامة أخرى جديدة.

وكانت إسرائيل قد أنهت العمل في جزء من الشارع الذي يحمل رقم 485 داخل أراضي الـ48 قبل عام، ويمنع على الفلسطينيين دخوله، وهو مفتوح أمام الجيش والمستوطنين، فيما بدأ مهندسون يهود قبل ثلاثة أسابيع بالتوافد إلى مقطع الشارع في الخليل، والمقام على أراض فلسطينية ضمها الجدار، ومعهم خرائط تفصيلية لتلك المنطقة.

وقال الخبير في شؤون الاستيطان في الضفة الغربية عبدالهادي حنتش لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي، «إن ما تقوم به إسرائيل ليس مجرد إقامة شارع عادي، بل هو شارع استيطاني من أجل عزل المواطنين والقرى الفلسطينية، وربط المستوطنات المقامة في تلك المنطقة، لا سيما التي يمر الجدار داخل أراضيها، كما تهدف إلى إقامة سلسلة مستوطنات جديدة غرب الشارع، وربطها به».

وبيّن أن الشارع يمتد داخل مساحات كبيرة من مدن الضفة والأراضي المحتلة عام 1948 بطول 100 كيلومتر، وتم تنفيذ جزء كبير من الشارع وتعبيده في أراضي الـ48 قبل عام، حيث إن الشارع كان يسير بمحاذاة الخط الأخضر في قرية بيت مرسم غرب بلدة دورا في الخليل، مشيراً إلى أنه انحرف داخل أراضي الـ48 حتى وسطها في مدن حورة واللقية وغيرها من المدن، واتجه شمالاً.

وأشار حنتش إلى وجود مخطط آخر ضمن الشارع الاستيطاني داخل وسط التجمعات السكنية الفلسطينية في مدينة الخليل، يمتد من الشارع الاستيطاني رقم 36 في منطقة فرش الهوى شمال الخليل، وحتى بلدة دير سامت غرب المدينة في بلدة بطول أكثر من خمسة كيلومترات.

وبين أن شق الشارع الاستيطاني في مدينة الخليل يؤدي إلى عزل خمس بلدات عن المدينة، من خلال حصرها بين الشارع والجدار العازل وما يسمى بالخط الأخضر، والبلدات هي «إذنا، الكوم، المورت، دير سامت، وصوبا»، مشيراً إلى أن الشارع بالإضافة إلى الجدار يلتهم أجزاءً كبيرة من أراضي المواطنين ومنازلهم.

وأوضح أن هذا المقطع من الشارع في الخليل تم شقه قبل خمس سنوات في قرى دير سامت وصوبا، وتم إيقافه مؤقتاً كونه داخل أراضي السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن عدداً من المقاولين والمهندسين الإسرائيليين قدموا إلى الشارع قبل ثلاثة أسابيع، وتجولوا فيه وهم يحملون خرائط تفصيلية للمخطط.

وقال حنش«إن الشارع يتسبب بعزل المواطنين والقرى عن مدينة الخليل وبقية مدن الضفة، وإعاقة حركة السير واضطرارهم لسلك طرق وعرة، كما يتسبب بأضرار بيئية متمثلة في تجريف الأراضي الزراعية، وتقطيع الأشجار والمحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى هدم المئات من منازل المواطنين لصالح الشارع».

وأضاف: «وقام الاحتلال خلال الفترة الماضية بإحداث تفجيرات لتفتيت الصخور، حتى يسهل عليه شق الشارع في قرية السكة المحاذية للخط الأخضر، وقد أدى ذلك إلى تصدع عدد كبير من المباني في القرية والقرى المجاورة».

وأشار إلى أن الشارع يستخدم من قبل الجيش والمستوطنين فقط، وبالتالي جعلهم عرضة لأي اعتداء من قبل دوريات الاحتلال والمستوطنين الذين يرتادون هذا الشارع.

وأوضح أن الاحتلال بدأ قبل عدة أشهر في إقامة مستوطنة جديدة داخل الخط الأخضر جنوب الخليل، ترتبط بهذا الشارع وسماها «سنسنة ب»، كما يسعى لتطوير مستوطنة «شومرية» القائمة على الأراضي المحتلة عام 48 لتصبح مدينة واسعة تتصل بهذا الشارع.

وذكر أن شارع 485 الاستيطاني الجديد هو ضمن شبكة شوارع استيطانية في الضفة الغربية، كان قد اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون عام ،1982 من أجل عزل المدن والقرى عن بعضها البعض، وتم تنفيذ قسم كبير من الشوارع، وتم إيقاف بعض الشوارع مؤقتاً، كونه داخل أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، وقسم آخر ينفذ على مراحل.

تويتر