أوباما.. رئيس أسود لم يغيّر النظرة تجاه العنصرية

أوباما اعتذر عن تصريحاته المتسرعة.           غيتي


أثارت تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما بخصوص توقيف الشرطة الأميركية للأستاذ الجامعي هنري لويس غيتس، ردود أفعال متباينة في الولايات المتحدة، واعتبرها بعض الأميركيين خطوة متسرعة أقدم عليها الرئيس الذي ماتزال شعبيته في أوجها. وفي تصريح له عقب الاعتقال قال أوباما، «إنه من العدل أن أقول: أولاً كل واحد منا سيكون غاضباً. ثانياً، إن شرطة مدينة كامبريدج تصرفت بغباء بتوقيف شخص رغم وجود دلائل بأنه في بيته (وليس لصاً). وثالثاً، وبغض النظر عن هذا الحادث فإن هناك تاريخاً طويلاً تعرض خلاله أميركيون من أصل إفريقي ولاتيني إلى التوقيف بطريقة غير صحيحة».

ما يجعل هذا الحدث مثاراً للاهتمام، ويدق أجراس الإنذار في آن واحد، هو ما تبعه من تعليقات وجدل في الوسط الأميركي. ففي الوقت الذي اختلفت بعض وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية في تفاصيل الحادث، حاولت صحف أخرى إعطاءه طابعاً عنصرياً. حيث هاجمت صحف متطرفة الأستاذ غيتس ووصفته بالمغرور والمتعجرف. وقالت ان جامعة هارفارد «ساذجة» بالسماح لمثل هذه الشخصيات بالانضمام إلى هيئة تدريسها. في حين رأت صحف أخرى أن عدم تدخل الشرطة سوف يفتح عليها جبهة العنصرية، كونها لم تتدخل لمساعدة صاحب المنزل الأسود. تجدر الإشارة إلى أنه قبل أسبوع من حادثة غيتس، كان هناك نقاش واسع في الولايات المتحدة، حول تعيين القاضية سونيا سوتوماير في المحكمة العليا. وتعتبر سوتوماير أول امرأة من أصل لاتيني، وثالث سيدة تلتحق بأعلى هيئة قضائية في أميركا، إذاً فقد كان الرأي العام الأميركي مهيأ لمثل هذا الجدل العنصري الذي لم يغب يوماً عن الواقع الأميركي. وقد هاجم ثلاثة نواب محافظون في الكونغرس القاضية، ووصفوها بأنها غير مؤهلة لأن تتقلد منصباً في المحكمة العليا. هذا بالرغم من أنها تخرجت من كلية «ييل» للقانون وكانت على رأس الدفعة حينها. وقال أحدهم إن سوتوماير اختيرت كونها امرأة، وكذا بسبب انتمائها العرقي اللاتيني، وليس لكفاءتها المهنية. وقال السيناتور بات بوتشمان ان «تعزيز التعددية (في المحكمة العليا) جاء على حساب الرجال البيض». وأضاف بوتشمان انه «لا ضير من أن يكون جميع أعضاء المحكمة من البيض، لأن من كتب الدستور الأميركي هم البيض بنسبة 100٪». خلال الأسابيع الماضية عاشت الولايات المتحدة على إيقاع عنصري غريب، وساد الانطباع عند شريحة واسعة من الأميركيين بأن الأقليات استلموا زمام الأمور في البلاد، وأن أوباما يعين غير البيض في المناصب المهمة، ومن ثم فقد أصبح المواطن الأبيض هو المهمش، والسود الذين درسوا في جامعة هارفرد أو ييل أو برينستون هم «العنصريون». ومهما يكن فإن حادث اعتقال غيتس، الذي صاح عند توقيفه بأعلى صوته «هذا ما يحدث للسود في أميركا»، وتصرف شرطة مدينة كمبريدج التي لم تنتبه إلى أنها تتعامل مع شخصية مرموقة، ليس مهماً في حد ذاته، ولكن الأمر المثير للاهتمام هو الجدل المحموم الذي أعقب الحادث، والذي اتسم بالعنصرية وقصر النظر.

توقيف غيتس أثار ردود أفعال متباينة في أميركا.

  ترجمة: مـــكي معمري

تويتر