أنفلونزا الخنازير تعود إلى مهد انطلاقها في المكسيك
ما كادت المكسيك تتنفس قليلا إثر تراجع وتيرة انتشار مرض أنفلونزا الخنازير الذي كان انطلق من أراضيها في ابريل الماضي وأودى بحياة 138 من سكانها، حتى عاد هذا الوباء إليها بقوة، وسجل ارتفاعاً شديداً في وتيرة الإصابات به في جنوب شرق البلاد في يوليو الجاري.
لكن السلطات الطبية تؤكد أن الفيروس لايزال تحت السيطرة رغم ارتفاع عدد الاصابات به في منطقة تشياباس التي يتجاور فيها المزارعون الفقراء مع الأماكن السياحية التي تشهد حركة كبيرة للمهاجرين القادمين من اميركا الوسطى، والمتوجهين الى الولايات المتحدة.
وقد «اكتشفت» المكسيك أنفلونزا الخنازير في ابريل لكن العلماء أثبتوا ان أول إصابة به تعود الى 24 من فبراير الماضي في سان لويس بوتوسي شمال مكسيكو، حيث أصيبت رضيعة لا يتجاوز عمرها ستة أشهر، قالت عائلتها إنها لم تكن أبدا على احتكاك بالخنازير، لكنها شفيت. غير أنه إذا كانت انفلونزا الخنازير لاتزال تحت السيطرة في المكسيك حالياً، فمن المتوقع ان يعاود هذا الوباء انتشاره بقوة ما إن تنخفض درجات الحرارة في نوفمبر.
وصرح مستشار الحكومة في هذا الملف بابلو كوري لفرانس برس «قد نكون تضررنا كوننا أول من تعرض الى أنفلونزا الخنازير، لكن ذلك اصبح الآن امتيازا استراتيجيا لأننا نعلم ما يجب القيام به وكيف نقوم به».
وافادت الوزارة بأن المكسيك التي يبلغ عدد سكانها نحو 100 مليون نسمة، تملك احتياطاً من نحو مليوني جرعة من اللقاح المضاد لهذه الانفلونزا، كما طلبت 20 مليون جرعة اخرى لتوزيعها في ديسمبر اذا تمكنت المختبرات الدولية من توفيرها في الوقت المناسب. وقال كوري إن حملات التوعية ستستأنف في اكتوبر «لتذكير الناس بأن حياة عادية يجب ان تستوعب بعض التصرفات الجديدة».
وقد انطلقت عمليات خاصة تستهدف المناطق الاكثر تضررا ابتداء من تشياباس، حيث سجلت ثمان من الوفيات العشر في البلاد والتي تعد الآن اصابات اكثر من العاصمة، حيث كانت معظم الحالات الأولى في ابريل.
وأفادت وزارة الصحة بأن عودة انفلونزا الخنازير الى تشياباس «كانت خارجة عن السيطرة» في منتصف يوليو، حيث كانت تقع ما بين 100 الى 130 إصابة جديدة يومياً. لكن السلطات المحلية اقل تشاؤما ولم تفرض قيودا على النشاطات العامة.
وقالت مسؤولة في معهد التشخيص والمراجع الوبائية في مكسيكو «من الصعب القول أين بدأ الوباء، لكن العينات الاولى لا تأتي من المناطق الريفية».
واليوم لم نعد نرى تقريباً أقنعة على الوجوه في مكسيكو، لكن درجة حرارة المسافرين مازالت خاضغة للمراقبة على شاشات المطارات.
وسواء عادت الانفلونزا نهاية السنة أم لا فإنها قد زادت في إنهاك اقتصاد البلاد المتداعي أصلاً بسبب الأزمة العالمية والعلاقات الوثيقة بأزمة الولايات المتحدة.
وقد أفرغت انفلونزا الخنازير الفنادق من السياح لأشهر عدة، بينما تعتبر السياحة ثالث مورد في البلاد بعد النفط والدولارات التي يرسلها المهاجرون في الولايات المتحدة الى ذويهم.