إيران تبدأ اليوم محاكمة 30 متهماً بأعمال الشغب
يحاكم نحو 30 متهماً بالمشاركة في اعمال الشغب التي تلت الانتخابات الرئاسية في ايران، اليوم أمام محكمة ثورية، فيما دعا مسؤول ديني الى الإفراج عن المعتقلين غداة تجمعات فرقتها الشرطة الايرانية بالقوة في طهران، الأمر الذي دفع وزارة الخارجية الأميركية الى الاعراب عن «قلقها» للجوء الشرطة الإيرانية الى القوة لتفريق أنصار المعارضة.
وتفصيلاً، أفادت وكالة الانباء الطلابية الايرانية بأن نحو 30 شخصاً من مثيري اعمال الشغب سيحاكمون اعتباراً من اليوم بتهمة المساس بالأمن القومي.
وأوضحت ان هؤلاء الأشخاص الـ30 شاركوا في اعمال الشغب واتهموا بأنهم تصرفوا بشكل مناهض للامن القومي وأخلوا بالأمن العام وقاموا بأعمال تخريب. وأضافت ان العديد منهم متهمون ايضا بإقامة علاقات مع «أعداء الله». وكانت وكالة الانباء الايرانية الرسمية أفادت بأن مثيري اعمال الشغب متهمون بإقامة علاقات مع «المنافقين»، وهو التعبير الذي يستخدم للإشارة الى «مجاهدي خلق»، أبرز منظمة معارضة في المنفى.
واعتقل ما يصل الى ألفي شخص خلال تظاهرات احتجاج على اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في 12 يونيو، في اكبر حركة احتجاج شعبية في البلاد منذ الثورة الإسلامية في .1979 وتم الإفراج عن غالبيتهم منذ ذلك الحين، فيما لايزال نحو 250 شخصا قيد الحجز بينهم 50 شخصية سياسية. وقامت الشرطة الايرانية باعتقالات جديدة اول من امس خلال تجمع غير مرخص له للمعارضة التي يتقدمها المرشح الخاسر للانتخابات الرئاسية، مير حسين موسوي. واستخدمت السلطات القوة لتفريق آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا في طهران لإحياء ذكرى ضحايا الاضطرابات التي تلت إعادة انتخاب نجاد وأدت الى مقتل 30 شخصاً بحسب حصيلة رسمية.
وأعلن آية الله أحمد جنتي المسؤول الايراني خلال صلاة الجمعة ان انتخابات يونيو كانت «الأنزه» في تاريخ الجمهورية الاسلامية، مضيفاً أنه «اذا كانت المعارضة تقول ان هذه الانتخابات يجب ان تلغى فيجب حينئذ إلغاء كل انتخابات السنوات الثلاثين الماضية». في المقابل، اعتبر رجل الدين الإيراني البارز آية الله ناصر مكارم شيرازي أنه لابد من الافراج عن المعتقلين الذين اوقفوا خلال التظاهرات من اجل عودة الهدوء الى البلاد. وأضاف ان الذين لم يرتكبوا مخالفة أو ينتهكوا القوانين الاسلامية يجب الإفراج عنهم.
وفي واشنطن، أعربت وزارة الخارجية الاميركية عن قلقها للجوء الشرطة الايرانية الى القوة لتفريق انصار المعارضة الذين تجمعوا في طهران لإحياء ذكرى ضحايا التظاهرات. وقال المتحدث باسم الوزارة ايان كيلي «أعتقد انه من المقلق ان نرى القوات الأمنية تستخدم القوة لإنهاء تظاهرة تأبينية». وأضاف «نحن نقف الى جانب الشعب الإيراني الذي يسعى الى ممارسة حقه العالمي في حرية التعبير عبر التظاهر سلميا».
من جهته اتهم وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي، امس، مجدداً بريطانيا وغيرها من دول الغرب بالتواطؤ في الجرائم المرتكبة اثناء أعمال العنف التي اندلعت اثر الانتخابات الرئاسية. وصرح متكي في حديث تلفزيوني أن الدول الغربية والأوروبية تدخلت عبر وسائلها السرية او العلنية في الانتخابات الايرانية، والأبرز من بينها بريطانيا.