غيتس يلمّح إلى إمكانية تسريع الانسحاب مـن العراق

غيتس حثّ برزاني على ضـرورة تسوية الخلافات مع بغداد قبل انسحاب القوات الأميركية.                      غيتي

قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس، أن بلاده قد تسرع انسحاب قواتها من العراق، فيما عادت المواجهات مجدداً إلى منطقة أشرف بين قوات الأمن العراقية وأنصار منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة، غداة اشتباكات دامية أودت بحياة اثنين من الشرطة، فضلاً عن مئات الجرحى من الطرفين.

وتفصيلاً قال غيتس للصحافيين الذين رافقوه في رحلته من العراق إلى تركيا إن «وتيرة سحب القوات الأميركية من العراق قد تسرع. فالظروف الأمنية تتحسن في العراق».

وتحدث غيتس بعد لقائه رئيس اقليم كردستان العراق مسعود برزاني أمس، الذي تلا محادثات اجراها أول من أمس، مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد.

وحث غيتس القادة العراقيين العرب والاكراد على حل خلافاتهم سلمياً أو المخاطرة بإغراق البلاد في العنف مجدداً.

وقال سكرتير غيتس الاعلامي جف موريل بعد لقائه برزاني إن وزير الدفاع «ذكّر محدثيه بأننا ضحينا جميعاً بالكثير من الدماء والاموال لئلا نخسر انجازات هذين العامين في خلافات سياسية».

وكان غيتس اجرى محادثات مع برزاني ومسؤولين اخرين حول ضرورة تسوية الخلافات مع بغداد قبل انسحاب كامل لقوات بلاده نهاية العام .2011

ودعا غيتس الذي رافقه قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو والسفير الاميركي كريستوفر هيل، العراقيين سنة وشيعة وأكراداً الى تسوية خلافاتهم في ما يتعلق بتقاسم السلطة.

وكان بارزاني اعلن قبل 10 ايام ان ابرز نقاط الخلاف مع بغداد هي «المناطق المتنازع عليها، والبشمركة، وقانون النفط والغاز، لكن الاهم من كل ذلك هو شكل الحكم والتفرد وبناء الجيش كذلك». واكد غيتس في بغداد مواصلة الدعم الاميركي للعراق، قائلا «سنواصل دعم العراق للتقدم نحو تحقيق الوحدة الوطنية، سنشجع التوجه نحو ضمان تمثيل جميع الطوائف العراقية في قوات الامن والمؤسسات».

من جانبه، قال اوديرنو «بعد انخفاض اعمال العنف في عموم مناطق العراق، بات التوتر بين الاكراد والعرب حول المناطق المتنازع عليها والنفط، الامر الاكثر تهديدا لاستقرار البلاد».

واضاف«نعتقد ان عددا كبيرا من الجماعات المتمردة تحاول استغلال التوتر الكردي العربي في شمال البلاد».

وتابع اوديرنو ان «القوات الاميركية تتابع الاوضاع عن كثب وتنسق مع حكومتي الاقليم وبغداد في محاولة للحد من تصاعد التوتر».

على الصعيد الميداني عادت المواجهات مجددا الى منطقة اشرف بين قوات الامن العراقية وانصار «مجاهدي خلق».

وقال مدير مكتب قائد شرطة ديالى المقدم ابراهيم الكروي «تم افتتاح مقر جديد للشرطة وسط مدينة اشرف». واكد عدم معرفته بـ«وقوع خسائر حتى الان».

وأضاف «رفعنا العلم فوق المقر الجديد في اول المدينة»، مؤكدا ان الشرطة تسيطر على 75٪ من المدينة.

من جهتها، اعلنت مصادر طبية وفاة اثنين من الشرطة اثر اصابتهما بجروح أول من أمس. وقال الطبيب عبدالله التميمي من مستشفى الخالص قرب معسكر اشرف، ان اثنين من عناصر الشرطة توفيا متأثرين بجروحهما. واضاف أن احدهما تلقى ضربة في رأسه أدت الى نزيف في الدماغ، في حين تلقى الآخر طعنة من حربة في رقبته اسفرت عن قطع شريان كبير.

الى ذلك، اشارت مصادر عراقية الى مفاوضات تولاها قائد شرطة محافظة ديالى اللواء عبدالحسين الشمري أمس، للتوصل الى اتفاق يقضي بانسحاب قوات مكافحة الشغب بعد المواجهات التي دارت امس، ليتولى الجيش المسؤولية.

ويقيم نحو 3500 ايراني من انصار المنظمة في معسكر اشرف في ناحية العظيم (100 كلم شمال بغداد) بينهم نساء واطفال.

من جهة اخرى، اكدت المصادر ارتفاع حصيلة جرحى اشتباكات أول من أمس، الى 300 ايراني بينهم 25 امرأة و110 من عناصر قوات الامن العراقية من شرطة وجيش. كما اشارت الى اعتقال نحو الخمسين من انصار المنظمة الايرانية المعارضة.

لكن المتحدث باسم مجاهدي خلق شهريار كيا اعلن «مقتل ستة اشخاص واصابة 385 اخرين بجروح». ونفت المصادر العراقية الرسمية ذلك.

من جهته رحب رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني باستعادة القوات العراقية السيطرة على معسكر أشرف.

ونقلت وكالة مهر عن لاريجاني قوله ان «تحرك الحكومة العراقية موضع ترحيب ولو جاء متأخراً»، من جانبه طالب حسين صبحاني نيا العضو في لجنة الامن القومي في البرلمان، الحكومة العراقية بتسليم طهران افراد هذه المجموعة لمحاكمتهم «للجرائم التي ارتكبوها».

تويتر