فطومة الصومالية تواجه الحرب والتمييز

إذا كانت فطومة فتاة صومالية عادية، فمن المفترض أن تكون قد تزوجت قبل فترة من الزمن، في مقابل عدد من الأبقار أو الجمال، بيد أن فطومة بالفعل فتاة عادية ولدت في مدينة كيسمايو الصومالية الذي تمزقها الحرب، ونشأت وترعرعت في أكبر معسكر للاجئين في العالم على الحدود الكينية الصومالية، لكنها كانت طموحة.

فطومة عمر إسماعيل، وهذا اسمها الكامل، تقضي الآن أيامها في مدرسة كينية ثانوية في ضواحي العاصمة نيروبي. واستطاعت المجيء إلى هناك، بعد أن تفوقت على جميع أقرانها من الطلبة في شمال كينيا. أحرزت 364 علامة لدخول المدارس الثانوية الكينية من 500 علامة، حيث تعلّق الاختصاصية التعليمية في منظمة كير غير الحكومية في معسكر اللاجئين في منطقة داداب، غريس واشوكا، والتي أولت فطومة اهتماما خاصا، أنه «إذا أحرزت الفتاة 300 درجة في النظام التعليمي الكيني، فإنها تعتبر متفوقة بجميع المقاييس، دعك من فتاة قادمة من مدارس معسكر اللاجئين في داداب، من بين ملايين من الطلبة».

ويعتبر وجود فطومة الصومالية في مدرسة ثانوية داخلية أمراً مفاجئاً، حتى بالنسبة لكبار أفراد الطاقم التعليمي الكيني الذي يفضل أن تنضم فقط فتيات مجتمع الصفوة الكيني لتلك المدارس، في بلد لايزال ينظر باستغراب للمرأة المتعلمة.

تقول واشوكا «مدارس البنات ليست من الأولويات في معسكر داداب، يضاف إلى ذلك أن الفتيات لا يحصلن على فرص متساوية مع الذكور، في حال وجود مثل هذه المدارس، وإن فطومة حققت نصراً كبيراً في ظروف غير مواتية». فمن عمر 13 عاماً كان لهذه الفتاة حلم بالذهاب للمدارس الوطنية في البلد التي تستضيفها . ويتمثل هدفها الأساسي في دراسة الطب، لتعود في يوم من الأيام لموطنها، إذا تحقق السلام هناك، لمساعدة مواطنيها، حيث لا يوجد أطباء مؤهلون كثيرون.

الأكثر مشاركة