«حماس» تعمل «خاطبة» في غزة
تعتبر (هناء) الفتاة الفلسطينية البالغ عمرها 29عاماً قد فاتها قطار الزواج بمعايير اهل غزة، ولذلك فإنها لجأت في بحثها عن عريس الى طلب المساعدة من جهة لم تكن في الحسبان وهي حركة المقاومة الإسلامية(حماس).
تقول هناء «انظر الى الشارع وارى الشبان واقول: يا إلهي أليس هناك شاب من أجلي؟».
يعتبر طلب هناء واحداً من ضمن العديد من الطلبات المماثلة التي يصل عددها الى نحو 287 مقدمة لجمعية «التيسير» ذات الصلة غير المباشرة بحماس والمعنية بالأمور الاجتماعية وضمنها الزواج في غزة.
يقول مدير جمعية «التيسير» وائل زارد «هذه وجهة نظرنا بالنسبة للأعمال الانسانية، وهذا يجعل الناس اقرب الى (حماس) ويجعلها اقرب اليهم» ورغم ان جمعية «التيسير» تقدم خدماتها في البحث عن زوج لكل من الرجال والنساء إلا انها تعتبر مهمة بصورة خاصة للنساء لأن بقاءهن بلا زواج يعتبر قدراً قاسياً في غزة، حيث يعاملن كخادمات بلا اجر من قبل عائلاتهن الكبيرة، كما يقول خبير علم الاجتماع ناصر مهدي.
وعادة ما يفوز شبان الطبقات المتوسطة،الآخذة بالتناقص، باجمل الفتيات تاركين الاخريات يبذلن جهوداً كبيرة للحصول على زوج. وتمكنت جمعية «التيسير» من ترتيب اكثر من 40 زواجاً منذ افتتاح قسم ترتيب الزواج في عام .2007 وتقدم معظم النساء طلباتهن سراً، لانه من المعيب بالنسبة للمرأة أن تبحث عن الزوج خارج اطار العادات والتقاليد حسب عادات غزة. وقالت (هناء) إنها قدمت الطلب قبل عام، وتوفيت امها عندما كانت لاتزال صغيرة، ولم يساعدها احد من اهلها في ايجاد زوج لها. واضافت «انها صارت اكثر اصراراً على ايجاد زوج بعد العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة. من جهتها قالت نسرين خليل (21 عاماً) العاملة في جمعية «التيسير»: «معظم البنات يشعرن بالخجل عندما يأتين الينا. وانا اقول لهن كنّ مثل خديجة الزوجة الاولى للنبي صلى الله عليه وسلم التي كانت قد طلبت من النبي ان يتزوجها وكان اصغر منها سناً». ويقدم نحو 40 رجلاً شهرياً طلبات الى جمعية «التيسير» بحثاً عن زوجة. وعندما يرى موظفو الجمعية انه ثمة توافق بين شخصين، فانهم يعملون على ترتيب لقاء لهما بهدوء، حيث يقوم موظفو الجمعية بدور الوصيف او المرافق للمرأة، بما يتناسب مع الشريعة الاسلامية. واذا اعجب الطرفان ببعضهما البعض تبدأ عملية الخطبة بشكلها التقليدي.