عائلة فؤاد حسين 12 فرداً أبقى تفجيرٌ واحداً منهم
عائلة فؤاد حسين تعدادها 12 فردا، أبقى انفجار تازة واحداً منهم، هو فخر الدين الذي لم يكن في المنزل عند وقوع الانفجار.
وسواء عدت ناحية تازة مدينة منكوبة من الناحية الرسمية أم لا، فإن المدينة التي فقدت أكثر من 70 قتيلا، بينهم 35 طفلا و15 امرأة من أبنائها، وأصيب أكثر من 250 منهم، وتهدم فيها 75 منزلا، تعيش نكبة حقيقة، حتى أصبحت عبارة عن ركام، يسودها الحزن والخراب نتيجة التفجير الانتحاري بشاحنة مفخخة استهدفتها السبت الماضي.
يقول أحد الناجين، وهو فلاح عباس، ميكانيكي سيارات، «كنت عائدا من عملي، وعندما وصلت إلى البيت، وبينما كانت زوجتي تعد الغداء حصل الانفجار، كان انفجاراً هائلاً، أصبت أنا وزوجتي وطفلتي رقية، وعمرها عام وثلاثة أشهر. تهدم منزلنا وكل شيء انهار من حولنا، نقلتهم إلى المستشفى، بمساعدة الأهالي، لم يبق شيء من أثاث منزلي، كما ترون سوى الأرض التي أقف عليها». وتابع عباس «إني أسال لماذا يستهدفون الأبرياء؟ هل هناك منشأة حكومية في منطقتنا، أم هناك مركز للشرطة؟ كل الذين يسكنون هذه المنطقة هم من الأبرياء الذين يبحثون عن لقمة العيش».
حمزة باقر (25 عاما) قال، وهو جالس أمام أنقاض منزله وبعض الملابس المتبقية، «كنت خارج المنزل ساعة الانفجار، وعندما سمعت بالانفجار، هرعت إلى المنزل، فوجدت منزلنا الذي عشت وتربيت فيه مجرد حطام، والدي ووالدتي إضافة إلى شقيقتي أصيبوا بالانفجار».
ويضيف متسائلاً «لماذا استهدفونا؟ لم يكن في منطقتنا غير هذه الحسينية، هل دور العبادة تعتبر منشأة عسكرية؟ لماذا استهداف المساجد؟».
ويقول مهدي تبارك علي (65 عاما)، وهو متقاعد، «كانت هذه المنطقة مستهدفة في زمن النظام السابق، فقد كانت الحكومة السابقة تستهدفنا بالإعدامات والاعتقالات. وإلى الآن، هناك 50 شاباً من شبابنا لا نعرف مصيرهم، أو مكان قبورهم، اعتقلوا في عهد النظام السابق، والآن هم يستهدفوننا بالانفجارات».
يقول الحاج علي أكبر (70 عاما) «لانعتقد أن الشخص الذي نفذ الهجوم هو عراقي ومسلم، إنها جهات خارجية تحاول إثارة الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار بمثل هذه الأعمال، وخير دليل هو استهدافهم للعزل والنساء والأطفال». ورفض أكبر تحميل القوات الأمنية المسؤولية، قائلا إن «قوات الشرطة غير مقصرة في واجبها، ولكن، استطاعوا هذه المرة تنفيذ مآربهم الخبيثة». وأضاف «والله خمسة من أولادي أصيبوا، والبيت تهدم بالكامل».
أكبر محمد (45 عاما)، وهو موظف كان في عمله ساعة الانفجار، كان يتكلم وهو يبكي على قبر ابنته زينب، البالغة من العمر سبع سنوات، وإلى جانبه زوجته التي كانت تبكي وترش الماء على تراب قبر ابنتها . محمد قال «أخبروني بالانفجار، عندما كنت في العمل، وعندها هرعت مسرعاً لأجد منزلي مهدماً، وأخبرني من بقي حيا من الأهالي بانه تم نقل زوجتي وأطفالي إلى المستشفى . وعندما وصلت إلى المستشفى، كانت زينب قد فارقت الحياة، نتيجة إصابتها في رأسها وهي داخل المنزل».
حارس مسجد (الرسول الاعظم) عليولي الذي كان هو الآخر واقفاً أمام انقاض منزله الذي تهدم بالكامل كان مصابا في رأسه ووجهه، والضمادات الطبية تغطي رأسه، قال «كنت أمام المسجد ساعة الانفجار، فجأة حدث انفجار هائل، طرت في الهواء وسقطت أرضاً، وفقدت الوعي بعدها، وعندما أفقت وجدت نفسي في المستشفى، عرفت في ما بعد أن منزلنا تهدم، وأصيبت زوجتي وأبنائي الثلاثة».
كان مواطنو الناحية الناجون يتدولون في ما بينهم أسماء العوائل المنكوبة، والذين قتلوا في هذا الانفجار. عائلة حسين غائب، وعدد أفراد العائلة ثمانية أشخاص قتلوا كلهم في الانفجار، عائلة عسكر زمان وعدد أفرادها 11 شخصا قتلوا بالكامل، وعائلة فؤاد حسين، وعددهم 12 شخصا ، لم يبق منها سوى ابن واحد، وهو فخر الدين الذي لم يكن موجوداً في المنزل ساعة الانفجار.