بنغلادش تكافح لاسترضاء متشددين ينتهجون العنف

حكومة الشيخة حسينة تعهدت بالحزم مع المتشددين.                  أ.ب ـ أرشيفية

على الرغم من استحواذ المتشددين الذين ينتهجون العنف في أفغانستان وباكستان على قدر أكبر من الاهتمام، فإن الجماعات المتشددة تشكل تحدياً لبنغلادش، ما يثير القلق في بلدان مجاورة وفي دول أخرى فيها عمال أو مهاجرون من البنغال.

ويهدد المتشددون في الدولة التي يعيش فيها 150 مليون نسمة جهود حكومتها الديمقراطية لتحقيق الاستقرار، وتزيد المخاوف من أن الجماعات سترتبط بشبكات التطرف الدولي وتقويها. كما لا يشجع وجود إسلاميين ينتهجون العنف حصول البلاد على المساعدات والاستثمارات التي تشتد الحاجة اليها. وعبرت الهند المجاورة عن قلقها، وفي الأسبوع الماضي، زار اللورد وست وزير الأمن البريطاني دكا لتعزيز الجهود الثنائية في هذه القضية. وأنحى باللائمة على حركة الجهاد الإسلامي في بنغلادش، في محاولة قتل أنور تشودري في مايو 2005 ،وكان تشودري آنئذ المندوب السامي البريطاني. وحركة الجهاد الإسلامي واحدة من بين أكثر من 12 جماعة إسلامية محظورة تسعى لإقامة دولة إسلامية تحكم بالشريعة في بنغلادش. كما تربط الشرطة «الحركة الإسلامية» بمحاولة قتل الشيخة حسينة واجد في 2004 التي كانت آنئذ زعيمة للمعارضة، ونجت بأعجوبة، لكن 23 شخصاً آخرين لاقوا حتقهم، عندما انفجرت قنابل في المؤتمر الذي كانت تلقي فيه كلمة. وتقول السلطات إن جماعة أخرى هي «جماعة المجاهدين البنغالية» مسؤولة عن تفجيرات قاتلة في أواخر 2005 .وكان من بين الضحايا قضاة ومحامون ورجال شرطة وغيرهم.

وألقت حكومة «حزب بنغلادش الوطني» القبض على ستة من زعماء «جماعة المجاهدين البنغالية» في ،2006 بعد أن تعرضت لانتقادات لتجاهلها المشكلة في بداية الأمر. وأعدم الزعماء الستة في مارس 2007 على أيدي حكومة مؤقتة، مدعومة من الجيش تولت السلطة.

وكما حدث في دول مثل باكستان، اعتقد بعضهم في المؤسسة الحاكمة في بنغلادش، أن في وسعهم استغلال الجماعات المتشددة لمصلحتهم، لتنقلب في نهاية الأمر على الحكومة. وعلى سبيل المثال، اتهمت الحكومة الائتلافية بين «حزب بنغلادش الوطني» و«الجماعة الإسلامية» من 2001 وحتى 2006 ،باستخدام فصيل تابع لـ«جماعة المجاهدين» لمواجهة جماعة تثير مشكلات في شمال غرب البلاد .

وتنفي «الجماعة الإسلامية» و«الحزب» مساعدة متشددين ينتهجون العنف. ويقول نصر الإسلام خان، وهو من كبار زعماء الحزب، إن هذا التشدد «ليس مشكلة في بنغلادش وحدها، ولكنه موجود في العالم كله». ويقول سورانجيت سنجوبتا، وهو محام كبير وزعيم في حزب «رابطة عوامي»، إن «الإسلاميين يشكلون تهديداً متنامياً للديمقراطية والتنمية». ويضيف «ازدهروا في بنغلادش في أثناء حكومة (حزب بنغلادش الوطني والجماعة الاسلامية)، وحان الوقت لتعقبهم واجتثاثهم للأبد».

وتولت حكومة بزعامة الشيخة حسينة و«رابطة عوامي» السلطة في يناير الماضي، وتعهدت بأن تتخذ موقفاً قوياً مع المتشددين. وأغارت قوات الأمن منذئذ على مخابئ لمتشددين مشتبه فيهم، وصادرت أسلحة ومواد تستخدم لصنع القنابل، واعتقلت العشرات.

تويتر